قدم مرشح الانتخابات الرئاسية الليبية ورئيس حزب النِداء د. اكرم الفكحال قراءة تحليلية في المشهد السياسي الراهن في ليبيا.
وقال الفكحال في ورقة تحليلية خص بوابة إفريقيا الإخبارية بنسخة منها إن العملية السياسية قد انحرفت عن مسارها الصحيح منذ فترة ودخلت في منعرجات يصعب الرجوع منها، وتولد عن ذلك مراكز قانونية لعدد من المؤسسات والشخوص الطبيعية والاعتبارية تم توظيفها - من قبلهم - بما يعيق كل تحوّل إيجابي في مسار العملية السياسية، وقد تمسّك كلّ منهم بمركزه قاطعا الطريق على كل محاولة لتغييره أو استبداله تحت ذرائع شتى.. وكانت نتاج هذه العشوائية والعبثية وهذا الانسداد ماتعيشه ونعانيه الآن.
وأضاف الفكحال أنه منذ الصراع في ليبيا على السلطة خاصة بقدوم ورحيل عدة حكومات خلال 8 سنوات الماضية تنتهي وتبدأ بصراعات مسلحة قوية يسقط على إثرها ضحايا مدنيين وتدمر ممتلكات عامة وخاصة.
وأردف الفكحال هذا هو الواقع منذ سنوات استثني منها حكومة الكيب كل ما يحدث وحدث نتيجة توافق مصالح في مراحل وتضارب هذه المصالح في مراحل اخرى وشدد على أنه لا توجد قواعد وثوابت في العلاقات بين الأطراف بل المصلحة هي الثابت الوحيد إن غابت غاب معها التوافق، وستستمر هذه الحالة إن لم نجد حل جذري داخلي من قبل الشعب لإنهاء هذه الفوضى وإنهاء هذه الصراعات التي تخدم أطراف خارجية.
وعن من يملك ميزان القوى في ليبيا حالياً فال الفكحال إنه لا يخفى على أحد أن موازين القوى متعددة ولا يوجد من يملكها جميعها في يده وإلا ما كنا وأصبحنا نحيى في هذا الواقع المرير.. وهذا مقصود ومتعمد بالطبع من قبل الراعي الدولي بحيث يضمن أن يكون هناك توازن بين القوى المحلية يستعمل كورقة ضغط وقت الحاجة وهذا يعني أنه لا توجد قوة واحدة في ليبيا تتحكم وتسيطر على الجميع بل كل قوة والمنطقة التي تستطيع بسط نفوذها فيها.
وبالنسبة إلى القوى السياسية والعسكرية الأكثر قبولا في ليبيا قال الفكاحل إن القوة الوحيدة المقبولة في ليبيا هي القوة الشرعية التي تستمد شرعيتها من حكومة منتخبة والتي ستكون منضوية تحت لواء وتعليمات وأوامر الوطن، وهذه القوى غير موجودة الآن.
وبالنسبة إلى متى يمكن أن تستمر هذه المواجهة بين الدبيبة وباشاغا، وخاصة أن هذه مواجهات تأثر على أنتاج النفط والغاز بشكل أو باخر ، وهل من الممكن أن نشهد اضطرابات فيما يتعلق بالنفط والغاز بليبيا كورقة ضغط مجدداً ..من وجهة نظري انتهت المعركة ولكن لم تنتهي أسبابها..
وشدد الفكحال على أن كل شئ وارد فيما يخص النفط والغاز وقد تستخدمها بعض الأطراف الداخلية كوسيلة ضغط وهذا ليس بجديد ولنا في ذلك تجارب سابقة وقد يتاثر الناتج المحلي المتعلق بالايرادات التقديرية لبيع النفط فقط ليصبح ذريعة تسوق للمواطن تخفي قصور الحكومة في توفيرأبسط حقوق المواطن الواجبة من قبل الدولة.
وقال الفكحال: أما بالنسبة للأطراف الدولية المستفيدة لن تتأثر لأن هذا يعتبر من الخطوط الحمراء لديهم ولا أعلم حتى الآن لماذا تتغاضى كل الأطراف الداخلية الفاعلة عن ذلك.
وتساءل الفكحال أنه بالنسبة إلى الحلول السياسية المطروحة أو التي طرحت هل كانت لغرض الوصول إلى حل أم إلى إطاله الفترات المؤقتة وعدم الوصول إلى حل نهائي للازمة الليبية.
وأضاف الفكحال أنه حتى هذه اللحظة لم يتم وضع أو اقتراح أي حلول سياسية فعلية وجدية في ليبيا بل كلها حلول تلفيقية مؤقتة، كما أنه لا يوجد موقف دولي موحد تجاه ليبيا لأن هناك انقسام يبدأ من مجلس الأمن وصولا إلى باقي الأطراف الدولية وبالتالي الموقف الدولي موقف ضبابي غير واضح وغير جاد وقد يكون هذا الموقف والوضع العام في ليبيا يعجبه ويخدم مصالحه.
وأردف الفكحال: كلنا نعلم أن كل طرف دولي يريد أن يغتنم الفرصة والوضع الحالي ويصرح أنه يريد حل في ليبيا ولكن للأسف هذه الحلول بمقاييسه ومعاييره الخاصة التي تصب في مصلحته فقط.. ولا يخفى على أحد الخلافات المعلنة والغير معلنة بين الأطراف الدولية بالشأن الليبي ولا يهمهم بأي شكل من الأشكال المصلحة الوطنية وفي المقابل كل الأطراف الفاعلة الداخلية بكل تصنيفاتها تهمهم مصلحة هذه الاطراف الدولية وليس مصلحة ليبيا وهذا جعلنا عاجزين عن الوصول لحل..الآن توجد حكومة منتهية الصلاحية وفي المقابل حكومة شكلت واعتمدت خدمة لمصالح طرف اخر.
وتابع الفكحال: إن كان هناك جدية من قبل مجلسي النواب والدولة ولو من باب إثبات حسن النية لماذا لم يقوما بإتمام الإطار الدستوري وتحديد موعد محدد للانتخابات وأن لا يترك هذا الموضوع مفتوحا ولما لا تشكل حكومة مصغرة (حكومة انتخابات) تشرف على إدارة العملية الانتخابية.. بحيث تكون حكومة مُصغرة جدًا من شخصيات رصينة عاقلة غير مصطفة مع أحد تلقى قبول الأطراف جميعها وتمثل ضمانة للجميع تدير المرحلة باقتدار وحكمة نحو الانتخابات.. هذا يعني أنه لا توجد جدية من كل الاطراف (مجلس النواب والدولة وحكومة الوحدة الوطنية) لا يجاد حل بل كل هذه الاطراف باقية خدمة لمصالحها وإطالة عمر وجودها فقط.
وقال الفكحال الحل من وجهة نظري أنه لا سبيل إلى بناء دولة المواطنة والمؤسسات إلا بإجراء انتخابات عامة (برلمانية ورئاسية متزامنة) تُباشر من المرحلة التي عُطلت فيها انتخابات 24 ديسمبر 2021 الرئاسية وذلك بعد استبعاد كل الشخصيات الجدلية بدون استثناء التي كانت ولا تزال أحد أسباب الأزمة.
وأضاف الفكحال أنه بناء على ذلك وبالنظر إلى الانسداد السياسي الذي تعانيه البلاد منذ سنوات وما يجري في البلاد من تقاسم للسلطات اعتمادا على رؤى ضيّقة ممن امتلكوا مراكز قانونية مؤثرة في العملية السياسية من الشخوص الاعتبارية والطبيعية لدينا نحن بعض المرشحين لمنصب رئيس الدولة مشروع لملء الفراغ التأسيسي بما يخدم مصلحة الشعب والبلد ويعمل على حل الانسداد السياسي القائم منذ سنوات من خلال مشروع حل جذري للانسداد السياسي والذي سيكون عمليا وممكن التنفيذ وغير مرهون للخارج.. ونطلب من الشعب الليبي وضع يده في يد مرشحه الرئاسي ومساندة مشروع الحل وهو (الجمعية التاسيسية) ودعمه بشجاعة لفرضه بقوة الشارع على القوى الداخلية والمجتمع الدولي.. ولدينا مبادرة مكتملة النواحي لتحقيق هذا الحل قابلة للتحقيق والتطبيق.
ولفت الفكحال وضح للجميع منذ فترة أن الحكومة الحالية غير قادرة على إدارة شؤون البلاد والوصول للانتخابات للعديد من الأسباب المعروفة للجميع أحدها أنهم أحد أسباب عدم حدوث الانتخابات.. كما أنه بالتأكيد لا تستطيع هذه الحكومة الإشراف على الانتخابات للعديد من الاعتبارات.. ولن نكون جميعنا مطمئنين لإشرافها على الانتخابات..
وأردف الفكحال بالقول: نحن نعيش في واقع مرير.. خسائر بشرية ومعنوية ممتلكات تدمرت.. أبائنا وأمهاتنا وأبنائنا يعيشون القهر والذل والهوان.. شباب مشلول وجريح ومصاب في عمر الزهور لا يعلم من يقاتل ولماذا يقاتل ولمصلحة من!!.. اختفاء تام لكل مقومات الحياة الكريمة.. المواطن يعاني ويعيش الأمرين من جميع النواحي الحياتية والنفسية والمادية والاجتماعية.. ووقت تضارب المصالح بين الاطراف الدولية والمحلية يكون المتضرر الأول والمباشر هو المواطن..
وتساءل الفكحال: هل عقمت ليبيا من الوطنيين الغيورين ؟!!. وكأن ليبيا لا يوجد فيها إلا هؤلاء.. اذهبوا بعيدا إلى غير رجعة، ليبيا باقية والتاريخ لن يرحم كل من سولت له نفسه قتل الليبيين وإهدار المال العام واستنزاف موارد الدولة.