هو ثاني اثنين من دبلوماسيي تونس،تم اختطافه يوم 17 افريل كعنصر ضغط جديد على الحكومة التونسية بعد أن اختطف زميله محمد بالشيخ قبله بعشرين يوما.اطلق سراحه في التاسع من جوان الماضي بعد مفاوضات ووساطات انهت قصة مايزيد عن سبعين يوم من العذاب النفسي والمادي.العروسي القنطاسي الدبلوماسي التونسي المحرر حديثا التقته بوابة افريقيا فكان هذا الحوار.
*سيد العروسي لو تعود بنا الى ظروف الاختطاف؟
-لا أخفي عليك الحالة النفسية الاستثنائية التي كنا نعيشها بعد اختطاف زميلنا في السفارة محمد بالشيخ،الا أنني لم أتصور استهدافي بعده مطلقا.يوم السابع من افريل الفارط خرجت من منزلي متوجها الى مقر السفارة في حدود الساعة التاسعة صباحا،وفوجئت بشاب يخرج من سيارة رابضة قربي ، أشهر في وجهي مسدسا وأمرني بركوب السيارة في صمت،ثم طلب مني طأطأة الرأس حتى لا يشاهدني أحد داخل السيارة .غطى وجهي بالكامل لتنطلق السيارة بسرعة الى مكان لا أعرفه.وضعوني في غرفة متواضعة تبدو معدة كسجن بحكم وجود سلاسل مثبتة في الجدار وانطلقت رحلتي معهم.
*طيب كيف تعاملوا معك؟ من هم؟
-كنت طوال مدة أربعة عشر يوما مغطى الوجه بالكامل،لم يتحدثوا الى مطلقا.كان هناك شخص مقيم معي كحارس رغم أنني كنت مشدودا بسلاسل من القدمين ومكتف اليدين.كان يتعامل معي دون كلام.يمسك يدي ليعطيني الاكل،ويرافقني الى الحمام اذا طلبت ذلك دون كلام.
*هل حدثوك عن الغاية من اختطافك؟هل هددوك بالتصفية؟
-كلمني أول ماوصلت الى مكان الاعتقال واحد فقط وقال لي أنهم لا ينوون قتلي.قال لي سيطلقون سراحي حالما تستجيب الحكومة لمطالبهم.بعد مدة اربعة عشر يوما نقلوني في صمت الى مكان آخر مقيدا وفي سيارة مكان البضائع.كنت خائفا،وعرفت من خلال الرحلة أن المكان بعيد شيئا ما عن الأول.وضعوني في مكان مشابه للاول،مرافقا دائما بحارس ، ومغمض العينين.طالت المدة هناك لاكثر من شهر،وطلبو مني أثاء ذلك القيام بتسجيل أخاطب فيه الحكومة والتونسيين من أجل السعي لتحريري.كلمني أحدهم وقتها وقال أن الحكومة التونسية لم تتجاوب مع مطالبهم، ولم يفعلوا مثلما فعل الأردنيون في علاقة بسفيرهم المختطف.
*مالذي حدث بعد ذلك؟
-نقلوني مرة أخرى الى مكان فهمت أنه بعيد.يبدو أنه في مزرعة في طريق صحراوي.هذه المرة وضعوني في حمام مهجور وحار...كان المكان الاحقر في فترة اختطافي.كانوا يأتون الي في الليل ليعطوني قليلا من الخبز والجبن...وكنت هناك حتى فترة خروجي...
*هل تعرفت على هوية أحد الخاطفين؟
-ثمة ليبيون..وهناك تونسي تحدث الي.حاولت الحديث اليه كتونسي،قلت له انا أخوك تونسي فقال أنت لست أخي...عندما تنتمي الينا في حربنا ضد الطاغوت وتسعى معنا لفرض الشريعة والجهاد ستصبح أخي...فهمت أنهم من التيارات الدينية المتشددة وأن انتمائهم لتيارات دينية وليس لوطن أو بلد...خلال تلك الفترة طلبوا مني اجراء تسجيل آخر لأثبت أنني على قيد الحياة،وفهمت وقتها أن هناك مفاوضات تجري بينهم وبين الحكومة التونسية.يبدو أنهم أرسلوا ذلك التسجيل لتونس.
*مالذي حدث بعد ذلك؟
-جاء يوم خروجي...جاءني واحد منهم الى الحمام وقت الظهيرة وطلب مني الخروج وصعدت معهم السيارة،في كرسي هذه المرة.فهمت أن هناك فرج ما لكنني بقيت على خوفي.لقد مر على اختطافي خمسة وسبعون يوما.
*أين توجهو بك؟
-طبعا كنت مغمض العينين الى حين وصولي الى منزل الوسطاء.كانوا ليبيين وقد اعتذروا الي كثيرا وعبروا عن سخطهم مما تعرضت له.بقيت هناك الى حين مجيء سفير تونس.لم أتعرف على أسماءهم لكنهم مدوني بالهاتف لأطمئن عائلتي وقالوا لي أنني سأبيت ليلتها في تونس ، مع عائلتي.الواقع أنني كنت مطمئنا وخائفا في نفس الوقت.جلبوا الي ملابس جديدة بعد تعذر استعادة ملابسي وقت الاختطاف وهاتفي وأغراضي.من هناك صاحبوني الى المطار ومن ذلك توجهت الى تونس.
*هل قابلت زميلك محمد بالشيخ المختطف هو أيضا؟
-لا...الا وقت الخروج في دار الوسطاء.عندما وقع تحريرنا.
*ماذا تقول في الاخير سيد العروسي؟
-أحمد الله أولا على حياتي الجديدة.أحتاج الى وقت لاستعادة تفاصيل أخرى.وأشكر كل من سعى الى اطلاق سراحي وساند عائلتي...