أكد عضو لجنة خارطة الطريق بمجلس النواب الليبي مفتاح الكرتيحي أن الفساد استشرى في كل مفاصل الدولة الليبية وأن المظاهرات التي اندلعت الجمعة في مختلف المدن الليبية بشكل متزامن انطلقت من واقع معاناة الشعب وأعرب في مقابلة مع إفريقيا الإخبارية عن دعمه للحراك الشعبي المنظم والحقيقي والوطني للتغيير والوصول إلى الانتخابات في أجل قريب جداً بعيداً عن أي مظهر من مظاهر الغوغائية والفوضى وبعيدا أيضا عن المساس بمقدرات الدولة وقواتها المسلحة وأمنها.

إلى نص الحوار:

في أي سياق تقرأ خروج احتجاجات في مختلف المدن الليبية من حيث التوقيت والدلالاة؟

لا شك أن الوضع في ليبيا يزداد سوء يوماً بعد يوم ولا شك في أن الفساد مستشري وضرب أطنابة في كل مفاصل الدولة الليبية، ولا يختلف اثنان على أن الشعب قد وصل إلى ما تحت خط الفقر بكثير وتمثل ذلك في انعدام أبسط سبل الحياة السيولة المالية وانقطاع التيار الكهربائي بشكل شبة دائم.

كيف يمكن توصيف هذا الواقع؟

يمكننا القول إن ليبيا أصبحت أكبر مكان للفساد واللا مبالاة؟

المظاهرات جاءت بعد نفاد صبر المواطنين.. فأين كان المسؤولون من كل هذا التدهور في الأوضاع؟ 

نعم المظاهرات أتت من واقع معاناة الشعب والحقيقة أن الشعب تحمل كثيراً جداً وصبر صبر أيوب، ولكن للأسف لم يقابل هذا الصبر أي استجابة من الحكومات المتعاقبة، بل زادوا في الانقسام والذي أدى إلى انسداد الأفق السياسي.

إلى أي مدى تخشون من إقدام بعض الأطراف على ركوب الموجة واستغلال المظاهرات لصالحها؟ 

من حق الناس التعبير عما يشعرون به، غير أن هناك من يستغل هذا الحراك الشرعي لتنفيذ بعض المصالح، لكنني متأكد أن الليبيين أرقى من هذا المشهد وأكثر وعيا.

إلى أي مدى تخشى من أن تتحول المظاهرات إلى فوضى؟

الليبيون جربوا فيما مضى آثار الفوضى ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقدم الليبيون الشرفاء على أعمال تؤدي إلى الفوضى والدمار والنهب ولكن للأسف فإن بعض المندسين  استغلوا هذا الحراك الشعبي الحقيقي لينحرف عن شرعيته ومطالبه الحقيقية والواجبة.

برأيك ما جدوى الحراك الشعبي لصنع التغيير؟

 إننا مازلنا داعمين للحراك الشعبي المنظم والحقيقي والوطني للتغيير والوصول إلى الانتخابات في أجل قريب جداً بعيداً عن أي مظهر من مظاهر الغوغائية والفوضى وبعيدا أيضا عن المساس بمقدرات الدولة وقواتها المسلحة وأمنها .

ما رأيك في موقف المجتمع الدولي من الأوضاع في ليبيا؟

اعتقد جازماً أن التدخل الخارجي كان له دور فعلي فيما يجري، حيث أن ما تقوم به البعثة الأممية مؤسف وهو عبارة عن مسرحيات هزلية واضحه جداً كل هدفها إطالة أمد الأزمة والوصول بالبلد إلى الفوضى والخراب، وكل الحجج الواهية التى نسمعها الآن ليست حقيقية بالفعل، كما أن ليبيا ليست رهينة في يد أشخاص ولا حتى أجسام سياسية وأرى أن المجتمع الدولي وردود فعله لن يغني الشعب الليبي عن جوعة ومعاناته فمازال مستمرا في صنع الفوضى وتمطيط الوضع ليبقى على ماهو عليه. 

وماذا بشأن الانتخابات؟

الشعب عبر عن إرادته، مع وجود قفز على هذة الإرادة إلا أنها تبقى الأساس رغم كل ما حصل من خراب، والكل يعرف من وراءه ومن المستفيد منه وتبقى الاستجابة لكلمة الشعب واجبة، والتسريع في إجراء الانتخابات بشكل عاجل وفوري هو الحل.