استعرض النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني خلال جلسة حوارية اسثنائية بقصر الخلد بالعاصمة طرابلس ضمت نخبة من حكماء وأعيان ونشطاء المجتمع المدني في طرابلس، رؤيته عن جدوى نظام اللامركزية لإبعاد شبح التهديدات المحدقة بالعاصمة طرابلس.
وبين المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي أن العودة للعمل بنظام المحافظات السابق، الذي يستند إلى آليات جهوية قادرة على تحقيق العدالة في توزيع موارد الدولة، وسرعة الاستجابة لانتظارات الناس حيثما كانوا، سيساهم في بسط الأمن والاستقرار على كامل التراب الليبي. كما سيساهم هذا النظام في الحد من الفساد المالي والإداري، لسهولة المراقبة المباشرة لأوجه صرف المال العام، وتفكيك التكدس الحالي للثروة في يد السلطة المركزية، وتداعيات ذلك باتجاه ضخامة أوجه الفساد من جهة، والعدوان المستمر على العاصمة من طرف الطامعين.
كما سيساهم نظام المحافظات في تخفيف الأعباء على الحكومة المركزية التي ستتفرغ لدورها السيادي، وقيادة الامة.
وأكد الكوني أنه واثق في قدرة خبراء وحكماء طرابلس، بالتعاون مع المجلس الرئاسي، على تقديم الرؤي التي من شأنها المساهمة في الخروج بالبلاد من هذه الأزمة الخانقة، وبلورة الحل المنتظر "الليبي/ليبي"، القادر على كسر هذا الانسداد السياسي الذي يتكلكل على صدر الشعب .
وأشار الكوني إلى متابعته لمجربات الأحداث التي تعصف بالعاصمة، وإدراكه لحجم المعاناة التي تتكبدها طرابلس كمدينة نتيجة لوجود مؤسسات الدولة المركزية ضمن حدودها، الأمر الذي جعل منها محط غنيمة وعدوان من قبل الطامعين في السلطة أو في الثروة.
ورحبت النخب الطرابلسية برؤية النائب التي دعا فيها إلى للامركزية في الحكم، والعودة إلى نظام المحافظات. الأمر الذي سيساهم في تخفيف العبء على العاصمة، التي أصبحت ساحة للصراعات السياسية بسبب وجود السلطة المركزية داخل حدودها، ولتخفيف العبء على العاصمة لتكون مدنية وحاضنة لكل الليبيين.
وطالب المشاركون في الجلسة الطرابلسية المجلس الرئاسي باتخاذ خطوة تاريخية منتظرة، وإصدار قرارات حازمة بتجميد عمل كل الاجسام الحالية، وتحقيق رغبة الشعب الليبي في إجراء انتخابات نزيهة وفق قاعدة دستورية تنهي المراحل الانتقالية في أسرع وقت.
وأكد المشاركون في الجلسة على دعمهم الكامل لمشروع المصالحة الوطنية الذي أطلقه المجلس الرئاسي الذي يهدف لتحقيق الاستقرار، مطالبين بالاستفادة من تجارب الدول التي سبقت ليبيا بالخصوص، في إشارة للجزائر ورواندا او جنوب افريقيا والذين حققوا نتائج ملموسة في مثل هذا الملف الشائك.