إلى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس، بقي الغموض يكتنف سقوط الطائرة الأسبانية من نوع “سويف ايرا ” MD 83 التي كانت تؤجرها الخطوط الجوية الجزائرية لتأمين رحلتها من واغادوغو إلى الجزائر العاصمة.

وظلت الفرضيات تتضارب حول الأسباب الكامنة وراء السقوط في عمق الصحراء الأفريقية، بين مرجح لفرضية العاصفة الرملية، وبين مرجح لفرضية العامل البشري كأن يكون خللا فنيا، أو فعلا إرهابيا، بما أن العملية تمت في منطقة تمر بتجاذبات أمنية واستراتيجية كبيرة.

ولم يتم إلى غاية مرور أكثر من 12 ساعة بين حادث السقوط وبين تحرير التقرير، العثور على حطام الطائرة، رغم حملات البحث والتحري التي سخرتها السلطات الجزائرية ونظيرتها الفرنسية للعثور على الطائرة المنكوبة.

وتتخوف أوساط جزائرية من أن يكون قد تم استهداف الطائرة بأحد الصواريخ المهربة من ترسانة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وهي ترسانة تم تهريب جزء كبير منها إلى مالي ليتم التفويت فيها شرقا وغربا.

وأكد الوزير الأول الجزائري، عبدالمالك سلال، للصحفيين أن عملية البحث ما زالت مستمرة للكشف عن ملابسات سقوط الطائرة.

وأضاف أنه “في حدود الساعة الثالثة من صباح الخميس (أمس)، اختفت الطائرة المذكورة، وعلى متنها 122 راكبا بما في ذلك طاقمها، وقد كان آخر اتصال بين طاقم الطائرة وبرج المراقبة في إقليم “غاو” المالي، مما يرجح سقوطها هناك”.

ولم يعلق سلال عن أي فرضية وشدد على أن التحقيق سيكشف كل شيء. وكانت مصادر مسؤولة في بوركينا فاسو والنيجر قد أكدت سقوط الطائرة بسبب عاصفة رملية، وأن قائد الطائرة “MD-83”، طلب تغيير مسلكه بسبب عاصفة رملية في حدود الواحدة و38 دقيقة بتوقيت غرنيتش.

في المقابل بقيت السلطات الجزائرية تتردد في إعلان تفاصيل الحادث، وهو ما يبرر المخاوف من فرضية الفعل الإرهابي، سيما في ظل وجود 50 فرنسيا على متن الطائرة.

وأشار بيان للخطوط الجزائرية إلى أن عمليات البحث تجري على عين المكان، أي شمال مالي، حيث انقطع الاتصال بالطائرة”.

وكانت السلطات الفرنسية، أكدت أنها أرسلت طائرتين حربيتين من طراز “ميراج 2000” للبحث عن الطائرة، مع الإشارة إلى أن الطائرتين الحربيتين الفرنسيتين من بين الطائرات المتواجدة بمالي للمشاركة في التدخل العسكري.

 

*نقلا عن العرب اللندنية