في عصر السرعة والإنترنت ثمّة عادات لا تبلى، مهما مرّ عليها الزمن خصوصا إذا كانت صديقة للبيئة الرازحة تحت نيْر كل ما جلبه هذا العصر من احتباس حراري وتغير مناخي.
ومن تلك العادات خدمة إيصال البريد باستعمال وسيلة "خضراء" وغير تقليدية لا مكان فيها لا للسيارة ولا للدراجة النارية ولا حتى الهوائية.
وتتمثل هذه الوسيلة في نقل الرسائل والطرود بواسطة قارب.
بلدة ليدي في محمية سبريفالد الألمانية المعروفة بطبيعتها الخلابة وأنهارها، اعتمدت هذا النوع من الخدمات منذ أكثر من 122 عاما ولا تزال، بحسب "يورونيوز".
فالمنطقة الواقعة على مسافة 100 كلم من العاصمة برلين، والتي اصطلح على تسميتها بفنيسيا ألمانيا نسبة لمدينة البندقية الإيطالية، تستعمل القوارب لإيصال الرسائل ومختلف أشكال وأنواع الطرود أكانت شاشة مسطّحة أو كتابا أو أرجوحة حديقة.
وقد سمحت هذه الوسيلة لدويتش بوست، وهي الهيئة القائمة على البريد في ألمانيا، بتوفير الطاقة بما يعادل نحو 350 كلغ من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون للفصل الواحد.
أما صاحبة المهمة، فهي السيدة أندريا بونار التي تعتمد فقط على قوة ساعديْها وعضلاتها لأداء واجبها.
وتقوم ساعية البريد "النهرية" بعملها ذاك مهما كانت حالة الطقس، وهو بحد ذاته تحدّ خصوصا وأن القارب الذي تتنقل على متنه مصنوع من مادة الألومينيوم ما يجعله خفيف الوزن ولا يتحمل كثيرا شدة الرياح.
وتقطع السيدة بونار مسافة ثمانية كيلومترات لأداء مهمتها. وتقول إنها تحتاج لساعتيْن لإيصال البريد لنحو 65 منزلا في بلدة ليدي بسبريفالد، كما أنه يمكن للسكان أن يسلّموها أغراضهم ورسائلهم وشراء طوابع بريدية أيضاً.