أكد عضو لجنة خارطة الطريق بمجلس النواب مفتاح الكرتيحي أنه لا يمكن إجراء انتخابات في ظل وجود حكومتين بنفس الدولة إلا إذا كان هناك توجه نحو تقسيم الدولة إلى دولتين مضيفا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن إجراء الانتخابات في ظل هذه الفوضى سيؤدي إلى حدوث انقسام بالبلاد حيث أن القوى الفاعلة في الشرق لن ترضى عن نتائج انتخابات الغرب كما لن ترضى القوى الفاعلة في الغرب عن نتائج انتخابات الشرق لذلك يجب أن تكون هناك قاعدة دستورية تنظم كل هذه الأمور.

إلى نص الحوار:

المفوضية العليا قالت إن البيئة السياسية والأمنية التي تشكلت بعد توقف العملية الانتخابية لم تساعد على التعامل مع عناصر القوة القاهرة في أي سياق قرأت هذا التصريح؟

من الواضح جدا أن البيئة السياسية في ليبيا لا تساعد على إجراء الانتخابات حتى قبل إعلان المفوضية هذا الكلام، وبالنسبة لعناصر القوة القاهرة التي كان رئيس المفوضية عماد السائح أعلن عنها فإنه لم يذكر هذه العناصر بشكل محدد وأسبابها وموعد زوالها، لكن في اعتقادي فإن عناصر القوة القاهرة لم تكن داخلية بالمطلق وإنما ناتجة عن تدخل بعض الدول في الشأن الليبي، بالإضافة للكثير من التقارير التي وردت لمجلس النواب من جهاز المخابرات العامة ووزارة الداخلية بشأن عمليات تزوير في منظومة الرقم الوطني، وبالتالي فإن الطريق لم يكن ممهدا لإجراء الانتخابات.

المفوضية أعلنت عدم تحقق أي تقدم يُذكر بشأن رفع القوة القاهرة واستئناف العملية الانتخابية أين تكمن المشكلة برأيك؟

أعتقد أن المشكلة الأولى تكمن في قانون انتخب الرئيس الذي واجه العديد من الاعتراضات بشأن ترشح بعض الشخصيات كما كان هناك خلل فني في قانون انتخاب مجلس النواب حيث ورد في أحد المواد أن المترشح يجب أن لا يكون قد حكم عليه بجناية ما لم يرد إليه اعتباره، وفي الواقع تقدم العديد من المتهمين المطلوبين للنائب العام بالترشح لانتخابات مجلس النواب، ويمكن القول أن كل هذه العراقيل حالت دون إجراء الانتخابات.

هل ترى أن هناك تقدما بشأن إجراء الانتخابات في ليبيا؟

أنا لا أرى أي تقدم بشأن رفع القوة القاهرة التي ذكرها السائح بشكل مبطن دون تحديد ما هي القوة القاهرة التي أدت لفشل العملية الانتخابية العام الماضي بل زادت عليها أسباب أخرى بسبب تعقد المشهد السياسي.

متى تتوقع إجراء الانتخابات في ليبيا؟

لا أستطيع توقع موعد محدد لإجراء الانتخابات، أعتقد أن طموح الوصول للانتخابات تأجل حتى إشعار آخر

المفوضية قالت إنها لازالت تحتفظ بكامل جاهزيتها لاستئناف العملية الانتخابية حال توفر البيئة السياسية والأمنية المناسبة.. متى يمكن أن تتوفر هذه البيئة برأيك؟

نجاح المفوضية العليا يعتمد كثيرا على الأمور المادية وقد تم تزويدها بما يلزمها من أموال للقيام بالتجهيزات اللازمة لإجراء الانتخابات كذلك أيضا التجهيزات اللوجستية إلا أن العامل الأمني وعدم الاستقرار في بعض المناطق قد يحول دون تمكن المفوضية من إجراء الانتخابات. 

هل يمكن إجراء انتخابات في ظل وجود حكومتين؟ 

لا يمكن إجراء انتخابات في ظل وجود حكومتين بنفس الدولة إلا إذا كان هناك توجه نحو تقسيم الدولة إلى دولتين لكن وجود حكومتين في نفس الدولة لكل منهما قوانينها وترتيباتها جعل من غير الممكن إجراء الانتخابات فلابد من الاتفاق على وجود حكومة واحدة تشرف على الانتخابات. 

رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي دعا إلى ضرورة تحديد تواريخ واضحة لإجراء الانتخابات ما رايك؟

بالفعل يفترض تحديد تواريخ معينة لإجراء الانتخابات لكن تحديد هذه التواريخ في هذه المرحلة سيكون قفزة في الهواء مثلما حدث عندما تم تحديد 24 ديسمبر 2021 الماضي موعدا للانتخابات 

هل يمكن أن تنجح الانتخابات في الوقت الراهن؟ 

لا أعتقد أن إجراء الانتخابات يمكن أن ينجح وسط هذه الظروف فنحن نشهد تصعيدا في الصراع المسلح بمعظم المناطق الغربية بالإضافة إلى هشاشة في الوضع الأمني في الجنوب وعدم الاتفاق بين الساسة في البلاد.

ما الضامن لنجاح الانتخابات؟

لا يوجد ضامن لنجاح الانتخابات في ليبيا

إلى أي مدى تتخوف من عدم القبول بنتائج الانتخابات إذا تم إجراءها في هذه الظروف؟

في ظل هذه الظروف أستبعد أن يقبل أي طرف بنتائجها فيجب وجود قاعدة دستورية أو دستور ينظم صلاحيات كل الجهات والفصل بين السلطات ويوضح بشكل كامل صلاحيات رئيس الدولة، لذلك فإن إجراء الانتخابات في ظل عدم وجود إعلان دستوري أو قوة عسكرية موحدة يعرقل نجاح الانتخابات.

أعتقد أن إجراء الانتخابات في ظل هذه الفوضى سيؤدي إلى حدوث انقسام في البلاد حيث أن القوى الفاعلة في الشرق لن ترضى عن نتائج انتخابات الغرب كما لن ترضى القوى الفاعلة في الغرب عن نتائج انتخابات الشرق لذلك يجب أن تكون هناك قاعدة دستورية تنظم كل هذه الأمور.