شهدت العاصمة المصرية القاهرة افتتاح فعاليات الملتقى الأول لزعماء القبائل الليبية، والذي ينظمه مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ السلام في إفريقيا . ويشارك في هذه الاجتماع – الأول من نوعه – كبار شيوخ وزعامات القبائل من كافة أنحاء ليبيا، وذلك في محاولة من قبل القبائل الليبية عماد المجتمع الليبي إلى لم الشمل وتجاوز الأزمة الراهنة التي تعصف بليبيا شعبا ودولة وتهدد أمنه واستقراره ، وذلك من خلال حوار ليبي خالص تستضيفه القاهرة على أساس من الثوابت الوطنية الليبية، وعلى رأسها وحدة التراب الوطني، ودعم مؤسسات الدولة الشرعية، وعلى رأسها مجلس النواب، ونبذ العنف ومرتكبيه.

وقد ثمن الحضور العلاقات الأخوية بين الشعبين المصري والليبي والتقاء المصالح والتحديات، كما أعرب الحضور عن تقديرهم لاستضافة مركز القاهرة للتدريب على تسوية المنازعات وحفظ السلام في افريقيا لهذا الاجتماع الهام، اعترافا وتقديرا بالدور المصري الملتزم والداعم للثوابت الوطنية الليبية، فضًلا عن الاستفادة من خبرات مركز القاهرة في مجالات المصالحة الوطنية ودعم العملية الانتقالية وبناء السلام.

وفي مؤتمر صحفي بختام الملتقى، بالقاهرة، قال عادل الفايدي​، رئيس لجنة الحوار المجتمعي للقبائل الليبية، إنه "خلص إلى أن الحوار هو المخرج من الأزمة شريطة عدم الحوار مع حملة السلاح، وعدم التدخل الخارجي في الشأن الداخلي الليبي، ودعم المؤسسات الشرعية الناجمة عن الإرادة الشعبية والمتمثلة في مجلس النواب".

واستطرد قائلا "البيان الختامي للملتقى الأول وضع خارطة طريق لإقامة دولة ليبية مستقرة، تضمنت 9 عناصر بينها الحوار الوطني الشامل مع استثناء من يحمل السلاح، وتأكيده على ثوايت وحدة التراب الليبي ونبذ التطرف والإرهاب وعدم التدخل في الشان الداخلي الليبي إلا بما يتوافق مع المصلحة الليبية، بجانب الاحتكام الى الدستور والقانون ودعم المؤسسات الشرعية الليبية المتمثلة في مجلس النواب (المنعقد في طبرق)والحكومة، ودعم تاسيس جيش ليبي موحد وأجهزة شرطية تحقق الامن للمواطن".

ولفت إلى أنه من المقرر أن يعقد اجتماع جديد في الملقتى الثاني للقبائل الليبية (لم يذكر مكان انعقاده) بعد شهر لـ"متابعة ما تم تنفيذه من نتائج الملتقى الأول للقبائل".

ونفى الفايدي "ما يشاع عن تدخل مصر في الشأن الليبي"، في إشارة إلى تقارير إعلامية تحدثت عن مشاركة مصر بطائرات مقاتلة في عملية عسكرية ضد كتائب إسلامية بمدينة بنغازي، شرقي ليبيا.

وقال الفايدي في مؤتمر صحفي بختام ملتقى القبائل العربية، بالقاهرة: "مصر تتدخل بالقدر المتاح ولا يمكن لمصر أن تزج بنفسها بطريقة تتعارض مع القانون الدولي"، نافيا توجيه مصر "أي ضربة عسكرية جوية ضد المسلحيين في بنغازي وطرابلس".

كما نفى "تدخل" مصر في اجتماعات زعماء القبائل الذي عقد عقد في القاهرة على مدار اليومين الماضيين بدعوة من مركز القاهرة الإقليمي لتسوية النزاعات في أفريقيا (تابع لوزارة الخارجية).

تجدر الإشارة إلى أن مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ السلام في إفريقيا هو مركز تدريبي تابع لوزارة الخارجية، قد أنشئ عام 1994، وتم اختياره من الاتحاد الافريقي كأحد مراكز التميز للتدريب على مهارات حفظ وبناء السلام، حيث يقدم المركز دوراته التدريبية على المستوي الوطني والأفريقي باللغات العربية والانجليزية والفرنسية، وذلك فى مجالات حفظ السلام، وتسوية النزاعات وإدارة الازمات، وأساليب وفن التفاوض، وغيرها من المجالات التدريبية المرتبطة بالنزاعات وعمليات حفظ وبناء السلام.