سلط الأكاديمي الليبي محمد العماري، الضوء على برنامج قناة الخضراء "الجماهيرية" الذي تتناول فكرته تقديم شهادات لمسؤولين من النظام السابق.
وقال العماري، في تدوينة بعنوان (وداعاً يا أمس ..شهادات من رجال) نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "البرنامج الذي يعده الاخ علي الكيلاني، باستضافته رجال خدموا زمن قيادة معمر القذافي، رجال كل منهم ملء الدنيا، تحملوا مسؤوليات أكبر من اعمارهم وأكبر من مهامهم الوظيفية، عرفنا من خلالهم انهم كانوا يشتغلون في دولة وبآرائهم، نضرب مثلاً بشهادة واحد منهم الاستاذ عمر الحامدي، وقد بلغ من العمر عتياً ولا يحتاج إلى شكر ولا نفع من احدٍ، قال إنه كان رئيس تحرير صحيفة الفجر ثلاث سنوات متتالية، معمر القذافي رئيس مجلس قيادة الثورة، لم يتدخل يوما في شؤونه ولم يصدر له أمراً بخصوص موضوع معين، بل رفض توجيهاً ما صادر عن قائد الثورة ولم يعاقب... في هذا البرنامج الرائع يستطيع الليبيون أن يعرفوا أنه كانت دولة، ويعرفون انه كان رجال شجعان التحموا بالثورة وبالقائد وهم في الجامعات والمدارس ومواقع الانتاج، تولوا وزراء وهم في العشرينيات ومثال ذلك الاستاذ عبد العاطي العبيدي، تولى وزير العمل ولم يصل الخامسة والعشرين سنة، كانواً شباباً يواصلون ليلهم بنهارهم وبعض الاحيان باتوا في مكاتبهم، كانت مرتباتهم لا تتجاوز الخمسمائة دينار وليست ستة عشر وعشرين الفاً. هل عاد الرشد لتلكم الذين يليكون الاكاذيب والاشاعات الحاقدة، بان ليبيا لا توجد فيها إدارة ولا مؤسسات، وان كل شيء بيد معمر القذافي؟ هؤلاء لا يعرفون الازمات الاقتصادية والسياسية والامنية والاجتماعية، التي مرت بها البلاد خلال اربعة عقود وخرجت منها منتصرة، ربما كانوا في الخارج او كان الوقر في آذانهم، او هم تربوا على الكراهية والاحقاد".
وتابع العماري، "بلد يستمر نظامه أربعة عقود، بلد تتحالف ضده اربعون دولة لإسقاط نظامه، بينما أسقط النظام في اليمن وفي مصر وفي تونس بلا تدخل قوات أجنبية، بلد تقاتل قواته المسلحة جيوش اربعين دولة بقيادة أكبر دولة في العالم، ومعها قوات قطرية وسعودية واماراتية وسودانية ثمانية أشهر بلا غطاء جوي، يقولون بلد بلا دولة وبلا مؤسسات ولا رجل خبرة. أتحدى آل فبراير أن يقدموا لنا رجلا بنصف قدرة الاستاذ عمار لطيف في الادارة، ونصف خبرة محمد المصراتي أو الوزري في الأمن، أو نصف قدرة الدكتور عبدالحفيظ الزليطني في الاقتصاد، او نصف قدرة اللواء عبدالله السنوسي في الامن العسكري، او نصف قدرة الدكتور محمد الشريف في التعليم .. هؤلاء وغيرهم قدرات عالمية لو قبلوا العمل في بلدان اوروبية، تدفع لهم عشرات الاف الدولارات شهرياً. حتى 2015 والليبيون يعيشون على مخازن المواد الغذائية للنظام السابق، بعدما أصدروا قانون العزل السياسي (قانون الغباء السياسي) وفشلوا في إدارة الأمور ارجعوا الكثير من رجال النظام السابق بأسلوب أو باخر، فتشوا عن ادارات فبراير في النفط والمصارف والامن والخارجية تجدوها من رجال النظام السابق. اشكر الاخ علي الكيلاني على فكرة البرنامج، وارى أن يستمر وان يشمل كل الذين تولوا مهام سياسية وادارية وامنية وعسكرية وثورية، وان يتكلموا عن الحقائق بلا خطب ولا حماس ولا دعاية.. الشكر والتقدير لكل الذين تحدثوا لنا عبر قناة الخضراء، وبالمناسبة أقول للخضراء (انت خضراء هل لديك خصومة مع النظرية، لم أر يوما الحديث عن مقولة من الكتاب الاخضر)".