مرت مراحل التعليم في ليبيا بسنوات عجاف، عرقلت مسيرة العملية التعليمية وتسببت في توقف الكثير من برامج التطوير الشاملة، ومنهجيات الأنشطة المتنوعة والتحفيز العملي للمعلمين، مما أدى كل ذلك إلى الاقتصار على المنهج وحده حتى صارت الأداة التعليمية الوحيدة المستخدمة هي التركيز على إكمال المنهج والمحتوى الدراسي بأي كيفية، دون النظر إلى برامج أخرى يستفيد منها المتعلم وتساعد المعلم في إنجاز رسالته بكل سهولة وتناغم.
  فهذه المتغيرات كان لها تأثير كبير على سير العملية التعليمية، وتوقف الدراسة من حين لآخر بسبب الحروب والنزاعات خلال السنوات الماضية، وازداد الأمر سوءا في ظل جائحة كورونا التي شلت العالم وجعلته في اضطراب وقلقة خاصة فيما يتعلق بسير الدراسة وانتظامها.
وكانت السنوات الماضية بأزماتها، وأزمة كورنا وامتدادها وضغطها المؤثر الفعلي على استمرار الدراسة في ليبيا بسلاسة وانتظام، مما أدى إلى ابتكار وسائل مساندة لضمان عملية تعليمية تصل بالمتعلمين لبر الآمان، وتقطع شوطا لا بأس به في إنجاح جزء كبير من المنهج وبالتالي إيجاد بيئة جيدة لأداء الامتحانات على خير ما يرام، أسوة بالدول المجاورة.. وكانت هناك سلسلة من الإجراءات الوقائية؛ من بينها التعليم عن بعد، وتكوين منصات الفصل الدراسي وتعامل المعلم مع تلاميذه صفيا من خلال التعليم الرقمي، وتهيئة المعلمين والمتعلمين لاستعمال وسائل الحداثة التكنولوجية والتدريب الدائم في ظل هذه الظروف، تفاديا لأي توقف حادث.. حتى لا يفقد المتعلم محتواه التعليمي وكي يتابع المعلم ما ابتدأه من منهج وفصل دراسي، فهذه الفجوات ذات أثر بليغ على سير العملية التعليمية سيرا  طبيعيا .
إن البحث عن جدوى لإعداد مناهج مستوعبة لأوعية زمنية منذ سنوات مرت وحتى وقتنا الحالي صار موضوعا هامشيا لا يعول عليه بقدر ما يعطي ذلك المقرر منذ سنوات سابقة –وحتى هذه اللحظة- إلا ما روعي فيه التعديل الشكلي الذي أوقع بعض المراجعين له في أخطاء كثيرة زادت الأمر سوءا  بقلة الكتاب المدرسي وعدم توفره لأسباب ربما ترجع للسحب الطارئ أو الأخطاء المنهجية أثناء الطباعة، فهذا العلاج السريع أدى إلى تراكمات أثرت على طبيعة العملية التعليمية، وإنما جاء العلاج السريع لمراجعة المنهج بسبب الظروف الطارئة بدءا مما كانت تعانيه البلاد من حروب ونزاعات ومدارس مقفلة تقع في بؤرة النزاع إلى جانب النزوح وترك المناطق خالية من سكانها الأمر الذي أدى إلى انقطاع أغلب الطلاب عن الدراسة أو تأخر الالتحاق بها فتسبب ذلك في تدني المستوى التعليمي وعدم الرغبة في الإكمال، وتسرب دراسي إلى جانب الفجوة بين ما كان يتلقاه الطالب بتسلسل علمي منطقي إلى انفتاح فج وقفز فوق بعض الدروس المترابطة لدروس أخرى. هذه الحقيقة تتالت خلفها أوضاع أخرى ساهمت في خلق بيئة حذرة متقلصة الجوانب، ونزع رغبة/الحافز / التعلم واستمرار الدراسة ألا وهو ظهور كوفيد-19/2020 الذي أثر بطبيعة الحال تأثيرا كليا على مناحي الحياة مشعلا حالة الطوارئ الظاهرة والمضمرة في أرجاء البلاد، قلقا وخوفا من التأثير  الفعلي لهذا الفيروس على التلاميذ وانتقال المرض بشكل شبكي واسع إلى المجتمع/ الأسرة وعرقلة الحياة بمفهومها الطبيعي . فلا يستطيع الطالب أن يتعلم وهو يعاني أعراض  الفيروس أو تعاني أسرته أو أحد أفراد أسرته  من مرض كوررنا الذي يستوجب الحذر والنظافة الدائمة، والتباعد حد العزلة وعدم الغفلة –هذا- وإلا سينقض عليه المرض على حين غرة. متسببا في تسارع العدوى..
إذن العوامل النفسية الناشئة بسبب طبيعة الوضع العام أكبر عامل على عدم اكتساب معرفي تكاملي علمي تربوي صحيح، حتى أننا نتساءل عن النتائج المغرية للنجاح الذي نحتفي به في ظل هذه المؤثرات السالبة للذة التعلم والتغذية الراجعة الصحيحة لكسب ما يتعلمه الطالب في ظروف صحية جيدة والوضع لا يقنعنا بذلك. وإلحاقا بورقة عمل سابقة -عنونت بـ(المشروع المستقبلي لبناء قاعدة تعليمية متجددة) جاء في ملخصها (التجدد سمة تمد الحياة بالاستمرار والتنوع المتميز، فكثير من المنظرين وضعوا خططا متباينة لمد الفكر التربوي وفلسفته بالكثير من عناصر التجدد والحيوية، بعض تلك الخطط تم تنفيذها فعليا في الميادين التعليمية وصارت مَهمة من مهام العمل التربوي في المجالات العديدة، و معمولا بها حتى أن العاملين في مجال التعليم لا يستطيعون تخطي تلك النظريات أو استبدالها، وكادت أن تصبح دستورا معتمدا  في مجال التدريس والتربية . بينما هناك خطط أخرى قيدت في إدارات مراكز الأبحاث والتدريب وربما تركت لوقتها وحينها ولم تفعَّل حقيقة لإضافة جديد في مجالها . ففي الوقت نفسه الذي نحتاج فيه لخطط متجددة تتناسب وبيئات العصر والحياة بكل متغيراتها وجب أن نعلم أن المنهج الموضوع بطريقة الحشو التقليدية والتركيز على نقاط قد لا تكون ذات أهمية مستقبلية للأجيال الجديدة، حيث الحياة تفتح مصراعيها لكل جديد مطبق يحمل في ذاته سمة العصرية الحركية التي تناسب العقل الذي يعتمد على المهارات والاكتشاف... فإن متطلبات التجدد لبناء مشروع مستقبلي للتعليم؛ سيكون بالانفتاح التكنولوجي وسياسة التعليم عن بعد بما يفرضه الواقع من تحولات ومتغيرات عصرية، قد تكون ملازمة لظروف ما، أو احتياجات مجتمعية ودولية ملحة).
فمن خلال هذا العمل الذي نبتغي به النهوض بتعليمنا، أرقى مراتب التقدم والتطور ومعالجة لما يطرأ من أزمات وعراقيل - لا يفوتنا أن نشكر إدارة التخطيط والتطوير والتميز المؤسسي ، بمصلحة التفتيش التربوي ليبيا، على دفعها وتشجيعها للمساهمة في فعاليات مؤتمر وزراء التعليم العرب.
وعليه رأيت أن أشارك بهذه الورقة البحثية المتواضعة  التي تقوم على دراسة تأثير جائحة كورونا على وضع المنهج  ودور المعلم ومواد النشاط المحفزة لمواهب وهوايات الأطفال .

الفاقد التعليمي وآثار الأزمة على موائد الحوار
أقيم في الفترة الماضية الممتدة من 23-25نوفمبر 2021  مؤتمر وزراء التربية والتعليم العرب الثاني عشر، الذي كان بتنظيم من الألكسو باستضافة دولة فلسطين، وقد شارك في هذا المؤتمر الكثير من الخبراء والتربويين ووزراء التربية والتعليم العرب ومجموعة من الدول العربية من بينها دولة ليبيا بتقنية التواصل عن بعد، حيث عرضت أوراق العمل الرئيسة على مدار جلسات حددت بتقديم ملخصات أوراق العمل، والحوار حولها فكل خبير ومفتش تربوي وممثل عن دولته أو مؤسسته التربوية تناول موضوع تأثير جائحة كوفيد-19 على مسيرة التعليم في بلده، وأهم التجارب الناجحة التي خاضتها الدولة للحد من الفاقد التعليمي الذي أثر على المنهج والمتعلم في ظل التوقف الدراسي اجتنابا وحذرا من انتشار كوفيد19- على نطاق أوسع .
وكان عرض المشاكل التي عانى منها التعليم على مستوى العالم ومستوى الدول والأفراد، والآليات والتدابير التي اتخذت وكانت الاستفادة منها بتشارك الآراء والطرق التي غطت جزءا من تأثير الحدث وإمكانية الحد من التسرب الدراسي بسبب هذه "الانقطاعات" و التأثيرات المتزامنة .
إن فترة العامين الماضيين كانت عصيبة من حيث إيجاد البدائل المناسبة للإحاطة بالمنهج المدرسي وتشمل إكمال الدروس التي توقف عندها المتعلمون، ولم يجدوا بدا من استيفاء المقرر الدراسي، للدخول للمرحلة التالية وهي مرحلة الامتحانات بكامل الاستعدادات النفسية والمعنوية والمادية، وقد اختلفت التجارب التربوية في كل دولة عن الأخرى على الرغم من الاتفاق بشكل عام على إكمال ما بدأته المدارس بالتعليم الافتراضي/أو التعلم عن بعد ...
ومن المؤكد بات ما يسمى بالفاقد التعليمي أزمة حقيقية في مجال التربية والتعليم، تقلق الخبراء والقائمين على سير عملية التعليم والتعلم بسبب جملة من الظروف القاسية التي فرضت توقف الدراسة على المستويات كافة؛ فهي لم تختص بجزء ما أو مرحلة دون مرحلة- إنما ورد القصور وعدم اكتمال النصاب التعليمي المخطط له بسبب هذا التوقف بين الحين والآخر تزامنا مع كثير من الدول المحيطة والمجاورة أسوة بدول العالم الكبرى وغيرها من البلدان التي  وحد مأساتها كوفيد-19 للأسباب العامة التي اجتاحت العالم وفرضت نظام العزل، والتباعد، والاجتناب.
هذه الأمور خلقت فجوة أثرت تأثيرا بالغا على المنهج التعليمي المخطط له كي يتلقى الطالب دروسه عبر سلسلة وحزمة مرحلية يؤهل من خلالها تأهيلا كاملا في نطاق (تعلم جيد واكتساب خبرات- وبالتالي شهادة تؤكد اجتيازه المراحل التعليمية بكل جدارة). لكن هل سيحدث بالفعل أن يجتاز الطالب كل تلك المراحل دون نقص أو خلل أو توقف ما؟.
أشار تقرير صادر عن منظمة اليونيسف التي تتابع الأحداث عن كثب لإعداد تقارير ومبادرات ذات صلة، إلى إن جائحة كوفيد-19 نجم عنها تعطيل في التعليم والتعلم شكل خطرا جسيما على نحو 110مليون تلميذ وتلميذة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هذه التقديرات تشير إلى أن حوالي 15 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5-14سنوات لم يلتحقوا بالمدرسة قبل الجائحة وحوالي ثلثي الأطفال  لا يتقنون القراءة في سن العاشرة... كما أشارت التقديرات إلى أن تعطيل الدراسة غير المسبوق أثر على جيل كامل من الأطفال، هذا القلق المتنامي يظل متواترا على آماد طويلة، بالإضافة إلى الآثار الناجمة عن الصحة النفسية والرفاه والتنشئة الاجتماعية وفرص وآفاق التوظيف(منظمة اليونيسف في تقريرها عن الأزمة على الأطفال والدراسة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا/ بتصرف).
وقد تشكل على إثر هذا التقرير فرق مكونة من اليونسكو واليونيسف في مساهمة لإعداد تقرير حول الفاقد التعليمي الناجم عن جائحة كوفيد-19 وذلك لمحاولة إعادة تعزيز التعلم الجيد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكانت محاور أو حيثيات التقرير تتركز على  كيفية استجابة البلدان للحد من تأثير جائحة كوفيد-19 على التعليم، ومحاكاة تأثير الجائحة على نتائج التعلم، بالإضافة إلى توصيات للحد من الفاقد التعليمي وضمان التعلم للجميع، حتى لا يتسرب الوقت دون استدراك لنمط الفاقد وكيفية تعويضه ومعالجته .
هل استوفى المنهج الدراسي مكونات ومفردات المقرر والخطط المحددة بالأهداف المنوطة، من أجل وضع إطار تربوي يحقق أهداف استراتيجيات العملية التعليمية؟
إن الوضع العام السائد يظل معقدا، وليس باستطاعة أحد إلا أن يقدم الحلول المتاحة بتحقيق جزء من الافتراضات العملية من أجل استدراك العملية التعليمية في ظل (التأزمات) الطارئة/ وغير الطارئة، بل إن أبسط أزمة تمر بالبلاد هي أكبر عائق يهز منظومة التعليم التي نعمل جميعا من أجل أن تكون محمية ورصينة دون إرباك أو ارتباك وقلق، أمام ما نقدمه للأجيال الباحثة عن التعلم وتلقي الدروس المنهجية بكل أريحية ويسر في وقت متاح ووعاء زمني يستوعب المكان والزمان والبيئة والأهداف.
وفي أثناء هذه الجائحة اعتمدت الدول العربية نظاما متقاربا يرتكز على محاور مهمة؛ منها اتخاذ تدابير تعتمد على المنهج الاستدراكي والتي تدعم الفرص الأخرى لأجل تعليم غير نظامي كبديل مؤقت في الوقت الذي تتوقف فيه الدراسة ويتأجل الدوام الرسمي، فهذا الإجراء وقائي كي يستوعب المجتمع خطر التسرب المدرسي وترك الدراسة؛ ارتكانا للظروف ومعالجة هذا الخلل بما يسمى ( التعليم الاستدراكي) وتوجيه المهارات الحياتية وتعزيز القدرات التوجيهية المدرسية.
كيف جاءت الخطط البديلة عن توقف التعليم الطارئ والتدابير المقررة للحد من تأثير جائحة كوفيد19-؟
 إن استمرارية العلمية التعليمية تعد هدفا رئيسا من أهداف استراتيجيات التعلم الأساسية، وخلق بيئة تستقطب التلاميذ في زمن صار فيه التعليم ضرورة ملحة لمواكبة احتياجات العصر، وركنا أساسيا من أركان المعرفة الإنسانية .
فالخطط البديلة عن توقف الدراسة، لم تكن كما خطط لها من حيث احتوائها الشامل لتغطية العجز القائم في المناهج، ولا تنوب عن ملائمة الأهداف السلوكية والمعرفية والوجدانية كوحدة مدرسية متكاملة تخدم السلم التعليمي وتتكيف مع مخرجات العملية التعليمية؛ فالتعلم هو عملية تفاعلية بين الطلاب وبيئتهم التعليمية.  بحيث يكون هناك تغير في كثير من الأنماط السلوكية واكتساب مهاراتي باتجاه أفضل.  فالأطفال يتفاعلون داخل الفصل المدرسي مع المعلم بكل تلقائية، ويعد هذا أحد أهم أركان العملية التعليمية التربوية، فالطفل في دائرة تعليمية يميزها الفعل والتفاعل والاكتساب واكتشاف المهارات وتعديل السلوك، بينما تتحول عملية التدريس والتعلم التي هي في الواقع وجها لوجه بين المعلمين والطلاب إلى التعلم عن بعد بسبب ما تفرضه الأزمة من وضع يبدد كل التوقعات المدروسة، فيُسْقِط التعليم عن بعد الكثير من محتويات التعلم والتعليم لدى الأطفال (فمحتوى التعلم عن بعد غير محتوى التعلم التفاعلي داخل الوحدة التعليمية)
البيئة التعليمية ودورها الفعال في التأثير الإيجابي على المتعلمين
لم يعتد المتعلمون على بيئات التعلم عن بعد، وقد ذُكِرتْ عدة آراء تتضمن تأثير البيئة على المتعلم، وكان مما ذكرته أن التعلم عن بعد للأطفال في المراحل الأولى –على الرغم – من ميزاته المتنوعة في مثل هذا الزمن؛ لكن يظل احتكاك الطفل بالبيئة التعليمية والوسط الملائم هو الأنسب كي يعتمد الطفل على قواه الذهنية والوجدانية مكتملة في تلقي العلوم والخبرات الإنسانية المتنوعة، حيث إن الأطفال يحتاجون إلى الاستنطاق الدائم في تعلم اللغات والحروف ومدى اقتراب المعلمة من التلميذ الصغير وطريقة كتابتها أمامه على السبورة وداخل كراسته، كلها عوامل تسهم في بناء شخصية التلميذ وتهيئتها لتقبل المزيد من العلوم والمعارف المستقبلية.
أما اليوم في ظل الظرف الراهنة يظل الطفل جالسا أمام شاشات الكمبيوتر والأجهزة الأخرى بعد أن يهيأ أولياء الأمور المساحة والوقت والإمكانيات المادية والنفسية، حتى يستقبل التلميذ عن بعد ما ستقدمه له المدرسة الإلكترونية، وهو بهذا يدخل حيز نطاق جديد غير مألوف .
أضف إلى غياب كثير من المتعلمين عن الفصل الإلكتروني لعدة أسباب من أهمها:
عدم خبرة بعض أولياء الأمور في التوظيف التكنولوجي
فقر بعض العائلات –إن لم يكن الأغلب- ماديا بتوفير " كروت الإنترنت أوبطاقات الاشتراك الدائمة"
إن ساعدت بعض الظروف المادية؛ فإن الظروف الأخرى القاهرة ستقطع حبل التواصل.. كتذبذب الشبكة، انقطاع الكهرباء الدائم – خاصة في الفترات التي سيكون فيها المجتمع الإلكتروني موجودا من ضمن الدائرة التعليمية.. وهكذا دواليك من مؤثرات تخلق فجوة كبيرة على المتعلم لا يمكن أن تكون بيئة كهذه تحصينية تهتم بذهن وتلقي المتعلم دون معوقات، أو مشوشات .
هذه المتغيرات بدورها موضوع دراسة تؤكد ارتباك المستوى العلمي لدى التلميذ الذي بدأ دراسته داخل المدارس وبمستوى لا بأس به داخل بيئة حية، اكتسب من خلالها المهارات الحياتية والخبرات من زملائه والمحيط برعاية المعلم وإشراف إدارة مدرسية متكاملة، أضف لذلك أن التعلم المباشر مميزاته تظل راسخة – مهما كان هناك من قصور أو تأخر – فيظل على علاته الأنسب والأهم في المجال التربوي، لأن بيئة التعلم الحقيقية هي المباشرة التي يأخذ منه المتعلم كل ما يحتاج إليه من علوم وفنون ومواقف متنوعة تسهم في بناء شخصيته وتنميتها.
التربويون اليوم جعلوا من ضمن أهدافهم الاستراتيجية كقاعدة تعليمية متجددة، تطرح مساوئ الواقعية في اعتراض الأزمات طريق المتعلم، كظهور الأوبئة وانتشارها، أو التغيرات المناخية المستدامة من قسوة المناخ بالبرودة أو الحرارة، أو التغيرات السياسية كاندلاع الحروب، الهجرة، النزوح ، والملاجئ ... وغير ذلك مما يطرأ على ساحة الحياة  (ما يسمى بالتعلم الاستدراكي) أو الوقائي، وهو نوع تستدرك به وزارات التربية والتعليم ما تبقى من منهج ومن خطة تعليمية مستهدفة ، بإمكانيات تحد من التسرب الدراسي والتوقف المفاجئ بسبب تلك الظروف المتداخلة، بخطط استراتيجية مخطط لها ومدروسة، أولها فتح قنوات التواصل التعليمي بين المعلم وتلاميذه، والإدارات المدرسية والمشرفين التربويين والمعلمين .. ومتابعة كل الجهود عن طريق التعلم عن بعد، وببرامج وتطبيقات تعين كل العاملين في مجال التربية والتعليم على التواصل الفعال.. متابعة القصور والتأخر في المنهج، متابعة اختبارات التلاميذ الإلكترونية أو المباشرة، متابعة مستوى الأداء لدى المعلمين من خلال توجيهات المفتش التربوي والمشرف، متابعة القدرات الاستيعابية والحضور والغياب ..كل ذلك وأكثر من خلال وضع خطة متقنة تحت ما يسمى بالتعليم الاستدراكي؛ الذي تكمن أهميته في تغطية العجز القائم أثناء أزمة كورونا- وتوقف الدراسة وإعلان حالات الطوارئ بحظر التجول والخروج وغيره... إسهاما في الحد من توقف الدراسة توقفا نهائيا.. وحفاظا على صحة الجميع بما يتوجب العمل به.
ففي طور الجائحة اختلفت نظم التعليم عما كانت عليه وأعدت سياسات جدية تدرس تأمين استمرارية التعليم والتعلم، في هذه الأثناء أغلقت المدارس وكانت الخطط البديلة تهدف لمعالجة فقدان التعلم ومن خلال متابعة جلسات مؤتمر وزراء التعليم العرب وعن طريق تقنية الزوم للمشاركة عن بعد وقفت على جملة من الأفكار التي عرضت من خلال هذا المؤتمر من بينها؛ تعميق التفكير في واقع التعليم بين جعله متوفرا على حقوقه كاملة من أجل المتعلم وبين إرهاصات الواقع وصعوباته واستشراف مستقبله على ضوء تداعيات كوفيد19- وما خلفه من اضطراب في سير العملية التعليمية .
أما ما يتعلق بأهمية التعليم الاستدراكي فإنه يؤكد على الاستجابات العاجلة للتعليم في الأزمات والحالات الطارئة، ويلي متطلبات تعليم الأطفال الذين يواجهون صعوبات في التعلم وللحد من الانقطاع والتسرب من المدرسة.
وبعد العروض المتنوعة لبعض النماذج في كثير من الدول العربية وآليات العمل الناجح بأساليب وطرائق التعليم عن بعد، حيث كان لليبيا –أيضا- العديد من البرامج التي عمل عليها المختصون من وزارة التربية والتعليم ومصلحات التفتيش التربوي والمعلمين، كوضع برامج لكيفيات التعلم عن بعد واستخدام التطبيقات التي تخدم المتعلم في الاستفادة من التعليم الإلكتروني ودمج المحتوى الدراسي بكل حيثياته في منظومة التعليم الإلكتروني، فالثقافة الرقمية تعتمد على جودة الاستخدام وتوفر الإمكانيات وتدريب جزء كبير من التربويين على استخدام التطبيقات التي تسهم في نقل المحتوى الدراسي عن طريق التعلم عن بعد أو ما نسميه الافتراضي، فليس كل المعلمين يجيدون استخدام التقنيات الحديثة- هذا مما يستدعي فريق عمل متكامل يساعد ويدرب ويطور من أداء المعلمين على كيفية استخدام التقنيات المستحدثات إلى جانب كيفيات توظيف التطبيقات التي تسهم في عرض المحتوى الدراسي كتكوين فصل إلكتروني.. تحديد ساعات العمل..  عرض الدرس وتصميمه .. التعامل الفني المتكامل مع تهيئة المادة والجو المناسب الذي يكفل – حقيقة – استجابة المتعلم مع المعلم عن طريق التعلم عن بعد .
كذلك طرائق عرض المادة التي تعتمد على جودة الأداء، النبرات الصوتية، إشعار المتعلم بوجوده وتفاعله، فالعروض الجيدة وحسن القراءة المتمكنة والبيئة الواصلة بين المعلم والمتعلم هي أكبر كفيل بنجاح يحقق مردودا نسبيا لنجاح التعلم عن بعد، الذي لا نستطيع أن نضمن جودته إلا بشروط تحقيقية فعلية في ظل التأثيرات المخلة بقواعد التعلم عن بعد.
إلى جانب ذلك عملت وزارة التربية والتعليم في ليبيا على تخصيص بث تعليمي عبر القنوات الفضائية، وتمكين مساحات من الوقت والإعلان عنها بأوقاتها المناسبة للمتعلمين، بل وهناك قناة تختص بعرض الدروس اليومية لمجموعة من المفتشين التربويين والمعلمين (قناة ليبيا التعليمية ).
وقد توسع التعلم عن بعد باستخدامات متنوعة والاستفادة من كل البرامج المسهلة للوصول للمتعلمين، حتى لا تتبعثر  وحدات المنهج الدراسي في خارطة الفاقد التعليمي، فخصصت مجموعات وقنوات عبر تطبيق التليجرام والواتساب ، وصمم محتوى دراسي على اليوتيوب بعرض الأسئلة الاسترشادية وشرحها ومراجعتها للمتعلمين.. إلى جانب كثير من التطبيقات المتنوعة مثل (Google Classroom- و Skooler – و Teams – و Zoom ) وغيرها من التطبيقات المتنوعة ومنصات التعليم المتنوعة كمنصة (نفهم- وإدراك- ورواق ) إلا أن المشاع الآن في التوظيف الفعلي للوصول للمتعلمين بما يناسبهم من تطبيقات يكفل فيها المعلم والتربوي أكبر وصول ناجح لطلابه حتى يحقق فاعلية التعليم عن بعد ونجاحه في توصيل المعلومات وتيسير المادة وشرحها بأبسط الإمكانيات للطلاب.
فلا ننكر أن الكثير من البرامج التربوية الإلكترونية عن بعد أثناء الجائحة والعزلة التامة التي فرضها الحظر العام ؛ كان دورها فعالا وناجعا في تلك الأثناء، رغم الظروف والعراقيل التي تمر بها الحياة داخل ليبيا والتي ذكرت آنفا من خلال هذه الورقة .
وقد فرض الواقع المتأزم كانقطاع الكهرباء وتذبذب شبكات الإنترنت، بوجود فاقد تعليمي للمحتوى الدراسي خلق فجوة حقيقية بين الدروس المترابطة، وأدى إلى تقليل وحدات المنهج بعد عدة استشارات للوصول بكيفية تحد من الدروس المنهجية وعدم إدخالها في الامتحانات النهائية للمتعلمين، الأمر الذي أربك العملية التعليمية (حيث لم يكن هذا الأمر في الحسبان) بسبب غياب بعض المعلمين لظروف الإصابة بــ كوفيد19- وكذلك توقف الدراسة بين الحين والآخر، حين اجتياح موجات مرتفعة للجائحة. فكان القرار بتحجيم وتحديد مفردات المنهج مما أدى إلى خسارة كبيرة لعض الدروس المهمة، وفاقد تعليمي يحتم على المسؤولين من التربويين إيجاد طريقة مناسبة لتعويض هذا الفاقد- سواء أكان بعمل تمهيدي بداية كل عام دراسي – أو دورات منهجية تعوض التلاميذ والطلاب ما فقدوه أثناء الفصل الدراسي .
وجاء العمل باستخدام أساليب التعلم عن بعد بعدة وسائل لمواجهة كل تلك العوامل المسببة للفاقد التعليمي أو التسرب المدرسي، وعزوف الطلاب عن إكمال الدراسة، ومن أجل استمرارية العلمية التعليمية وتأمينها، ومع كل ذلك لم تكتمل الدائرة أو تخلو من الفجوات، يظل الفارق بين التعليم والتعلم المباشر كبيرا إلا أنه يعتبر دافعا لاستمرار المتعلمين لإكمال مناهجهم، والمعلمين للتواصل الفعال مع تلاميذهم ومساعدتهم في أداء واجباتهم ومراجعة دروسهم، وعدم التوقف عند نقطة معينة ثم الانقطاع عنها.
كان من أهم التوصيات والمقترحات التي عرضت في مؤتمر وزراء التعليم العرب الثاني عشر – وقد قمت بتلخيص بعضها عن ورقة (التعليم الاستدراكي وجائحة كوفيد19 للدكتور حاتم بن سالم ):
1-تعزيز الاستجابة للتعليم  في أوضاع الطوارئ والأزمات ويكون ذلك بتعزيز قدرة نظم التعليم العربية على استباق الأزمات والاستعداد لها بحكمة لمواجهتها وحسن إدارتها عند حدوثها والتخفيف من تأثيراتها على استمرار العملية التعليمية وضمان التعليم الجيد.
(التخطيط الإداري الاستراتيجي الفعال لابتكار الخطط والبرامج الهادفة أثناء الأزمات)
2-وضع استراتيجية تمكن الدول العربية من مواجهة حالات الطارئ والأزمات من أجل ديمومة المنظومة التربوية، وذلك بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتمكين المتعلمين والمدرسين من الولوج إلى المحتويات العلمية والمعرفية- مهما- كانت الظروف والعمل على إدراج التعليم الجيد والتعلم عن بعد في المناهج التعليمة .
-إشارة للباحثة ( إيجاد فرص الإدارة الإلكترونية داخل وزارت التعليم ومصلحات التفتيش التربوي – في ليبيا- كـ"فكرة بناء منظومة جديدة تختص بإدماج المنهج الدراسي في منظومات إلكترونية وصوتية وعمل فريق مدرب ومتدرب على طرائق حديثة للتربية الحديثة وتعليم جديد، بمحتوى وأساليب ونظريات تعليمية معاصرة تخدم ظروف العصر وواقع التعليم الجديد)
3-دعم التوجه نحو التعليم الجديد وذلك بتطوير وإصلاح منهجية ومنظومة التعليم؛ شاملة كل المكونات( المدخلات والعمليات والمخرجات).
4-العمل على تقليص الفجوات التعليمية بإتاحة فرصة تعليمية جيدة ومنصفة وشاملة للجميع وتوفير الموارد التقنية والبشرية والمالية اللازمة- خاصة للفئات الاجتماعية الأكثر احتياجا وعلى رأسهم النازحين واللاجئين والمهجّرين وحاملي الإعاقات.
5-تشجيع الدول العربية على وضع خطط وطنية تساعدها على التسريع في التحول إلى التعليم الشامل والجيد للجميع- خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم دون تمييز.
6-العمل على وضع إطار تقييمي على مستوى كل دولة عربية يحدد حجم الفاقد التعليمي بسبب كوفيد19 – وتمكن من تقدير برامج للتعليم الاستدراكي السريع.
7- تعزيز الممارسات والنماذج الجيدة في التعليم الاستدراكي .
8-تشجيع مراكز البحوث والدراسات والتدريب؛ بإعداد آليات لتأهيل المعلمين للرفع من كفاءة أدائهم وتمكينهم من فرص تكوين جيد لدعم الأطفال الذين يعانون من آثار صدمات نفسية ومشاكل في التكييف وصعوبات الاندماج في محيطهم وتعزيز استقلاليتهم وقدراتهم على القيادة والمبادرة والتجديد.
9-إنشاء آليات تمويل عربية ودولية تحفز دمج التعليم عن بعد في المناهج التعليمة وتعزيز التعاون العربي وتقية الشراكات مع الفاعلين التربويين الدوليين.
10-تنظيم ندوة عربية حول واقع التعليم الاستدراكي واستشراف سبل تجويده واستدامته بالدول العربية .
ومن خلال الوصايا والمقترحات التي عرضت في مؤتمر وزراء التعليم العرب الثاني عشر، وملاحظات بعض المشاركين "قمنا بعرض وإضافة  المقترحات والوصايا التي تخدم العملية التعليمة داخل ليبيا، وبدوري مفتشة تربوية في مصلحة التفتيش التربوي / ليبيا
كان من أبرزها:
1-تعزيز دور المفتش التربوي وتفعيل صفة التفتيش التربوي كــ(جهة سيادية مستقلة بإدارتها وأعضائها ومهامها، وإسناد المهام التنفيذية بتأسيس وحدات تابعة لها تقوم على العمل والتخطيط اللازم متمثلة في :
-وحدة متابعة المناهج وطريقة إعدادها.
-وحدة متابعة طرائق التدريس وتقييمها.
-وحدة متابعة التقارير وصياغتها وإلزام الجهات بتنفيذها.
-وحدة فنية تختص بإعداد صحيفة تقييم المعلم ومعدلات الأداء وكراسة جودة التعليم الخاصة بعمل المعلم (تربويا-وعلميا) بما يتناسب ودور المفتش التربوي الميداني وملاحظاته الفعلية.
2- تفعيل المكاتب الإعلامية المستقلة لوحدات التفتيش التربوي، وتخصيص آلية عمل جيدة لها بما يتناسب والمهمة المناطة وتوفير سبل إنجاحها متمثلة في( توفير الأجهزة- ومعدات التحرير الصحفي الإعلامي والنقل المباشر للمؤتمرات والفاعليات والدورات والاجتماعات والأنشطة ) كل ذلك يحتاج إلى مكاتب إعلامية (تربوية تختص بعمل المصلحة ) بأجهزة حديثة وشبكة جيدة بجدواها الإدارية ومواردها المالية. أضف إلى ذلك توفير شبكة إنترنت جيدة داخل فروع مصلحة التفتيش التربوي؛ من أجل التواصل الفعال والعمل على جودة وتحسين مدخلات العملية التعليمة التي نعمل سوية من أجل إنجاحها.
3-إقرار المؤتمرات والملتقيات التي تخدم العملية التربوي، وتحقيق الريادة لنهضة تعليمية حقيقة تعمل على أن تكون في صفوف التراتيب الأولى لمقاييس الجودة والأداء.
4-تخصيص لجان دائمة لمتابعة جودة الأداء وسير العمل، تعمل عل تكوين مؤشر فعلي نحلي للوقوف على نقاط الضعف والقوة.
5- تفتقد فروع ومكاتب مصلحة التفتيش التربوي إلى مكتبات تربوية تثقيفية داخها، تهتم بالتنمية الفكرية والوظيفية لدى المفتش التربوي لهذا نأمل العمل على تمكين وإدراج مصطلح المكتبة الثقافية وجعل الخصوصية العلمية متحققة في إقرارها داخل كل مصلحة مع ربط المكتبة بما يلزمها من مظاهر التكنولوجيا الحديثة، والمتابعة المستمرة لآخر المستجدات التربية بالتواصل مع الخبراء والتربويين في كل أنحاء العالم، ومن خلال تقنية المنصات الحديثة والدوائر الإلكترونية في عقد الاجتماعات والمؤتمرات عن بعد .
6-مازال المفتش التربوي – يعاني من التهميش وإضعاف دوره بطرق غير مباشرة، فهو الخبير الأول لمتابعته الفعلية داخل الساحات التعليمية وقربه من المتعلم والمعلم والإدارة التعليمية ووقوفه حقيقة عل المساوئ والمزايا التي بإمكاننا استشفافها من خلال آرائه واستنتاجاته ورؤيته المستقبلية؛ لهذا نأمل إعطاءه المساحة الكاملة بتمكين آرائه ومتطلباته ورفع مستواه المعيشي وتقدير حجم المعاناة الملقاة على عاتقه؛ فتحسين المستوى المادي والثقافي والمعنوي تدفعه إلى مزيد من البذل والاستمرار بعيدا عن عوامل الإحباط والانتكاس، ولأن المفتش التربوي يعمل على أكثر من مدرسة في ظل جائحة كوفيد19- ويتنقل بين عدة مدارس في جهات متفرقة ويختلط بعدد كبير من المعلمين ، والطلاب داخل فصول مدرسية متنوعة المستويات، لهذا وجب النظر لخطورة مهنته وتقدير الخطر وتمييزه بما يتماشى وطبيعة مهنته العظيمة .
7-تبادل الخبرات والمعارف على مستوى الوطن العربي وذلك بالتعاون بابتعاث مفتشين تربويين في كل موسم إلى إحدى الدول العربية، في خطوة غير مسبوقة ومن ضمن برامج التعاون التربوي الخلاق للاستفادة والإفادة. ومتابعة أدوار المفتشين التربويين في الدول الأخرى مما ينمي ويعزز تلاقح الخبرات وخلق بيئة تربوية عربية تعليمية موحدة.
8-عقد ندوات وملتقيات ومؤتمرات دولية للمفتشين والمشرفين التربويين، وعرض بحوثهم ودراساتهم وأعمالهم وتشجيعهم الدائم للتقديم العلمي والتربوي في ميدان التربية والتعليم.
9-الاهتمام بجانب المجلات والصحف في العملية التعليمية، وتأسيس حركة صحافية تخدم الجانب التربوي وتفتح قنوات تواصل فعالة بين المفتش التربوي والمعلم والمتعلم، وتمكين أهداف العملية التعليمية . لهذا نقترح تخصيص مجلة أو صحيفة المفتش التربوي لإبراز كل ما ينهض بالعملية التعليمية والتربوية ومنهجيتها؛ تطويرا لأداء المفتش التربوي والخروج به من دائرة الكلاسيكية النمطية إلى آفاق أرحب وأوسع وتنشيطا للأفكار والمحتويات والمنهج ودفع المفتش التربوي المبدع.
10-أهمية المسرح المدرسي تكمن في اكتشافه للموهوبين وإخراج ما لدى الطالب والمعلم من هوايات، لهذا نؤكد على أهميته بتوظيفه داخل المدارس والحث على تكوين الفرق المسرحية والتشجيع عليها، وعقد الأنشطة والنصوص التي تحيي القريحة الأدبية بل وتوظيف المادة الأدبية شعرا كانت أم نصا مسرحيا أم قصة في التجسيد المسرحي المدرسي.. فالمسرح المدرسي يعزز جانب النشاط ويحسن مستوى الإلقاء والنطق، وبراعة الحوار والتقاط لغة الجسد والتفكير الابتكاري ، وتهيئة الخيال الحساس؛ فينبثق اللسان وتتغذى القريحة .. كل ذلك وأكثر يكمن في فوائد المسرح المدرسي الذي خرّج المذيع، والإعلامي ، والمراسل، والممثل، والمتحدث، والمفكر ، وغيره من أدوار العصر التي نالت شهرة حسن الأداء وطرائق الأساليب الجيدة، لهذا نؤكد عليه وندفع إليه ، وأن يخصص فريق مدرسي مسرحي بتوفير الإمكانيات وجعل حصة كل شهر من أسابيع وشهور الدراسة ووضع منهج بواقع حصة واحدة تشتمل على نصوص تطبيقية فعلية لتدريسها وتذوقها وقراءتها داخل المدارس(التذوق الفني الجمالي).
11- تكوين منصة عربية رقمية تهتم بالمنهج والمحتوى العربي والخبراء، والمشرفين التربويين ، والمربين وإدارات المدارس،  وتهتم بالمعلم والمتعلم والموهوبين؛ ذات قاعدة بيانات موحدة.
12-الاهتمام بالأنشطة الأخرى داخل المدارس كالرياضة وتفعيل دورها الصحي والنفسي على الطلاب وإكسابهم المهارات المتنوعة من خلال الممارسة الرياضية الصحية.
13- التركيز على دور الخدمة الاجتماعية والإرشاد النفسي داخل المدارس، وعقد الدورات التدريبية التي ترتكز في معدل أدائها على جودة أداء المرشد النفسي ، ما يقدمه من تقارير فعالة خدمة للعملية التعليمة وتواصلا مع كل من : المعلم – المفتش التربوي- الأسرة .
14-الاهتمام بتوفير الكتاب الإلكتروني للمعلم والمتعلم، استجابة للمتغيرات العصرية والزمنية الطارئة.
15-تخصيص ميزانية تهتم بمجالات التعلم عن بعد بتوفير الأجهزة المناسبة للمتعلمين، وكذلك المعلمين، وتدريبهم على كيفية استخدام منصات الفصول الدراسية، وتقنيات التعليم عن بعد ..
16-من البرامج التدريبية التي تفيد المعلم والمتعلم في اختصار الوقت والجهد (التدريب على التعليم الإلكتروني) واستخدام استراتيجيات التعلم النشط من خلال وسائل وتقنيات التكنولوجيا الحديثة، وهذا الأمر غير متحقق فعليا في دورات تهتم بالأسرة التربوية ككل: المعلم – المفتش- المتعلم وكذلك مديري المدارس.
17-فلسفة النظام التربوي السائدة لا تتماشى مع استخدام التعليم الإلكتروني، لهذا نأمل العمل على تحفيز بيئة مناوئة تعمل على الدمج والانطلاق من خلال برامج تقنية تتناسب وتتواءم مع متغيرات الفلسفة التربوية السائدة.
18-التعليم عن بعد قد لا يناسب الأطفال (التلاميذ) في مراحلهم الأولى، فالطفل بحاجة إلى تفاعل حقيقي مع معلمه خاصة عند النطق وعند الكتابة وطريقة إمساكه بالقلم، لهذا ندعو لبذل الجهود الجبارة لتحقيق آلية تحقق نجاحا في هذا المجال وبديلا يفيد التلاميذ الصغار ويمنحهم العطاء الحقيقي لا مجرد معلومات تلقى  عليه دون توظيف لجميع حواسه.
19- النظر في طرق إعداد المناهج، وأن يكون اختصار بعض الدروس والمحذوفات كخطة وقائية لاستيفاء المنهج، بعد دراسة عميقة بأسس وأهداف تربوية، بعيدا عن العشوائية الطارئة من حدوث الأزمة، فالتخطيط الاستدراكي يكون قبل حدوث الأزمة... فإعداد المنهج يفترض أن يكون متوافقا مع الوعاء الزمني والحصة المقدرة والتقسيم الأسبوعي لدروس المنهج ومحتوياته.
20-التأكيد على تطبيق استراتيجية التعليم الاستدراكي والعمل على ما ورد من بنود مهمة في مؤتمر وزراء التربية والتعليم العرب .