تتواصل الدعوات الدولية لتهدئة ووقف إطلاق النار في ليبيا في محاولة للعودة إلى مسار الحوار السياسي لإنهاء أزمة الصراع المتواصل في دولة تعاني منذ سنوات من تداعيات الانقسامات على جميع المستويات.دعوات تقابلها عمليات تحشيد مستمرة تنذر بجولات صراع جديدة تذكي نيرانها التدخلات التركية التي باتت تمثل أبرز عقد الأزمة الليبية.

 إلى ذلك، جددت بريطانيا دعوتها للأطراف الليبية بالعودة للحوار،وجاء ذل في تغريدة للسفارة عبر صفحتها بموقع تويتر،عبرت فيها عن ادانتها "للقصف على وسط مدينة طرابلس بالأمس، والذي أودى بحياة المدنيين".وأشارت الى أنه "لم يكن هناك هدف عسكري واضح، وهذا يخالف القوانين الدولية".وأكدت على ضرورة انتهاء ما اسمتها "الانتهاكات"،مضيفة "نكرر دعوتنا لجميع الأطراف لاحترام الهدنة والعودة إلى الحوار".



بدوره عبر السفير الألماني عن استنكاره استمرار الأعمال العدائية في طرابلس،وقال أوفتشا في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، "ليلة اخرى، أسبوع أخر من القصف العشوائي على طرابلس. تضامننا مع الضحايا، أسرهم وأصدقائهم. فمثل هذه الأعمال المؤسفة تقوض أي تقدم نحو هدنة إنسانية والحاجة الماسة للعودة لمحادثات  5+5"، بحسب قوله.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية،أكدت الخميس، أنها ستضغط على دول حليفة لطرفي الصراع في ليبيا، من أجل وقف إطلاق النار.وقالت السفارة الأميركية في ليبيا، عبر حسابها الرسمي على تويتر، إن  الولايات المتحدة ستواصل الضغط على روسيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة وغيرها لتشجيع الجيش الليبي وحكومة الوفاق على العودة إلى مفاوضات الأمم المتحدة.وتابعت: "نحن نتطلع إلى وقف دائم لإطلاق النار اتفق عليه الطرفان في جنيف في فبراير".

وفي مقابل دعوات التهدئة هذه،تتواصل التحشيدات في طرابلس منذرة بجولات جديدة من الصراع.حيث واصلت قوات حكومة الوفاق عملياتها العسكرية مستهدفة موقعا للجيش بالقرب من شركة النهر في طريق وادي الربيع،كما نفّذ سلاح الجو التابع لقوات الوفاق ضربات جوية صباح اليوم الجمعة، في محيط قاعدة الوطية الجوية - 42 كم جنوب شرقي القاعدة - عند ما يُعرف بطريق المسح.وفق ما أعلن عنه المتحدث باسم قوات الوفاق محمد قنونو، في تدوينة نشرها المركز الاعلامي لعملية بركان الغضب.

وتصر حكومة الوفاق على مواصلة العمليات العسكرية وهو ما أكده المجلس الرئاسي،الذي أعلن تواصل معارك قوات الوفاق والقوة المساندة في عدة مناطق ومحاور، وبالأخص حول قاعدة الوطية العسكرية.وقال المجلس الرئاسي في تصريح صحفي اليوم الجمعة، "إن هذه المعارك تستهدف تحييد قاعدة الوطية حتى لا تكون مصدراً لشن الغارات والاعتداءات على المدنيين، وبؤرة تجمع المليشيات والمرتزقة الإرهابيين"، بحسب تعبيره.


وتستقوي حكومة الوفاق بالدعم التركي الكبير الذي تحظى به، حيث أكد مسؤول عسكري بالقيادة العامة للجيش الليبي، في تصريح لـ"العربية.نت"، في وقت سابق، إن أنقرة زوّدت مؤخرا قوات الوفاق بأسلحة جديدة بتقنيات عالية، وصلت إلى مينائي مصراتة وطرابلس عن طريق سفن شحن قادمة من تركيا، مؤكدا أن تركيا تستمر في دعم المليشيات المسلّحة بكل الوسائل المادية والسياسية العسكرية وبالمقاتلين الأجانب.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد في وقت سابق بأن عدد المرتزقة السوريين والأجانب المرسلين من قبل تركيا للقتال في ليبيا ارتفع إلى لنحو 11 ألفاً، بينهم 261 قتلوا في المعارك. وأكد المرصد أن دفعات جديدة تضم مئات المقاتلين السوريين من الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة وصلت إلى ليبيا عبر تركيا.وبحسب إحصائيات المرصد ذاته، فإن تعداد المرتزقة الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية بلغ حتى الآن لنحو 7850 من المرتزقة، بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المجندين الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ لنحو 3 آلاف.

ودفع استقواء السراج بالدعم التركي لرفض الانخراط في هدنة إنسانية عرضها الجيش الليبي بمناسبة شهر رمضان،وتزايد وضوح الأمر مع الرفض المتكرر لحكومة الوفاق القبول بعمليّة "إيريني" والاعتراض على حظر تصدير السلاح إلى ليبيا،حيث اعتبر مراقبون أن السراج يخشى ضياع صفقات تسليح جديدة مع تركيا قد تمنعها العملية ايريني وهو ما دعاه لتكرار رفضها والتشكيك فيها.

لكن الاتحاد الأوروبي، أعلن رفضه لأي اتهامات بشأن مهمة قوته البحرية "إيريني" قبالة ليبيا.وقال الاتحاد الأوروبي، "مهمة القوة البحرية قبالة ليبيا تأتي تنفيذا لقرار دولي، والمهمة تحظى بدعم الدول الأعضاء"، كما طالب أطراف النزاع في ليبيا بوقف استهداف المدنيين.وتأمل المهمة التي يوجد مقر قيادتها حاليا في روما، إلى وقف تدفق الأسلحة إلى ليبيا.




إصرار حكومة الوفاق على رفض الهدنة والاستقواء بالغزو التركي، دفع الجيش الوطني الليبي إلى الرد بقوة على هجمات قوات الوفاق والمرتزقة الأتراك، حيث أفادت غرفة عمليات الكرامة، مساء الخميس، بأن سـرية الكورنيت التابعة للكتيبة 155 مشاة بالجيش الليبي استهدفت غرفة عمليات تابعة لقوات الوفاق في محور صلاح الدين الرئيسي.وبحسب منشور لـ "المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة" على موقع التواصل"فيس بوك"، كان مجموعة من الأتراك متحصنين في المبنى المُكون من 3 أدوار و معهم مجموعة من قوة الردع، مؤكداً أنه "تم تدمير الهدف بكل دقة".

وشنت مقاتلات سلاح الجو الليبي سلسلة من الغارات الجوية استهدفت من خلالها عدداً من المواقع بمنطقة بوقرين شرق مدينة مصراتة.وقالت شعبة الإعلام الحربي، في بيان لها، إن مقاتلات سلاح الجو دكت ودمرت تمركزاتٍ لمجموعات من المليشيات وأخرى لمخازن الأسلحة والذخائر، بمنطقة بوقرين شرقي مصراتة.وتابعت أن سلاح الجو نفذ عددا من الضربات الجوية داخل مزارع خُصصت لتكون مواقع لهذه المجموعات بمنطقة القداحية جنوب بوقرين.

وكان الجيش الليبي أطلق، الخميس، عملية جوية أطلق عليها "طيور الأبابيل" ضد العدوان التركي والموالين له.وتم خلال العملية تدمير شحنة أسلحة تركية في مدينة مصراتة، كما تم استهدف الكلية العسكرية في المدينة معقل المرتزقة السوريين، وغرفة العمليات التركية بأكثر من 18 ضربة جوية.كما استهدف سلاح الجو الليبي مجموعة من الأهداف الاستراتيجية للمليشيات بطرابلس، من بينها معسكر البحرية في منطقة تاجوراء، ومعسكر 27 غرب طرابلس، ومقر الرحبة في تاجوراء.

ويتجه الجيش الليبي للتحضير لعمليات عسكرية كبيرة وحاسمة في مواجهة التحشيد الذي تقوم به المليشيات بدعم من الغزو التركي.وقال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، إن المعركة القادمة ستكون فاصلة لعدة أسباب.مشيرا الى أن "التطورات المقبلة مهمة خاصة أن تركيا والميليشيات دفعوا بكل ما لديهم من عتاد وقوات وتجهيزات، وأكملوا جلب الآلاف من المرتزقة خلال الفترة الماضية،  وأعدوا خطتهم التي تهدف لإرجاع القوات المسلحة.


وأوضح المحجوب لوكالة "سبوتنيك" الروسية أنه بعد الضربات الموجعة الأخيرة التي قام بها الجيش الليبي لم يعد أمام الميليشيات سوى ما يسمى بـ"الطلقة الأخيرة"، وبعدها ستنهار صفوف الميليشيات والجماعات والمرتزقة،وشدد على استعداد القوات المسلحة العربية الليبية لتنفيذ العملية القادمة بدرجة كبيرة، دون أن يفصح عن أي تفاصيل لهذه العملية.

وفي وقت سابق أعلن المتحدث باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، أن الجيش تمكن من قتل وأسر العشرات من قوات الوفاق قرب قاعدة الوطية وتدمير آليات لهم.وقال المسماري إن "السيطرة على طرابلس وعودتها إلى حضن الوطن ستكون قريبا جدا"، بحسب تعبيره، دون أن يحدد أن تفاصيل عن العملية التي أطلق عليها "طيور آبابيل".

وتصدت قوات الجيش الليبي، الثلاثاء، لهجوم استهدف قاعدة الوطية الجوية غربي البلاد،من المليشيات معززة بالمرتزقة السوريين تحت غطاء من الطيران المسير التركي لكن الهجوم باء بفشل ذريع وتكبدت مليشيات ومرتزقة أردوغان خسائر كبيرة وقال العميد خالد المحجوب مدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بالجيش الليبي، الأربعاء، إن القوات تمكنت من قتل أكثر من 30 مسلحا وأسر 40 آخرين من المليشيات التي حاولت مهاجمة قاعدة الوطية.

وأضاف المحجوب في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن القوات المسلحة حاصرت المليشيات التي تقدمت - الثلاثاء- باتجاه قاعدة الوطية من ثلاثة محاور، ما دفعهم للهروب العشوائي.وكشف أن المليشيات تلقت خسائر فادحة في هذا الهجوم من بينها أكثر من 30 قتيلا، كما تم إلقاء القبض على 40 عنصرا كانوا على متن 15 سيارة.وأشار إلى أن سلاح جميع القوات في حالة يقظة تامة وقد تم إسقاط طائرة تركية مسيرة حاولت استهداف القوات بمنطقة العقربية بمحيط القاعدة.

وتشير هذه التطورات الى صعوبة التوافق بين الأطراف المتنازعة خاصة مع تحول طرابلس الى مركز تركي بحت حيث بات أردوغان الحاكم الفعلي بعد أن فتحت حكومة السراج الباب أمامه لغزو العاصمة.ويشير مراقبون الى أن المساعي السياسية محليا ودوليا التي ما زالت تسعى لإقناع الأطراف المتنازعة للجلوس على طاولة الحوار باعتباره المخرج الوحيد للأزمة،عليها أن تلتفت أولا الوجود التركي في طرابلس الذي بات جزءا من المشهد والذي في وجوده لا يمكن التوصل الى توافق في ليبيا.