نفت حركة النهضة التونسية توجيه رئيسها ،راشد الغنوشي ،أي نقد لجماعة الإخوان المسلمين المصرية.و قالت الحركة في بيان لها ،نشر الاثنين،"نشر موقع إلكتروني خبرا تناقلته العديد من وسائل الإعلام، مفاده أن الشيخ راشد الغنوشي قد وجه رسالة انتقاد لاذع لحركة الإخوان المسلمين في مصر. ويهمنا في هذا الصدد التأكيد على أن هذا الخبر عار من الصحة وان جميع ما ورد فيه من تفاصيل مفبركة."و أضاف البيان" كما نطلب من وسائل الإعلام المختلفة الالتزام بأخلاقيات المهنة القائمة على التثبت من الخبر قبل نشره".
و كانت رسالة منسوبة لراشد الغنوشى زعيم حركة النهضة التونسية لمؤتمر التنظيم الدولى للإخوان الذى عقد منتصف إبريل الماضى فى تركيا،نشرت أول أمس ، شن فيها هجوماً شديداً على إخوان مصر طالباً نشر الرسالة على جميع إخوان العالم بينما قابلها رجب طيب أردوغان بمزيد من الغضب مناشدا عناصر التنظيم بالتكتيم عليها وعدم نشرها .
وتعود العلاقات التنظيمية والفكرية بين حركة "النهضة" التونسية والجماعة الأم في مصر إلى سنوات التأسيس الأولى حين كانت تسمى الجماعة الإسلامية، ففي موسم الحج سنة 1973 توجه أحد قادة الجماعة وبايع المرشد العام لجماعة الإخوان وكان حسن الهضيبي آنذاك.ومع تأسيس التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين رسمياً سنة 1982 على يد المرشد الخامس للجماعة مصطفي مشهور، انخرطت حركة الاتجاه الإسلامي (الاسم القديم لحركة النهضة) عضواً ناشطاً في التنظيم يمثلها أميرها الشيخ راشد الغنوشي.وقد اضطلع الغنوشي بدور محوري في أوروبا والمغرب العربي لصالح التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والذي بدا بشكل مبكر ومنذ بدايات نشأة الحركة الإسلامية في تونس.
ففي شهادة قدمها الشيخ عبدالكريم مطيع الحمداوي، مؤسس الحركة الإسلامية بالمغرب الأقصى ونشرت في مارس الماضي، اتهم فيها الغنوشي "بالعمل على اختراق الحركة الإسلامية في المغرب بتكليف من جماعة الإخوان المسلمين نهاية السبعينيات من القرن الماضي والتجسس لفائدة التنظيم العالمي للجماعة"، على حد قوله.
وقال الشيخ عبدالكريم مطيع الحمداوي في مقال له، نشرته يومية "هسبرس" المغربية ضمن سلسلة حول تاريخ الحركة الإسلامية بالمغرب الأقصى: "إن جماعة الإخوان المسلمين كانت ترسل الغنوشي في رحلات تفقدية من أجل استجلاء الأوضاع بكل من الجزائر والمغرب، واقتراح الحلول والخطط الخاصة بالتعرف على الفصائل الإسلامية القائمة بها ومحاولة استقطابها، وفي هذا الاتجاه أرسل راشد الغنوشي إلى الجزائر عقب اعتقال محفوظ النحناح، فأجرى عدداً من الاتصالات بالمجموعات الإسلامية على اختلاف مشاربها، ثم قدم للتنظيم تقريراً مكتوباً ومفصلاً لرحلته في أكثر من خمسين صفحة اقترح عليه فيه أسماء تخلف النحناح أثناء اعتقاله".
وقد بدأت علاقة حركة "النهضة" الإسلامية الحاكمة في تونس والتنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين تظهر للرأي العام في الآونة الأخيرة بعد أن كشفت وسائل الإعلام في أكثر من مرة مشاركة زعيم الحركة راشد الغنوشي في اجتماعات التنظيم التي أعقبت عزل الرئيس المصري محمد مرسي بعد ثورة 30 يونيو 2013.