ذكر الصحفي دافيد تومسون في تقرير نشره موقع راديو فرانس أنتار اليوم 20 يونيو بعنوان : "من بنغازي إلى طرابلس: الوضع مازال غامضا في ليبيا" أن كل المراقبين يرون أن قرار المحكمة الدستورية إبطال انتخاب رئيس الحكومة المكلف أحمد معيتيق قد ساهم في تهدئة الأوضاع في ليبيا ، خاصة في ظل احترام معيتيق وتأكيده  أن قرار المحكمة يعتبر مكسبا لتكريس دولة القانون.

وكانت عملية انتخاب معيتيق في بداية شهر مايو الماضي مثار جدل وخلاف ، ما جعل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) محل استهداف من قبل مجموعات مسلحة أجبرت المؤتمر على تأجيل جلساته.

ويعتبر معيتيق رجلا مستقلا من مدينة مصراتة، لكنه مدعوم من قبل كتل الإسلام السياسي في المؤتمر العام ، ما خلف حكومتين في البلاد خلال شهر مايو الماضي، وشكّل  مصدر مخاوف بحدوث مواجهات في العاصمة طرابلس بين الطرفين، خاصة في ظل رفض رئيس الحكومة المستقيل عبد الله الثني تسليم السلطة وتمسكه بتسيير الأعمال قبل قرار المحكمة الدستورية يوم 9 يونيو ، الذي أقر إبطال انتخاب معيتيق، وفي انتظار إجراء الانتخابات البرلمانية يوم 25 يونيو الجاري ، تحوم الشكوك  بشأن إجرائها من عدمه.

قتال ومعارك

ويقول تومسون بخصوص عملية اللواء المتقاعد خليفة حفتر إنه لأول مرة تجند قوات غير حكومية تسمي نفسها "الجيش الوطني الليبي" هذا الكم من الإمكانيات لمحاربة من يوصفون بـ"الجهاديين" في عملية أطلق عليها "الكرامة" انطلقت بضربات جوية في بنغازي ودرنة يوم 16 مايو الماضي مستهدفة معاقل "أنصار الشريعة" وكتيبة "شهداء 17 فبراير".

 وبحسب الموقع الفرنسي بدأ "جهاديو" ليبيا في تلقي الدعم، حيث دعا القيادي في "أنصار الشريعة" التونسي كمال زروق التونسيين إلى الجهاد في ليبيا لدعم "أنصار الشريعة" ضد قوات حفتر، ما يعني أن معركة بنغازي لم تنته بعد.

غموض

ويرى تومسون أن رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني لم يحدد موقفه من عمليات حفتر، لكن من الواضح أنه لا يعارضها ، خاصة وأن كتيبة "القعقاع" التابعة لمدينة الزنتان الداعمة لحفتر هاجمت المؤتمر العام ، مطالبة بالإبقاء على عبد الله الثني في رئاسة الحكومة.

ويضيف تومسون أن دور دول الخليج يبقى مهما في ليبيا، حيث ساهمت قطر والإمارات بفاعلية في نجاح الثورة الليبية بفضل تقديمها الدعم العسكري والمالي واللوجستي وحتى البشري، فيما واصلت قطر دعمها للإسلاميين  في المؤتمر الوطني العام.

يأتي ذلك في الوقت الذي يتنامى دور مصر والسعودية غداة الانقلاب العسكري الذي نفذه المشير عبد الفتاح السيسي ، خاصة وأن النظام السعودي مكروه من قبل "الجهاديين" في أنحاء العالم بسبب تعاونه مع الولايات المتحدة.

في حين مازالت مواقف كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة غامضة بالرغم من أن السفيرة الأمريكية في ليبيا ديبورا دجونز رفضت إدانة عمليات حفتر باعتباره يحارب من تصنفهم واشنطن كإرهابيين.