تضع ليبيا أقدامها على عتبة المرحلة الأصعب ، وتؤكد مصادر خاصة ل« بوابة افريقيا الإخبارية » أن البلاد تتجه نحو مرحلة من العنف الإسنثنائي تمهيدا لسيطرة المتشددين على أغلب المناطق وخاصة المدن الكبرى ، ذات المصادر تشير الى وجود تعليمات قد صدرت عن تنظيم أنصار الشريعة الى أتباعه للعودة من سوريا والعراق خلال الأسابيع القادمة لخوض المعركة الفاصلة ، وخاصة في العاصمة طرابلس 

وترجّح مصادر إستخباراتية من داخل ليبيا وجود أكثر من خمسة الاف  مقاتل ينتمون الى التيارات الدينية المتشددة ، أغلبهم ليبيو الجنسية بالإضافة الى جنسيات أخرى منها التونسية والمصرية والجزائرية والفلسطينية والأفغانية والصومالية وحتى الصينية ، في حين تؤكد مصادر « إفريقيا الإخبارية » أن عدد الليبيين الذين سيعودون من سوريا والعراق يتجاوز الألفين ،

وكان إنتحاري فجّر حافلة صغيرة ملغومة خارج معسكر للجيش الليبي بمدينة بنغازي في شرق ليبيا الثلاثاء مما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة اثنين آخرين في ثاني هجوم انتحاري تشهده البلاد منذ ديسمبر.

وتعتبر التفجيرات  الإنتحارية تحولا مهما في إستراتيجية الجماعات الليبية المتشددة التي عرفت خلال  العامين الماضيين بننفيذ عمليات الإغتيال والتصفيات الجسدية لرجال الأمن والشرطة والجيش والقضاء ولعناصر تابعة للنظام السابق ،إضافة الى إستهداف الأجانب سواء كان ذلك ذبحا أو رميا بالرصاص 

وفي ديسمبر قتل مفجر انتحاري 13 شخصاً خارج معسكر للجيش على مشارف بنغازي في أول هجوم انتحاري منذ الحرب التي قادها متمردون ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي ودعمها حلف شمال الأطلسي  بالقصف الجوي والإعلامي والقرار السياسي وتقديم المال والسلاح للمتمردين الذي كان من بينهم عدد كبير من المنتمين لتنظيم القاعدة والجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة به سابقا ومن المقاتلين الذين تم إستقدامهم من دول عربية وإسلامية ، ورقع المتمردون شعارات دينية ضد نظام القذافي ساندها الدعاة من السنّة والشيعة وفي مقدمتهم الداعية يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتخذ من الدوحة مقرّا له ،

وإتخذت القوى الدولية المتدخلة في الملف الليبي قرارا بالإطاحة بمؤسسات الدولة الليبية للقضاء على نهجها العقائدي في إعادة للسيناريو العراقي ، وسعى الإخوان الى وضع اليد على السلطة في البلاد بدعم وتوجيه من دولة قطر ومباركة أمريكية ، وتم الإعتماد على خطة لإفراغ البلاد من قواها العسكرية والأمنية والمخابراتية عبر التهجير الذي طال أكثر من مليوني ليبي ،أغلبهم ممن كانوا ينتمون الى أجهزة الدولة ، وقامت الجماعة الليبية المقاتلة بالمساعدة على نقل جزء كبير من أرشيف المخابرات الليبية الى الدوحة ، كما تم حرق أغلب الملفات الأمنية والقضائية التي تخص المسلحين لضمان مسح كل ما يعطي لأية سلطات جديدة بسطة عن ماضيهم ، وفي خطة لاحقة ،بدأت عملية التصفية الجسدية لكل من كانت له علاقة بالأمن والجيش والقضاء في النظام السابق ،وخاصة في مدينة بنغازي 

وبدأ تنظيم القاعدة عبر جناحه « أنصار الشريعة » في السيطرة على مواقع عدة ،فبسط نفوذه في مدينة درنة ( شرق ) وحزّك سراياه لإعلان الحرب على كتيبة الصاعقة الحكومية ، التي كانت أعلنت التمرّد على نظام القذافي في فبراير 2011 وإغتال متشددون من تنظيم القاعدة آمرها اللواء عبد الفتاح يوسف وموافقين له في يوليو من العام ذاته بعد التحقيق معه وتعذيبه الى حد حرق قدميه  وكسر جمجمته و قطع وريده ، ورغم الكشف عن قتلته الآ أن السلطات الليبية عجزت عن ملاحقتهم قضائيا 

ويوجد لتنظيم القاعدة حاليا حضور مهم في مدن ليبية عدة من بينها سرت وترهونة وزليتن والخمس صبراتة والزواية والعاصمة طرابلس ،وبات عاديا أن ينظّم التنظيم إستعراضا عسكريا لقواته كما حدث في بنغازي وسرت ، كما يتخذ التنظيم من غابات وأودية ومغاور الجبل الأخضر مجالا للتدريب والتخفي ، وتحولت صحراء الجنوب الليبي الى مراكز لأكثر من 20 كتيبة لتنظيم القاعدة تجمع بين التهريب والإرهاب وتجمع في صفوفها متشددين من دول الجوار وخاصة من الجزائر ومالي والنيجر وتشاد وتونس ،وهو مادفع بالسلطات الفرنسية الى التحذير من الخطر الذي يمثّله أكبر تجمّع أرهابي في المنطقة بعد التجمع الذي كان في شمال مالي ودفع بباريس الى التدخل العسكري المباشر لفكّه والقضاء عليه 

ذات الأمر حذرت منه تشاد والنيجر ومالي والجزائر ،وتناوله رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة خلال زيارتيه الى واشنطن وباريس ، خصوصا مع توفر تقاربر أمنية عن موجود مئات المسلحين التونسيين داخل التراب الليبي 

ويعتقد جلّ المراقبين أن ليبيا تتجه نحو حرب مفتوحة من قبل تنظيم القاعدة ، تستهدف الإطاحة بأركان الدولة نهائيا ، ومنع تشكيل جيش حكومي ، ودفع الديبلوماسيين العرب والأجانب الى مغادرة البلاد ، وإعلان ليبيا دولة فاشلة ، والإعلان عن إقامة إمارات متعددة خاضعة للمتشددين ، وتؤكد مصادر « إفريقيا الإخبارية » أن هذه الخطوات إنطلقت فعلا لمنع إجراء أي إنتخابات قادمة ،وللحيلولة دون كتابة الدستور ،وأن الجماعات المتشددة أعدت قائمة بالإغتيالات لقيادات أمنية وعسكرية وسياسية وقضائية وثقافية وإعلامية في العاصمة طرابلس ،وقائمة بالأجهزة والمؤسسات الحكومية المستهدفة ، وهو ما تم الإعلان عنه مؤخرا سواء من تنظيم « جند الله » أو « أنصار الشريعة » أو « شباب التوحيد » 

 وكان القيادي الجهادي سالم دربي أعطى  أوامره بتنقل قوات من أنصار الشريعة من شرق الى ليبيا الى العاصمة في تنسيق مع عناصر التنظيم بالمناطق الغربية ، وتم تسريب مكالمة هاتفية من قيادات تابعة للدربي في بنغازي الى عبد المجيد مليطقة آمر كتيبة القعقاع التابعة لثوار الزنتان والتي تسيطر على عدد من المواقع المهمة في طرابلس ، تهدده فيه بالويل والثبور إن لم يقم بتسليمهم عدد من الضباط ضمن الكتيبة ممن كانوا يعملون في اللواء 32 معزز بقيادة خميس القذافي أو بإعدامهم في ساحة عامة أمام وسائل الإعلام ، وجاء في المكالمة أن رتلا أول من مقاتلي درنة المتشددين وصل الى مدينة مصراتة فعلا ،وسيلحق به رتل أخر إستعدادا للهجوم على طرابلس 

ويرى المتشددون أن السيطرة على العاصمة طرابلس يبدأ بضرب كتيبتي القعقاع والصواعق التابعتين للزنتان واللتين تضمان عسكريين محترفين ممن كانوا يعلمون في الجيش الحكومي المنحلّ ، وهو ما تتفق حوله إرادات أطراف عدة منها الجماعة المقاتلة وغرفة ثوار ليبيا ودولة قطر وجماعة الإخوان 

وتخشى مصادر مطلعة في العاصمة طرابلس من بدء تنظيم أنصار الشريعة معركة السيطرة على طرابلس بنشر الفوضى عبر العمليات الإنتخارية والإغتيالات خلال الأيام القادمة ، وهو ما تشير اليه التقارير الإعلامية الغربية التي ترى أن ليبيا باتت تحت سيطرة الإرهابيين ،وأن التعاون بين تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين قد يكون سمة المرحلة القادمة بإشارة وجهد مشتركين من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري والمخابرات القطرية التي كانت وراء تسليح الجماعات المتشددة في ليبيا وفي نقل عدد من قياداتهم الى التراب الليبي