أبرز تقرير نشرته مجلة "فورين أفيرز" أنّ الجماعات الإسلامية المتطرّفة تسعى إلى توظيف الضربة القاضية التي تلقاها الإخوان المسلمون، بعد انتخاب عبدالفتاح السيسي رئيسا جديدا لمصر، في ضمّ عناصر من الجماعة إليها بهدف الترويج لأفكارها المتشدّدة، والاعتماد على العنف لبناء “الدولة الإسلامية” المزعومة.

وتزامن التقرير مع ظهور علامات، لدى قطاع من شباب الإخوان، لتبنّي العنف سبيلا لإرباك الدولة المصرية، وهو ما يمنح المتطرّفين مزايا نسبية كفيلة بقلب قواعد اللعبة التي جرى الترويج لها سابقا، وهي أن جماعة الإخوان تتحكّم في الجماعات المتشددة.

ويؤكّد مراقبون أنّ تنظيم القاعدة بفروعه أصبح على أهبة الاستعداد لمحاولة فرض إرادته على زوايا عديدة في المشهد السياسي في مصر، وخاصة بعد أن أضحت عودة الإخوان المسلمين إلى الحياة السياسية منعدمة، مؤكدين أنّ استمرار الجماعة في مواجهة الدولة وإعلانها الحرب على الشعب المصري سيعجّل بنهايتها.

وأضافوا أنّ السقوط من على شجرة الحكم كشف عن منهج العنف والتكفير الكامن في فكر الإخوان، وكان ينتظر اللحظة السياسية للإعلان عن نفسه وفضح ادعاءات الجماعة بوصفها تنظيما سلميا.

منير أديب، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، قال إن الإخوان احتضنوا العنف بعد 30 يونيو 2013، ووفّروا له مناخا يترعرع فيه بعد أن غضّوا الطرف عن الجماعات التي تمارس العنف وتحالفوا معها، رغم سابق انتقادهم لها.

أحمد بان، القيادي السابق بجماعة الإخوان، قال لـ”العرب” إن العنف والتكفير عنصران كامنان في البنية الأساسية لنشأة جماعة الإخوان، مشيرا إلى أن التكفير والتشدد وإباحة العنف كانت تنتظر اللحظة المناسبة التي تسمح لها بالإعلان عن نفسها رسميا داخل صفوف الجماعة.

 

*عن العرب اللندنية