لم تكن التحركات المصرية الخارجية، من أجل استعادة صورة مصر الدولية فقط، أو تحقيق مصالح قصيرة المدى، وإنما خرج الأمر من هذا الإطار وتمدد، حتى أصبح الهدف هو بناء تحالفات جديدة، وهو الأمر الذي ظهر جليّاً من خلال التوجه المصري نحو دول البحر المتوسط، والذي بدأ عبر بوابة قبرص واليونان، حسب موقع 24 الإماراتي.

وبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الأربعاء) زيارة خارجية رسمية لكل من قبرص وإسبانيا، يستهلها بزيارة قبرص، ويعقد خلالها جلسة مباحثات مع نظيره القبرصي، فضلاً عن قمة ثلاثية تجمع مصر وقبرص واليونان، لإعطاء قوة دفع جديدة للتعاون القائم بين الدول الثلاث، فيما سيتوجه اليوم التالي للعاصمة الإسبانية مدريد.

وفي هذا السياق، أكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير رخا أحمد حسن، أن "التحرك المصري نحو دول البحر المتوسط، يرتكز على تلك العلاقات التاريخية التي تجمع مصر بهذه الدول، لاسيما قبرص واليونان، حيث إن هناك عدداً من القضايا الثنائية المشتركة، والتنسيق والتعاون بينهم في هذا الإطار يصب في صالح مستقبل هذه الدول"، مؤكداً أن "التوجه المصري نحو دول البحر المتوسط، يصب في صالح الأمن والاستقرار في جنوب المتوسط والمنطقة".

وأضاف حسن، أن "القمة الثلاثية بين الرئيس المصري ونظيريه القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، والتي من المقرر عقدها اليوم (الأربعاء) خلال الزيارة الرئاسية لقبرص، تأتي في إطار تقييم ما تم إنجازه، فيما تم الاتفاق عليه خلال القمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة، فضلاً عن بحث عدد من القضايا السياسية كملف الأزمتين الليبية والسورية، والملف الأمني ومحاربة الإرهاب، فيما يحل ملف التجارة والاقتصاد ضيفاً رئيسياً خلال زيارات الرئيس سواء لقبرص أو أسبانيا".

ويعتبر التوجه المصري نحو دول البحر المتوسط، جزءاً من تحركات موسعة داخل القارة الأوروبية، حيث يستعد السيسي لجولة أوروبية، تشمل عدداً من الدول الأوروبية، من المقرر أن تتم خلالها تلبية دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور طارق فهمي، أن "التوجه المصري نحو دول البحر المتوسط، ليس بالجديد"، مشيراً إلى أن "توجه مصر نحو دول البحر المتوسط، يهدف إلى بناء تحالفات ترتكز على قبرص واليونان كأساس، وهو ما يؤكده درجة الاهتمام وتبادل الزيارات والقمم الثلاثية بينهم".

وأضاف فهمي لـ 24، أن "ما تقوم به مصر من تحركات في هذا الصدد، يعد بداية جيدة في إطار استراتيجية مصر للحفاظ على المصالح السياسية والاقتصادية، مؤكداً أن هذا التوجه الذي يرتكز على قبرص واليونان، يُعد بمثابة رسالة موجهة لكل من تركيا وإسرائيل".

وأكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، في وقت سابق، أن السيسي يولي أهمية خاصة لعلاقات مصر مع شركائها الأوروبيين في شمال المتوسط، وذلك في إطار حرصها على إثراء البعد المتوسطي في سياستها الخارجية، وهو البعد الذي أكد منذ خطاب تنصيبه في يونيو (حزيران) 2014 على كونه دائرة أساسية من دوائر حركة السياسة الخارجية المصرية.