أكد الإعلامي والكاتب السياسي الليبي فايز العريبي أن أنصار النظام الجماهيري قوة شعبية عبرت عن فسها بالخروج في مظاهرات ضد تدخل الناتو في ليبيا عام 2011 مضيفا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أنهم تعرضوا للقمع والمطاردة إلا أن القوة الشعبية لهذا التيار أجبرت المجتمع الدولي على أن يقر بوجوده.

إلى نص الحوار

كيف تتابع عودة أنصار النظام الجماهيري للمشهد الليبي؟

أنصار النظام الجماهيري لم يغادروا المشهد الليبي فهم تلك القوة الجماهيرية التي عبرت عن نفسها بالخروج ضد عدوان حلف الناتو في مسيرات ضخمة أعلنت البيعة للزعيم الراحل معمر القذافي والتي رأيناها في أغلب مدن ليبيا فهذه الحشود هي التي مورس عليها القمع والإرهاب من قبل المتآمرين مع حلف الناتو وقد اتضح خلال السنوات العشر الماضية مدى القمع والتنكيل الذي تعرض له أنصار النظام الجماهيري بالإضافة لتهجير الملايين من ليبيا فكل هذه الأسباب جعلت من أنصار النظام الجماهيري وهج تحت الرماد أضاف له الدكتور سيف الإسلام القذافي بعدا آخر لتعبر القوى الجماهيرية التي كانت تشكل الأغلبية الصامتة عن نفسها بعد كل هذا الانهيار والتداعي في الحياة اليومية للمواطن الليبي وليبيا فكل هذه العوامل ساعدت في تفجير كل هذه المواقف إضافة لتصاعد وبروز أهمية دور الدكتور سيف الإسلام في المشهد السياسي الليبي والدولي خاصة وأن الكثير من الدول الكبرى شهدت بقدرته على إعادة بناء ليبيا من جديد ورأت فيه شخصية وطنية لها حضورها الجماهيري ويتمتع بتأييد أنصار النظام الجماهيري دون غيره. 

ورغم تعرض أنصار النظام الجماهيري للقمع إلا أنهم عبروا عن وجودهم القوي وهو ما أثار انتباه المجتمع الدولي لذلك فالآن يوجد عمل شعبي لا يستهان به بعدما تجاوزت الجماهير حاجز الخوف وبدأت تعبر عن وجودها بقوة وتواجه القمع والإرهاب ولابد من الإشارة إلى أن القوى التي سيطرت على المشهد السياسي خلال السنوات العشر الماضية ليس لها قاعدة شعبية سواء إخوان مسلمين أو قاعدة أو داعش أو أنصار الشريعة أو القوى الهشة من أتباع الأحزاب والتيارات القديمة أو القوى التي ترفع شعار المجتمعات المدنية والتي تتسم بالهشاشة وعدم القدرة على الانصهار في الواقع الجماهيري والتعبير عنه وإنما تمارس العمل السياسي من أبراج عاجية بعيدا عن واقع المواطنين بل إن كثيرا منهم تورط في الفساد المالي والسياسي والارتباط والاتهامان للأجنبي.   

من كان يقف وراء محاولات استبعاد أنصار النظام الجماهيري؟

لا شك أن كل القوى السياسية والفكرية والأيديولوجية التي جمعها الناتو تحت أجنحة ملياراته والتي تناقضت فيما بينها بعد ذلك بعدما انتهى الناتو من إسقاط الدولة واغتيال الزعيم الراحل فكل القوى التي جمعت تحت مظلة فبراير فشلت في بناء دولة فشاركوا بقوة في استبعاد أنصار النظام الجماهيري من خلال القتل والتهجير والمطاردة ولازال الكثير من أنصار النظام الجماهيري خلف القضبان.  

لماذا فشلت محاولات استبعاد أنصار النظام الجماهيري عن السلطة؟ 

لأن هذا التيار يملك إرث حقيقي ويملك رؤية ومشروع ففي أثناء المؤامرة تحدث الزعيم الراحل عن مستقبل ليبيا حال سقوط الدولة الوطنية وقد تأكد ما قاله القائد وكذلك تحدث الدكتور سيف الإسلام عما ستؤول إليه ليبيا برؤية استراتيجية لتحليل أبعاد المؤامرة وكشفها وتعريتها فكل هذا العوامل أعطت مصداقية لأنصار النظام الجماهيري عندما برهنت قوى فبراير على حقيقة ما قالته الرؤية الجماهيرية وتأكدت كواقع معاش يومي فكل هذه المعطيات أهلت هذا التيار على كل التيارات المضادة وقد تبينت كل الحقائق للشعب الليبي وهو ما أدى لفشل محاولات كل القوى المرتهنة للعدو في أن تبعد أو تحيد هذا التيار من المعركة الوطنية 

ماهي دلالات الاعتراف الدولي بدور أنصار النظام الجماهيري؟

الوقائع هي التي أجبرت المجتمع الدولي لأن يقر بحقيقة وجود هذا التيار على الأرض ويقر بفاعليته وبحقيقة جماهيريته وانتشاره كما أن المجتمع الدولي يراقب ما حدث من قمع ومحاولة احتواء ومحاصرة إرادة الشعب الليبي بالاعتقال والسجن كما لم يتاح للكثير من المناطق التعبير عن نفسها بسبب القبضة القمعية وبذلك برهن أنصار النظام الجماهيري على أنهم قوة أساسية تم مصادرة صوتها طيلة عشر سنوات 

والاعتراف الدولي سيسهم في أن يلعب أنصار النظام الجماهيري دورا أكثر مرونة وحركة وتطلع على جميع المستويات المحلية والقارية والإقليمية والدولية خاصة وأن المجتمع الدولي أقر على لسان ساسته أن ما حدث في ليبيا كان خطأ استراتيجيا كبيرا واتضح أن ساسة أوروبا الذين أقدموا على الاعتداء على ليبيا قاصري النظر قادتهم نزعتهم الاستعمارية لهذا الشرك الذي أحدث مشكلات عديده في أوروبا على جميع الأصعدة فبسبب ليبيا بدأ يحدث تصدع في حلف الناتو نتيجة صراع أعضائه على المشكلة الليبية بالإضافة إلى أن ليبيا أصبحت ملاذا للإرهاب العالمي كما خسر الأوروبيون الشراكات الاقتصادية مع ليبيا كما خسروا المشاريع الواعدة التي كانت ضمن مشروع ليبيا الغد بقيمة 250 مليار بتوجيه من الدكتور سيف الإسلام معمر القذافي كما أن أوروبا أصبحت تعاني جراء تسلل الإرهاب إليها تحت مظلة الهجرة 

أي دور منتظر من أنصار النظام الجماهيري في المشهد القادم؟

الدور لن يكون إلا الدور الوطني الذي يحفظ سيادة ليبيا وحق أبنائها في العيش بحرية وسيادة وأن يتمتع الشعب بخيرات بلاده ويعيش بكرامة آمنا مستقرا وتتوفر له كل مقومات الحياة الكريمة وأعتقد أن المشروع التنموي الذي قدمه الدكتور سيف الإسلام "ليبيا الغد" هو ذلك المشروع الذي سيحقق تلك الآمال والطموحات في أن يجد المواطن دولة آمنة تحميه ولن يكون لأنصار النظام الجماهيري إلا الدور الوطني الذي يحث على المصالة الوطنية وجبر الضرر ورد الحقوق فأنصار النظام الجماهيري وطنيون ويفرقون بين من كان على رأس التآمر وما كان يعبر عنه المواطن البسيط من تطلعات وسوف يتمكن الليبيون من قول كلمتهم دون إرهاب أو قمع 

بعد إسقاط الناتو لليبيا عام 2011 دخلت البلاد دوامة الفوضى الأمنية والسياسية.. لماذا برأيك؟

بالفعل البلاد دخلت في الفوضى على كل المستويات وجرى تدمير كل مقدرات البلاد واستهداف أمن وكرامة المواطن وانتهاك حق المواطن في التعليم والأمن حيث جرى التآمر على ليبيا الدولة الاستراتيجية المحورية والتي أثر سقوطها على أوروبا وأيضا دول الساحل والصحراء والمغرب العربي والعمق الصحراوي الإفريقي حيث تركز الإرهاب في الحزام الخلفي لشمال إفريقيا.

عندما قال القائد نحن أجدر بليبيا ظن الكثير من السطحيين أنه يعني الحكم بينما النظام الجماهيري برمته الذي كان عماده المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية كان يؤمن ليبيا ففي كل منطقة مؤتمرات شعبية وغرف ومربعات أمنية وقوى ثورية تحمي البلاد وقد ثبت أن هذا المنهج الذي حافظ على ليبيا 42 سنة هو المنهج الصحيح والضامن للمجال الحيوي الذي يدور حول ليبيا 

وختاما فإن أنصار النظام الجماهيري قوة صاعدة بقيادة الدكتور سيف الإسلام القذافي الشخصية الوطنية التي تتمحور حولها الآمال في غد ينتظره الليبيون بعدما يتمكن سيف الإسلام من جمع هذا الكيان المهشم وأن يوحد إرادته ويجمع شتاته ويوحد قواه الوطنية والمجتمعية