حاولت الاستخبارات الروسية اختراق أجهزة الكمبيوتر في مكتب السناتور كلير مكاسكيل Sen. Claire McCaskill التي تمثل الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية ميسوري، وذلك عندما بدأت حملة إعادة انتخابها لعام 2018 بشكل جدي. وتأتي هذه الحادثة لتجعل الحزب الديمقراطي في ولاية ميزوري أول هدف تم استهدافه من قبل القراصنة الروس في انتخابات الكونغرس لعام 2018، حسبما كشف تقرير موقع Daily Beast.
وأرسل القراصنة إلى مستخدمي أجهزة مكتب ماكاسكيل رسائل بريد إلكتروني تحتوي على إشعارات مزيفة تزعم انتهاء صلاحية كلمة المرور الخاصة بحسابات مستخدمي برنامج الدليل النشط للخدمات الفيدرالية ADFS -الذي طورته شركة مايكروسوفت- وتطالب بضرورة تغييرها. وبعد ذلك يتم توجيه الأهداف التي نقرت على هذه الروابط إلى نسخة مزيفة من صفحة تسجيل الدخول إلى خدمات الدليل النشط في مجلس الشيوخ الأمريكي، التي بدورها سترسل أي كلمات مرور سيتم إدخالها من قبل موظفي مكتب ماكاسكيل إلى القراصنة الذين يقفون خلف الصفحة المزورة.
وكان مكتب ماكاسكيل واحداً من ثلاثة مكاتب مرشحة تم استهدافهم. وقد أرسل القراصنة رابطًا مختلفًا كل هدف أدى إلى ظهور صفحة الويب المزيفة التي تطالبهم بتغيير كلمة المرور مع عرض عنوان البريد الإلكتروني الفردي للمستخدمين عند وصولهم، مما يجعل الموقع أكثر إقناعًا.
وتعتبر ماكاسكيل التي انتقدت التدخل الروسي بشدة على مر السنين، من بين أكثر الديمقراطيين عرضة للهجمات الإلكترونية خلال إعادة الانتخابات هذا العام، حيث يأمل الجمهوريون في الاحتفاظ بأغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ. وهي تمثل ولاية ميزوري التي فاز فيها دونالد ترامب على هيلاري كلينتون بفارق نحو 20 نقطة في انتخابات عام 2016.
وفي أغسطس عام 2017 – في وقت قريب من محاولة الاختراق – سافر ترامب إلى ولاية ميزوري وهاجم ماكاسكيل وطلب من الجماهير أن يصوتوا ضدها خلال الانتخابات التالية لتفقد منصبها، ومع ذلك خلال الأسبوع الماضي كتب ترامب في تغريدة عبر موقع تويتر أنه يخشى من تدخل الروس في انتخابات التجديد النصفي لعام 2018 نيابة عن الديمقراطيين، لأنهم بالتأكيد لا يريدون ترامب رئيسًا”.
يأتي الكشف عن محاولة اختراق أجهزة موظفي مكتب مكاسكيل بعد أسابيع فقط من توجيه المستشار الخاص روبرت مويلر الاتهام إلى 12 من ضباط المخابرات الروسية بتنسيق الهجمات الإلكترونية التي استهدفت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ولجنة حملة الكونغرس الديمقراطي وحملة كلينتون الانتخابية في عام 2016، بالإضافة إلى الكثير من اختراقات أخري تراوحت بين هجمات التصيد الاحتيالي للوصول إلى عملاء ديمقراطيين، وعمليات غسيل الأموال، ومحاولات قرصنة مجالس الولايات للانتخابات.
وأصدرت السناتور ماكاسكيل بيانًا أكدت فيه أن هذا الهجوم الإلكتروني الذي يبدو أنه وقع في أغسطس 2017 لم يكن ناجحًا، قائلة “إن روسيا تواصل سعيها في الحرب السيبرانية ضد ديمقراطيتنا، وسأستمر في الكلام في الصحافة وفي كل مكان من أجل تحميلهم المسؤولية كاملة”.
يعتمد تقرير موقع Daily Beast في اتهامه القراصنة الروس على أوجه التشابه بين التكتيكات المستخدمة بنجاح ضد جون بوديستا رئيس حملة هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، حيث اتهمت أجهزة الاستخبارات الأمريكية روسيا بارتكاب الاختراق ضد بوديستا وآخرين في محاولة للتأثير في الانتخابات لصالح الرئيس دونالد ترامب.
واستشهد التقرير بتصريحات أدلى بها توم بيرت Tom Burt نائب رئيس شركة مايكروسوفت لأمن العملاء والثقة في منتدى أسبن الأمني Aspen Security Forum الذي أقيم خلال الأسبوع الماضي حيث قال: “إن الشركة تمكنت من الوصول إلى نطاق مايكروسوفت مزيف وأوقفته، مما أدى إلى توقيف حملة قرصنة روسية استهدفت حسابات الموظفين في ثلاث حملات للكونغرس قبل انتخابات التجديد النصفي هذا العام. وهذا هو النطاق adfs.senate.qov.info الذي استخدم في رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية التي استهدفت موظفي مكتب ماكاسكيل وموظفي مجلس الشيوخ الآخرين. ولم يتم بعد الكشف عن هوية المرشحين الآخرين.
في وقت سابق من هذا العام خصص الكونغرس مبلغ 380 مليون دولار كجزء من حزمة إنفاق كبيرة على الولايات من أجل تأمين انتخابات الكونغرس، و يدرس مجلس الشيوخ حالياً ما إذا كان سيسمح بمبلغ إضافي قدره 250 مليون دولار في شكل منح مماثلة.
تعتبر ماكاسكيل واحدة من 10 أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ سيتم إعادة انتخابهم هذا العام في الولايات التي فاز فيها ترامب في عام 2016. أما منافسها الجمهوري المحتمل هو جوش هاولي الذي يشغل حاليا منصب المدعي العام للولاية، وقد أنفقت المجموعات الخارجية ولجان الحملات أكثر من 15.5 مليون دولار ضد ماكاسكيل حتى الآن.