أكد زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر هو القائد العربي الوحيد الذي نوه بالتجربة التونسية بحضور قادة العالم ورؤساء دوله، خلال كلمته بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن قطر الشقيقة هي الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب تونس ،وفق تعبيره .

وقال في حوار مع صحيفة "الشرق القطرية " : "تابعت باهتمام كبير كلمة سمو الامير من أعلى منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتوقفت عند دعوته دول العالم إلى دعم التجربة التونسية الوليدة"، مشيرا إلى أن موقف القيادة القطرية كان دوما إلى جانب الثورة التونسية حتى قبل اشتعالها.

وتابع الغنوشي: " التاريخ سيشهد بأن دولة قطر الشقيقة هي الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب تونس حتى قبل الثورة وقبل نجاحها، وبعد انتصار الثورة استمرت دولة قطر في دعمها لثورات الربيع العربي الأخرى سياسيا واقتصاديا من خلال الهبات والقروض التي قدمتها لميزانيات تونس ومصر وبقية الدول التي انتفضت شعوبها".

أكد الغنوشي ان استمرار التجربة الديمقراطية اعز لدينا من فوز النهضة بالمناصب مشددا على ان "النهضة" تؤمن بالوفاق والحوار دون إقصاء كسبيل لحل ازمات المنطقة معربا عن ثقته ان الانتخابات ستجري على خير ما يرام.

وحول زيارته إلى الصين، الذي يحكمه الحزب الشيوعي، والذي يستضيف للمرة الأولى حزبا إسلاميا، أوضح ، أن زيارته إلى الصين كانت زيارة يمكن وصفها بالتاريخية، فوفد حركة النهضة هو أول وأكبر وفد سياسي من الأحزاب التونسية يزور الصين.

واستشهد الغنوشي بتاريخية الزيارة، بمرافقة 3 وزراء سابقين وعدد من رجال الأعمال والصحفيين له، ما أعطاها أهمية عبر الوفد ومن الناحية الإستراتيجية باعتبار أنها زيارة حزب إسلامي لأكبر دولة شيوعية في العالم

أما زيارته التي انتقل بها من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، حيث امريكا، والتي يعتبر البعض زياراتها محجا للبيت الأبيض، بين الغنوشي أنه زار الصين أيضا قبل الانتخابات، ولكن إطار كل زيارة منهما مختلف؛ فالزيارة إلى الصين كان لها صبغة سياسية ولكن الزيارة إلى أمريكا كان لها صبغة أكاديمية.

وشدد على ان زيارته لاميركا كانت استجابة لدعوة عدد من أكبر الجامعات والمؤسسات البحثية مثل جامعة يايل وجامعة كولومبيا وذلك لتقديم محاضرات حول الوضع في المنطقة وفي تونس، "نحن كحركة أهداف زياراتنا ترمي إلى التعريف بالتجربة التونسية وإلى حشد الدعم لها سواء في بروكسيل أو في أسبانيا أو الجزائر أو الصين أوفرنسا أو أمريكا، ونحن لسنا تابعين لا لهذا الطرف ولا لذاك".

وعن حكومة الوحدة الوطنية في تونس، ذكر الغنوشي أنها متكونة أساسا من الأحزاب ويمكن أن تضم "تكنوقراط" ولكن، المواقع الأساسية ينبغي أن تكون سياسية قبل كل شيء هذا أمر مفروغ منه، فالأحزاب تتأسس من أجل الحكم، وإلا فإنه سيكون من السهل تقديم البلاد لشركة من الشركات الدولية لإدارتها.

وعن خروج "النهضة" من الحكم واعتبار البعض له على أنه "مناورة سياسية"، لفت الغنوشي إلى ان السياسة لا تخلو من المناورات ولكن المناورة شئ والكذب شئ اخر مختلف تماما لأن للكذب حدود ولا يمكن ان يطول عمر الكذبة ويأتى يوم وتنكشف فيه، ولذلك اعتدال النهضة وديمقراطيتها ليست مكياجا كما قلت ولا حدث عابر.

وتابع انه "ومنذ ثمانينات القرن الماضي ونحن نعمل على ترسيخ وتأصيل الفكرة الديمقراطية في الثقافة الإسلامية حتى عرفنا بذلك".

وفيما يخص حظوظ الحركة في الانتخابات التشريعية التونسية المقبلة، وتوقعاته بشأن ما إذا كانت الحركة ستحقق اغلبية برلمانية مثل ما حققته الحركة في انتخابات 2011 ، اعتبر الغنوشي الحظوظ جيدة، "ونحن في الحركة متفائلون بتحقيق نفس النسبة وتقديرنا ان النتائج ستكون أفضل".

وهاجم الغنوشي بعض وسائل الاعلام التي تتناول موضع الانتخابات من الناحية السلبية وكأن العملية برمتها ليست سوى تزييف فى تزييف، مشيرا إلى انه تهويل للنواقص وللأخطاء وتجاهل بان لدينا في تونس هيئة عليا للانتخابات تعمل بصفة مستقلة عن الحكومة وعن وزارة الداخلية.

وتحدث بان هذه الهيئة تم انتخابها من ضمن 900 مترشح غير متحزبين وتم فرز 9 أسماء لتشكيل الهيئة. فيمكن ان يحاول بعض الأشخاص تزييف التزكيات ولكن الثابت ان مثل هذه الهيئة تظل فوق الشبهات فلا احد طعن في عضو منها بانتمائه لحزب معين.

وعن تفاؤله بالانتخابات، ختم الغنوشي " تونس ماضية قدما في مسيرتها نحو الديمقراطية مهما كانت العقبات والخسائر وهى تسير نحو محطة معلومة وتتويج تجربتها الديمقراطية بنجاح. بإذن الله وبمشاركة كافة أبنائها.." (الشرق القطرية)