يرى مراقبون أن دولا غربية، مدعومة من أخرى إقليمية، تسعى إلى تشكيل حكومة "محاصصة جهوية وحزبية"، في ليبيا، على أن يكون الإسلاميون ركنا أساسيا فيها، وأن الغرب "يريد استنساخ النموذج اللبناني في ليبيا"، في إشارة إلى اتفاق الطائف عام 1989.

وأوضح نعمان بن عثمان، رئيس مؤسسة كويليام للأبحاث، التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، أن بريطانيا والولايات المتحدة ودولا أخرى، "تريد تمكين الإسلاميين في ليبيا، لما يشكلونه من قوة بالسلاح على الأرض، لأن الخريطة الحالية لا تخدم مصالح هذه الدول".

وأشار في مقابلة مع سكاي نيوز عربية إلى أن الصراع في ليبيا حاليا هو بين "التمكين والانتخاب.. فالغرب يريد أن يمكن (الإسلاميين)، والشعب يريد أن ينتخب".

وذكر بن عثمان أن الضغط الغربي الذي يمارس حاليا على الأطراف في ليبيا لإقحام الإسلاميين في تشكيلة أي حكومة ليبية مقبلة، يُراد منه "استبدال صناديق الانتخابات بصناديق الذخائر".

وحصل الإسلاميون في انتخابات البرلمان الليبي، الذي بدأ أعماله مطلع أغسطس 2014، على 13 بالمائة من مقاعد البرلمان المكون من 188 مقعدا، وهي نسبة "لا تؤهلهم ليكونوا قوة كبيرة في السلطة"، حسب بن عثمان.

وأعرب بن عثمان عن استغرابه من "تغاضي الغرب" عن نتائج التجربة الديمقراطية الأخيرة، ممثلة في الانتخابات البرلمانية، لصالح "الإرهاب والعنف" الذي أشعله المتشددون في ليبيا، تحديدا مسلحي "فجر ليبيا".

وحذر من سعي الغرب إلى "إذكاء الحرب الطائفية المبنية على المحاصصة في ليبيا، والتي يمكن توظيفها بما يخدم مصالحه، لا سيما وأن الخرائط السياسية والجغرافية الحالية لا تفي بالغرض".