كشفت مذكرات إحدى العاملات في ملجأ سان بول دو ماوسول في فرنسا عن هوية شخصية "البستاني" التي رسمها المبدع الهولندي "فينسنت فان جوخ" في إحدى لوحاته المملوكة حاليا للمتحف الوطني للفن الحديث في روما.
وتظهر لوحة فان جوخ – التي رسمها لدى إقامته في الملجأ أثناء مرضه – صورة شاب مفعم بالحيوية يتسم بالتعبير الودي، ويرتدي ملابس براقة ويقف بثقة في حديقة خضراء، والتي عرف فيما بعد أنها الحديقة الخلفية للملجأ حيث يتريض المرضى.
وكان الغموض كثيرا ما يغلف هوية الشخص الذي قام فان جوخ برسمه.. فقد عرضت لوحة "البستاني" لأول مرة في عام 1908، وقد تم وصف الشخص بالمزارع، حيث فشلت كل الجهود في التعرف عليه أو تحديد هويته.
وكشفت الملاحظات المدونة في المذكرات غير المنشورة للعاملة الفرنسية التي كثيرا ما اصطحبت المبدع الهولندي في تنزهه في الحديقة الخلفية للملجأ، والمسجلة في وثائق "متحف سان ريمث دث برفانس"، والتي كشف عنها "لويس بولت" استنادا لما أخبرته به جدته العاملة التي توفيت في عام 1954.
وكثيرا ما رافقت العاملة الفرنسية المبدع الهولندي في تنزهه خارج جدران الملجأ لرسم المشهد الريفي، ووفقا لملاحظات حفيدها فقد أخبرته جدته أن اللوحة تم تصور البستاني "جان بارال"(1861-1942)".
ويرى خبراء الفنون أنه من المحتمل أن تكون هذه الملاحظات صحيحة، فقد ولد البستاني "جان بارال" في الحادي والعشرين من يناير 1861، حيث تزوج في بلدية سان ريمي دي بروفانس جنوب فرنسا عام 1887، ووصف بالمزارع عند ولادة ابنته في عام 1890 .. لذلك، من الممكن جدا أن يكون قد عمل في حدائق الملجأ في فرنسا، حيث كان يبلغ الثامنة والعشرين من عمره عند رسم اللوحة.
وكانت اللوحة قد سرقت من معرض للمتحف الوطني للفن الحديث في روما عام 1998، إلا انه قد تم استعادتها مرة أخرى بعد بضعة أسابيع، حيث عثر عليها ملفوفة في بطانية تحت فراش في شقة قريبة من المتحف، وهي حاليا على سبيل الإعارة إلى "مؤسسة فان جوخ للفنون" في فرنسا في إطار معرض "الشمس الحارقة" والذى تستمر فعاليته حتى الثامن والعشرين من أكتوبر القادم .