أعرب الكونجرس الأمريكى عن قلقه بشأن تردى أوضاع الأمن في ليبيا مع استهداف مطار طرابلس الدولى واتساع نطاق العنف المسلح هناك. وقال أعضاء فى لجنة العلاقات الخارجية فى الكونجرس الأمريكى إن مصير مساعدات أمريكية تقررت لليبيا وتصل إلى 100 مليون دولار أمريكى بات فى خطر طالما استمرت أنشطة التنظيمات التكفيرية هناك، فضلا عما تشكله تلك التنظيمات من تهديد لأية عناصر أمريكية تعمل فى ليبيا. وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى الكونجرس الأمريكى ايد رويس إنه من المؤسف أن تتحول ليبيا إلى ساحة مران للإرهابيين واصفا الأوضاع هناك بأنها تنزلق نحو فوضى شاملة منتقدا تغافل الإدارة الأمريكية الحالية عما يدور على الأرض الليبية بدلا من أن تدعم واشنطن عملية التحول الديمقراطى التى كانت مأمولة هناك منذ هجوم العناصر المسلحة فى 11 سبتمبر 2012 على المجمع القنصلى الأمريكى فى بنغازى ومكتب "سى آى ايه" الملحق به واغتيال السفير الأمريكى هناك كريستوفر ستيفنز وأربعة من معاونيه. 

جاء ذلك فى وقت تعطل فيه تنفيذ خطط أمريكية كانت معدة سلفا لتدريب قوات الكوماندوز ومكافحة الإرهاب الليبية بعدد يتراوح بين 5000 و8000 فرد انتظارا لتحسن الأوضاع الأمنية، وهو البرنامج الذى كان مقررا أن تسدد ليبيا 600 مليون دولار أمريكى للإدارة الأمريكية مقابل تنفيذه، لكن الظروف الأمنية والاقتصادية الراهنة فى ليبيا حالت دون ذلك. وأعرب أعضاء الكونجرس الأمريكى عن تخوفهم من وصول ترسانة الأسلحة التى تركها نظام القذافى، خاصة المقذوفات الصاروخية المضادة للطائرات المحمولة كتفا إلى أيدى العناصر التكفيرية النشطة فى الميدان السورى الآن، وشدد نواب الكونجرس الأمريكى على أن الوقت الآن أكثر ما يكون احتياجا لدور أمريكى قوى لمكافحة الإرهاب فى ليبيا. وبرغم ذلك، فإن أنشطة الاستخبارات الأمريكية لا تزال نشطة فى الساحة الليبية، ففى عملية سرية جرت فى يونيو الماضى ألقت قوة كوماندوز أمريكية، خاصة القبض على أحمد أبو ختالة، زعيم شبكة التطرف، التى نفذت الاعتداء على القنصلية الأمريكية فى بنغازى عام 2012. وبحسب تقرير لـ"واشنطن بوست"، فقد حددت أجهزة الاستخبارات الأمريكية موقع أبو ختالة ومن ثم داهمته قوة الكوماندوز الأمريكية وألقت القبض على أبو ختالة واصطحبته على متن بارجة حربية أمريكية ترسو قبالة سواحل طرابلس وباستجوابه تبين أنه القيادى العملياتى الأول فى تنظيم أنصار الشريعة الليبى المتعاون مع تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى، وهو التنظيم الذى كانت قوات نظام العقيد القذافى قد وجهت إليه ضربات موجعة على مدى الأعوام الماضية استطاع بعدها وبعد سقوط القذافى التغلب عليها وإعادة تجميع منتسبيه بدءا من العام 2011. 

وبحسب المصادر الأمريكية، فإن عملية اعتقال أبو ختالة كان لمكتب التحقيقات الفيدرالى الدور الرئيس فيها بناء على تكليفات من الرئيس الأمريكى باراك أوباما بذلك صدر قبل عدة أشهر بشن عملية خارجية فى ليبيا تستهدف أبو ختالة بأقل خسائر ممكنة للجانب الأمريكى. وبحسب تقارير البنتاجون، فقد تمت العملية دونما أية خسائر بشرية أو مادية لقوة الكوماندوز الأمريكية التى نفذت العملية، كما ستتم محاكمة أبو ختالة أمام محكمة مدنية أمريكية برغم اعتقاله فى خارج سجن جوانتانامو الذى تنوى إدارة أوباما إغلاقه ولم يستقبل أى نزلاء جدد منذ تولى أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وفى أكتوبر 2013 نجحت القوات الخاصة الأمريكية فى الإغارة على مقر أبو أنس، الليبى المسئول عن تفجير سفارتى الولايات المتحدة فى تنزانيا وكينيا، عام 1998 وتم اعتقاله على متن بارجة حربية أمريكية إلى أن مثل أمام سلطات الادعاء العام الأمريكية فى نيويورك. ويقول المراقبون إن عملية اعتقال أبو أنس الليبيى وأبوختالة هى أكبر دليل على أن الميدان الليبى لم يكن يوما غائبا عن ذهن الإدارة الأمريكية حتى وإن لم يتم الإعلان عن ذلك.