أكد المستشار بالمجلس الأعلى لمشائخ وأعيان ليبيا مفتاح القيلوشي في حوار مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن جماعة الإخوان تختطف بعض المدن في المنطقة الغربية كمصراتة وطرابلس والزاوية وتشكل مليشيات وقوة مسلحة للسيطرة على مفاصل الدولة في العاصمة طرابلس.
إلى نص الحوار:
إلى أي مدى يمكن القول أن الخطر التركي في ليبيا بدأ يتلاشى؟
الخطر التركي في ليبيا ازداد بقوة خلال السنوات الماضية عندما تعرض تنظيم الإخوان للهزيمة في مصر بعد ثورة 30 يوليو 2013 وتحطمت المؤامرة على الجيش والأمن المصري والقوة الوطنية المصرية فأصبح يعمل جاهدا على أن تكون ليبيا هي بيت مال تنظيم الإخوان والجميع يعلم أن من يحكم تركيا خلال السنوات الأخيرة هو حزب العدالة والتنمية وهو حزب إخواني يعتبر رأس الحربة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي تدعمه قطر بقوة والتي تتبنى دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحاكم الحالي لتركيا.
كيف تابعت محاولات أنقرة التقرب من مصر وإصرارها على البقاء في ليبيا؟
بالطبع فإن مصر بسياستها الحكيمة ضغطت على أردوغان باتفاقها مع اليونان وقبرص وحاولت تقليم أظافر أردوغان فأصبح يحاول التقرب والتودد لمصر لأنه شعر أنه بين طرفي كماشة وبالتأكيد فإن مصر قامت بدور كبير في دعم ليبيا لمواجهة الحملة التركية الإخوانية العثمانية.
هل مازال المرتزقة التابعين لتركيا يشكلون خطرا على ليبيا؟
القواعد التركية ماتزال موجودة في الغرب الليبي فقواعد الوطية ومعيتيقة ومصراتة لاتزال بهم قوات تركية ومرتزقة وهذا الأمر علني ولا يخفى على أحد حيث قام وزير الدفاع التركي خلوصي آكار قبل أشهر بزيارة قواته في ليبيا والاجتماع معهم ولازال يحاول الاستمرار في هذا النهج.
في نقاط محددة ما الذي تريده تركيا من ليبيا سواء سياسيا أو اقتصاديا؟
تركيا لها مطامع كبيرة في ليبيا وهذا ما تجلى في خطابات الرئيس التركي والتي قال فيها إن علاقة تركيا بليبيا تمتد لخمسمئة سنة في إشارة للأمبراطورية العثمانية وتجدد حلم إقامة الدولة العثمانية التي كانت تحتل ليبيا في القرون الماضية وللأسف فإن جماعة الإخوان تختطف بعض المدن في المنطقة الغربية كمصراتة وطرابلس والزاوية وتشكل مليشيات وقوة مسلحة للسيطرة على مفاصل الدولة في العاصمة طرابلس بدعم من حزب العدالة والتنمية التركي خاصة وأن الاقتصاد التركي يمر بأزمات خطيرة جراء هبوط الليرة التركية والديون التي تثقل كاهل الخزينة التركية وهو ما يعني أن الاقتصاد في تركيا بدأ في الانهيار لذلك فإن أنقرة تحاول تعويض هذه الخسارة بالاستيلاء على الثروات النفطية والمال الليبي بعقد صفقة مع حكومة الوفاق السابقة وأعتقد أنه تم تحويل المليارات لها ولازالت تسعى للعمل مع حكومة الوحدة الوطنية لعقد صفقات تظهر أنها تهدف للبناء والتعمير وفي الحقيقة فإنها تهدف للسيطرة على ليبيا
إلى أي مدى يمكن القول أن تركيا بدأت في تغيير سياستها في ليبيا؟
التاريخ علمنا أن الإخوان المسلمين لا عهد ولا ميثاق لهم فهم يبدلون جلودهم سريعا ويكذبون في سبيل تحقيق مصالحهم ونحن نرفض قطعيا كل هذه السياسات ونرحب بالتعامل بندية والاستثمارات مع مختلف الدول لكن عندما نسمع أن تركيا دولة شقيقة لابد أن نعترض فهي ليست من الدول العربية كما أنها ليست جارة لليبيا ولا تربطنا بها أي جغرافيا برية أو بحرية فهم يحاولون دغدغة العواطف باسم الاستثمارات ولابد من التذكير بأن الاستثمارات الليبية التركية كانت موجودة قبل أحداث 2011لكن تركيا كانت ملتزمة بحدود عملها الاقتصادي وليس كما يحدث الآن من تطاول وتواجد للقوات والأسلحة والمرتزقة وهذا ما يرفضه الشعب الليبي باستثناء الإخوان المسلمين والعناصر المتطرفة والإرهابية والتي لا ترغب في استقرار الدولة لأنها تخشى من ملاحقتها قانونيا.
المجلس الأعلى لمشائخ وأعيان ليبيا يدعو للصلح ولم الشمل وحقن الدماء لكن الصلح الحقيقي لكن ليس الإذلال والاستعمار ونرفض تواجد أي قوات أجنبية على الأراضي الليبية كما نرفض تواجد أي إرهابي في البلاد.