قال مسؤولون فلبينيون اليوم الأربعاء إنهم أصدروا أمرًا بالإجلاء الإلزامي لأكثر من ألف فلبيني موجودين في العاصمة الليبية طرابلس في ظل تصعيد القتال وإطلاق الصواريخ والغارات الجوية الذي تشهده طرابلس.

ونقلت صحيفة "صن ستار مانيلا" الفلبينية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إيمانويل فرنانديز قوله إن الحكومة أصدرت الأمر بعد أن حذرت السفارة الفلبينية في طرابلس من أنها "لم تعد قادرة على ضمان سلامة وأمن الفلبينيين الذين اختاروا البقاء على الرغم من النداءات المتكررة لهم بالعودة إلى ديارهم".

قال وزير الشؤون الخارجية تيودورو لوكسين جونيور إنه على الرغم من الأمر، لا يمكن للمسؤولين إجبار العمال الفلبينيين وعائلاتهم على المغادرة. ومع ذلك ناشد الفلبينيين في العاصمة الليبية والمناطق النائية "التفكير بجدية في العودة إلى الوطن قبل أن يتفاقم الوضع".

وقالت الوزارة في بيان صدر في مانيلا إن لوكسين "طلب مساعدة الأسر في الفلبين لإقناع أحبائهم في طرابلس بقبول عرض الإعادة إلى الوطن قبل فوات الأوان".

وينطبق أمر الإخلاء على العمال الفلبينيين وعائلاتهم   في طرابلس والمناطق الواقعة داخل دائرة نصف قطرها 100 كيلومتر من العاصمة، بسبب القتال بين الميليشيات المتنافسة للسيطرة على عاصمة الدولة الواقعة في شمالي أفريقيا.

وتعد الفلبين واحدة من أكبر مزودي العمالة في العالم، حيث يوجد عشر سكانها الذين يزيد عددهم على 100 مليون شخص في الخارج ، بما في ذلك العديد من مساعدي المنازل وعمال البناء. وساعد الدخل الذي يرسلونه إلى بلادهم الاقتصاد الفلبيني على البقاء صامدًا في أوقات اقتصادية عصيبة.

وقال إلمر كاتو  -كبير الدبلوماسيين الفلبينيين  في طرابلس- إن العديد من الفلبينيين الذين يعملون كممرضات ومدرسات وموظفين في صناعة النفط الليبية رفضوا ترك وظائفهم ذات الأجور المرتفعة نسبياً واختاروا المجازفة لأنهم يضطرون إلى العمل وتوفير المال لعائلاتهم في الوطن.

وتابع  كاتو أن الحكومة طُلب منها إصدار أمر الإخلاء الإلزامي بعد أن حوصر 13 عاملاً فلبينيًا وعائلاتهم بمن فيهم الأطفال في مبنى سكني يوم الاثنين وسط قتال عنيف في حي صلاح الدين بطرابلس.

وقال كاتو إن فلبينيًا آخر احتُجز الليلة الماضية على أيدي مسلحين اقتحموا شقته، لكن أطلق سراحه في اليوم التالي. وأضاف أن اثنين من الفلبينيين على الاقل أصيبا بجروح بعد اصابة عدة مستشفيات ومناطق سكنية مؤخرا بنيران قذائف الهاون.

وأوضح كاتو "القتال في ضواحي طرابلس سيجعل قريبا من الصعب على السفارة الاستجابة للطلبات العاجلة للحصول على المساعدة من المواطنين الذين يعانون".

وقال كاتو إنه وسط غارات جوية متكررة  -أتى معظمها بطائرات بدون طيار- قام الدبلوماسيون بتغطية جزء من سقف السفارة بعلم فلبيني ضخم على أمل ألا يتم قصفها.

وقال كاتو إنه بعد ضربات إطلاق الصواريخ على طرابلس لأول مرة الشهر الماضي، قرر بعض الفلبينيين العودة إلى ديارهم أو الانتقال إلى مناطق أكثر أمانًا في ليبيا بمساعدة أصحاب العمل أو الحكومة الفلبينية. كما فرضت وزارة العمل الفلبينية حظراً على نشر العمال الفلبينيين في ليبيا بسبب تصاعد العنف.



*"بوابة إفريقيا الإخبارية" غير مسؤولة عن محتوى المواد والتقارير المترجمة