استضافت مدينة جوبا، عاصمة جنوب السودان، مؤخّرا، مهرجانا تحت عنوان “أزياء وفنون من أجل السلام”، أُقيم بغاية التوعية بمحنة الآلاف من مواطني جنوب السودان الّذين تضرروا من الأزمة السياسية الراهنة التي تشهدها البلاد، وجمع بعض المبالغ المالية لمساعدتهم.

جنوب السودان، الذي يعدّ أحدث دولة في العالم، يحاصره العنف الذي تسبب في مقتل حوالي عشرة آلاف شخص منذ تفجر اقتتال ضار في ديسمبر الماضي بين قوات الرئيس سلفا كير وقوات نائبه السابق ومنافسه السياسي منذ فترة طويلة ريك مشار.

وقد قالت الوكالات الّتي تقدّم مساعدات إلى جنوب السودان في الآونة الأخيرة، “إنّ الدولة الوليدة، وبسبب الصراع، تتجه صوب أسوأ مجاعة منذ منتصف الثمانينات حين اجتاح سوء التغذية شرق أفريقيا وتسبب في وفاة أكثر من مليون شخص”.

وفي هذا الإطار، عبرت الجهات المنظمة للمهرجان عن أملها في أن تدفع هذه التظاهرة مواطني جنوب السودان صوب الاحتشاد وإظهار تنوع البلاد بما في ذلك التنوع الثقافي والفني الخاص بالأزياء، إعلاء لقيم التعايش في ظل التنوّع والتعدّد.

وقالت مؤسسة مهرجان “أزياء وفنون من أجل السلام”، أكوجا دي قرنق: “جميعنا في جنوب السودان نعرف أن لدينا بالفعل توترات على الأرض، وأننا في حاجة لأن نفهم هويتنا وأن نتعايش مع بعضنا البعض، كما علينا أن نعرف هويّتنا كأمّة؟ نحن لا نعرف بعضنا كجماعات مختلفة، لذلك فإنّ الفكرة أو المفهوم الخاص بالمهرجان ككل مبني على محاولة جمع الناس على اختلافهم وخلق فرص أكثر للتعايش أمامهم”.

وأشارت إلى أنّ المهرجان يهدف، في دورته الثانية، إلى نشر السلام والتسامح في جنوب السودان من خلال التعبير الفني، لكنّه لا يتعلق فقط بعرض تصميمات الأزياء المبهرة التي ترتديها العارضات، بل هو يقدم بالإضافة إلى ذلك عروضا راقصة وغنائية وإعانات عينية في شكل مواد غذائية.

ويتيح المهرجان أيضا منصة للحرفيين المحليين لعرض منتجاتهم اليدوية، بما في ذلك الحلي الخاصة بالزينة وغيرها من الأشياء المصنوعة من مواد محلية، إضافة إلى التصميمات التي يأملون في أن تجد صدى عالميّا.

ومن جهة أخرى، قالت قرنق إنّها تتمنى أن يغير هذا المهرجان عديد التصورات التي اقترنت بجنوب السودان، وان ينشر صورة إيجابية عن البلاد يسودها التحابب وتطبعها الألفة.

كما أضافت قائلة، وفقا لصحيفة العرب: “نعرف أنّ الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ مدّة أنهكت الجميع ونحن لا ننكرها، إلاّ أنّنا على دراية ووعي تامّين بأنّنا نحن، من شتى مناحي الحياة ومن مختلف الأعراق، قادرون على إظهار وحدتنا من خلال العمل معا بروح يحدوها الأمل في سلام قادم قادر على خلق فرص وأطر أفضل للتعايش”.

تجدر الإشارة إلى أنّ المعارك بين سلفا كير ومشار كانت قد تطوّرت لتتسبّب في نشوب صراع عرقي أشد وطأة بين قبلتيهما “دنيكا” و”نوير”. كما يذكر أنّ اشتداد العنف تسبب في نزوح ما يزيد على مليون شخص داخل البلاد وفرار عشرات الآلاف من هذا الجزء من السودان.