وصف  المستشار و الخبير في قطاع النفط سالم الفيتوري تصريحات رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله عقب اغلاق الحقول والموانئ النفطية بانها تعكس تخبطا حيال قضية الايقاف

وقال الفيتوري في حديث خص به "بوابة إفريقيا الإخبارية"، إن صنع الله منتحل الصف، قد خاطب مناشدا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أن يتدخل لاستئناف التصدير  ، واستنتج الفيتوري من ذلك  ما اعتبره تخبطا في موقف صنع الله حيال هذه القضية  وان دعوته هذه  تكشف   وبوضوح عن وجهه الحقيقى انه يرى نفط ليبيا بعين واحدة كما يراه   الصادق الغريانى ولا يختلف فى حساباته لعائداته عن الصديق الكبير مشاركا فى نظرته لما يعود به من ثروة للوطن كما هو   فائز السراج ليبرهن اخيرا دون شك انه مستلهما نهجه من وحى تصريحات  الرئيس التركي  اردوغان الواهم والحالم بعودة العثمانيين والانكشاريين  .

وواصل  الفيتوري قائلا " أصدر صنع بيانا باسم مجلس ادارة  مؤسسة النفط  يوم  الجمعة 17 يناير الجاري،  والذي أدان وجرم إيقاف تصدير النفط  تناول  ثلاث نقاط رئيسية اولها الحكم بالإعدام على الداعمين لإيقاف تصدير النفط والثانية الإستخفاف بالقوات المسلحة وحرس المنشآت النفطية بالقول في حق القوات (التى تدعى حماية المنشآت النفطية) والثالثة انه فى حالة استمرار الوضع سيكون مجبرا على البحث على خيارات اخرى.

ولم تمض ساعات  على هذا البيان  حتى تراجع صنع الله عما صرح به فى بيانه الاول الداعى الى التحريض على اعدام من يعمل على عرقلة انتاج المنشآت النفطية وسارع فى المؤسسة بسحب ذلك البيان وإصدار بيان آخر باللغتين العربية والانجليزية حذف منه هذا النص وهو استدراك  جاء بعد فوات الآوان حيث انتشر الخبر وتداولته وسائل إعلامية عربية وعالمية مثل وكالة الأنباء الفرنسية ووكالة نوفا الإيطالية كما سارعت وسائل إعلامية اخوانية ومنها قناة ليبيا الاحرار الذراع الإعلامية لتنظيم الإخوان المسلمين فى ليبيا الى نشر البيان الثانى على إثر اتصالات سريعة تمت فى هذا الشأن، 

وفى اليوم التالى السبت 18 يناير، تغيرت لهجة الخطاب لدى صنع الله، والتى يبدو أنه تلقى نصائح مرشده حيث قام ولأول مرة بتوجيه كتاب الى السيد رئيس مجلس النواب   المستشار عقيله صالح تناول فيه وبإسهاب على مساحة صفحتين ما يمكن ان يطلق عليه عرض لمشاكل نشاط النفط ".

واعتبر الفيتوري أن مفهوم الوطن  غاب عن صنع الله فى كل بياناته وخطاباته  شأن من يدور في فلكهم  كالسراج الذى برر الغزو التركى بعدم التردد فى التعامل مع اى طرف لطلب المساعدة والدعم وبأى طريقة للحفاظ على موقعه فى إشارة واضحة لإستجلاب المرتزقة السوريون و الاتراك ، والصديق الكبير الذى لم يتوانى عن توقيع صكوك الميليشيات ، و  الصادق الغريانى الذى بدأ فتاويه بأن من لا يشكر قطر يكون اقل من الكلب وانتهى بأن مقاتلة الجيش الوطنى هو جهاد وعرابهم اردوغان الذى يبرر غزوه ليبيا بوجود مليون تركى فيها "  
وعلق الفيتوري على تصريحات صنع الله بالنقاط التالية
"اولا، أن النفط وبموجب القانون هو ملك الدولة الليبية وليس مدينة او قبيلة او طائفة او فئة او جماعة او حزب والدولة لدينا فى ليبيا وليس تركيا ممثلة فى مجلس النواب الذى هو نتاج انتخابات نزيهة ولم يأتى من الخارج على فرقاطة لكى يستقر فى طرابلس تحت حماية ورعاية ميليشيات يمولها من عائدات النفط الذى هو قوت الليبيين 

ثانيا : ان من تحرك وأوقف تصدير النفط لتجفيف منابع الارهاب هو الشعب الليبى الاصيل ممثلا فى شيوخ وحكماء وشباب ونشطاء ومنظمات المجتمع المدنى من كافة المدن والقرى الليبية شرقها وغربها وجنوبها على اختلاف اطيافه كونه الوصى على نفسه والسيد فى ارضه ومصدر السلطات وهو صاحب القرار فى تقرير مصيره رافعا شعار " نفطنا لن يقتلنا " وليس من بينهم ابناء الانكشاريين ومن يروا انفسهم من بقايا الدولة العثمانية  

ثالثا : أن الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة بلقاسم حفتر من ضباط وضباط صف وجنود هو جيش منظم يضم فى صفوفه كل اطياف الشعب الليبى وقد آل على نفسه مكافحة الارهاب نيابة عن العالم لتحرير كامل تراب ارضه من دنس التنظيمات الارهابية من داعش والقاعدة والمقاتلة وحشود ميلشيات السراج أذرع الاخوان المسلمين ومن ارسلهم معتوه تركيا أردوغان من مرتزقة واستقبلهم خائن الوطن السراج وسدد فاتورة حسابهم الصديق الكبير من عائدات النفط الذى يغدق به صنع الله . 

رابعا : واضيف ان هذا الجيش وليس عصابات الجضران او ميليشيات السراج او مرتزقة اردوقان هو من حرر الموانئ والحقول النفطية بداية من عملية البرق الخاطف وانتهاءا بحقل الفيل وان جهاز حرس المنشآت التابع له هو الملتزم بحراسة وحماية كافة مواقعه ومنشآته  وصد اى عدوان يطالها ولم يتدخل فى عمليات انتاج او تسويق هذه المواقع وهو ما مكن  آخر   صنع الله من الظهور والتصريح فى وسائل الاعلام بالقول ان الانتاج فاق المليون برميل يوميا فى الوقت الذى لم يتلق هذا الجيش درهما واحدا من عائداته.

وختم الفيتوري حديثه للبوابة قائلا "  نعود مجددا الى ان مفهومنا للوطن والذى يالطبع يختلف كثيرا عن   صنع الله والذى يرى فيه رقما يعكس ارباحا وخسائر لعائدات النفط فى الوقت الذى نرى  الجيش الوطنى وحرس المنشآت انه تضحيات ابنائه فى سبيل تحريره وحمايته وهنا الفارق كان كبيرا والشعار كان " نفطنا لن يقتلنا ".