في 19 يونيو العام الجاري قدمت القائمة بأعمال المبعوث الأممي لدى ليبيا، ستيفاني خوري، أول إحاطة لها أمام مجلس الأمن، وقالت إن التقدم في انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية لايزال متعثراً، وأوضحت خوري أن التوتر الأمني في المنطقة الغربية يؤكد ضرورة وجود أجهزة أمنية قوية وموحدة.
بهذه الكلمات وصفت خوري الوضع الأمني المأساوي في المنطقة الغربية التي أصبحت مقراً لعدد كبير من القوات الأجنبية من مختلف الدول، فبعدما كانت تركيا تحتل المرتبة الأولى من ناحية التواجد العسكري في العاصمة طرابلس، انضمت لها الولايات المتحدة الأمريكية عبر شركة "أمينتوم" العسكرية الخاصة، ومن بعدها "الفيلق الأوروبي" العسكري، وكل هذه القوات جاءت إلى البلاد بموافقة ومباركة رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة.
وفقاً لوكالة "نوفا" الإيطالية فقد احتضنت العاصمة الفرنسية باريس أواخر مايو الماضي اجتماعاً ضم الدول الباحثة عن مصالحها في ليبيا وضم فرنسا وإيطاليا وبريطانيا.
وبحسب الوكالة الإيطالية تم الاتفاق على أن يتم تشكيل قوة عسكرية مشتركة تحت مسمى "الفيلق الأوروبي-الليبي" الذي يهدف في ظاهره إلى بسط الأمن في البلاد لتحقيق مطالب الشعب الليبي والوصول لانتخابات رئاسية وتشكيل حكومة موحدة، إلا أن الهدف الحقيقي من هذا الفيلق هو تأمين مصالح الدول المشاركة فيه، لاسيما وبعدما جاءت واشنطن بقواتها إلى ليبيا وهو ما يُعتبر تهديد مباشر للمصالح الإيطالية والفرنسية في ليبيا.
وتتمثل عملية الفيلق الأوروبي على أن تنقل إيطاليا عددا من قواتها إلى داخل الأراضي الليبية استعدادا لحماية المنشآت النفطية التي ترغب إيطاليا في تطويرها والسيطرة عليها، وهو ما تم الشروع في تنفيذه بالفعل بعدما كشف موقع "فلايت رادار" قبل بضعة أيام عن وصول طائرة شحن إيطالية إلى قاعدة مصراتة الجوية استعدادا لتجهيز القاعدة لاستقبال قوات الفيلق الأوروبي.
وفي هذا السياق علق الخبير الإستراتيجي والباحث السياسي، سالم الهاشمي، أن رئيس حكومة الوحدة ووزير دفاعها، عبد الحميد الدبيبة، على استعداد تام لبيع تراب ليبيا من أجل البقاء في السلطة وعلى استعداد لتوقيع اتفاقيات أمنية وعسكرية واقتصادية مع جميع الدول فقط من أجل كرسي الحكم.
وأضاف الهاشمي أن الدبيبة بدأ هذا المشروع عندما جاء بقوات "أمينتوم" الأمريكية إلى قاعدة الوطية، واليوم قوات إيطالية تابعة للفيلق الأوروبي إلى قاعدة مصراتة، وغداً سنرى القوات الفرنسية والبريطانية في القاعدة نفسها، كلٌ يبحث عن مصالحه دون مراعاة معاناة الشعب الليبي المستمرة منذ أكثر من عقد.
وبدلاً من أن يتم تسخير أموال الشعب الليبي المجمدة في بنوك الغرب وفك ضائقة أبناء الليبيين، يتم استخدام هذه الأموال لبناء فيلق أوروبي سيدمر البلاد ويُعيد الفوضى لها كما فعل حلف الناتو من قبل، وهو امر يرفضه الشعب الليبي جملةً وتفصيلاً.