تكررت خطط ومساعي ترميمها، لكن سكان حي القصبة العتيق، بالجزائر العاصمة، يستيقظون مع كل صباح والحسرة تسكن قلوبهم. فمنازلهم التي بنيت قبل عقود مهددة بالانهيار فوق رؤوسهم في أية لحظة.
القصبة ليست مجرد بنايات عادية، إنما هي معمار يعود تاريخه إلى عهد قديم، حيث إنها أول ميناء بونيقية، ثم الفينيقيين وأخيرا الرومان.
تأسست في القرن العاشر من قبل الأمازيغ تحت سلالة الزيريون، وتم إثراؤها من طرف الأندلسيين. ثم استعمرت من قبل الفرنسيين في العام 1830، وهي مثال على العمارة الإسلامية والتوسع الحضري للمدينة العربية-الأمازيغية، وهي أيضا رمز للثقافة الجزائرية، وموضوع للإلهام الفني ومقر للخبرة الحرفية الموروثة.
وشكلت القصبة أحد معاقل المقاتلين في ثورة التحرير ضد المستعمر الفرنسي، حيث نسف المنزل، الذي كان يأوي علي لابوانت وحسيبة بن بوعلي في حي القصبة العريق، وهما من أهم رموز الثورة الجزائرية، وذلك بتاريخ 8 أكتوبر 1957.
في السابق، كانت القصبة المشيدة على هضبة تطل على البحر الأبيض المتوسط، تشتهر بكنوز عديدة، مثل المساجد والزوايا وعلمائها وقصورها الأصيلة وعيونها، التي تفيض بالماء العذب لتروي زوارها، قبل أن تجف مع مرور الزمن، بحسب "اندبندنت".
تكررت خطط ومساعي ترميم هذا الموقع التراثي العالمي، وفق تصنيف اليونسيكو العام 1992، لكن غياب الإرادة والجدية حال دون ذلك، ليصبح حي القصبة اليوم مجرد فضاء مكتظ ومعرض للإهمال والتهميش، ينتظر من ينقذه قبل فوات الآوان.