تقرير تفرده صحيفة تايمز أوف إسرائيل العبرية عن المساعي التي تقوم بها الآن الدولة الصهيونية في سبيل التخلص من عشرات الآلاف من المهاجرين الأفارقة الذين سبق لهم أن غادروا بلادهم الأصلية بالقارة السمراء لكي يعيشوا ويعملوا في إسرائيل.

ولفتت بهذا الخصوص إلى المعاناة التي يواجهها نتيجة لذلك الأطفال والشبان المراهقين الأفارقة بعد تركهم إسرائيل وعودتهم لبلادهم الأصلية، وفي المقدمة دول مثل أوغندا وجنوب السودان، نتيجة لارتباط هؤلاء الأطفال بالدولة العبرية وبلغتها وبكل شيء فيها، حيث بات يتعين عليهم أن يواجهوا الواقع الجديد، وأن يتعرفوا على لغات بلادهم الأم، وأن يهتموا بالاطلاع على ثقافات وتقاليد بلادهم الأصلية.

وكانت أعداد متزايدة من الأفارقة قد بدأت تدفق بشكل كبير على إسرائيل خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى حدوث احتكاكات مع السكان المحليين وإلى إثارة انزعاج السلطات التي كانت ترى أن الهوية اليهودية باتت مهددة بسبب وجود الأفارقة.

ومضت الصحيفة تشير إلى حالة المعاناة التي يواجهها الأطفال العائدون لبلادهم، حيث خطر الجوع، الأمراض الاستوائية فضلاً عن وجود توترات ومشكلات سياسية.

وتابعت الصحيفة بلفتها إلى ضرورة اهتمام الآباء بمساعدة الأبناء على التكيف مع الثقافة المختلفة لبلدهم الأم وكذلك النظام التعليمي والاهتمام بمعرفة وإتقان اللغة الأم.

ونقلت الصحيفة في نفس السياق عن طالبة تدعى فيكتوريا جيمس، 16 عاماً، كانت تعيش أسرتها في تل أبيب، قولها :" أُخبِرنَا بأنهم لا يريدون لاجئين في إسرائيل، من منطلق أن هناك أعداداً متزايدةً من هؤلاء اللاجئين الذين قدموا إلى هناك. وهو ما كان له مرود سيئ بالنسبة لي، حيث سأذهب للعيش في بلد لا أعرف عنه شيء".

كما لفتت جيمس إلى أنها ستفتقد أصدقائها ومدرسيها وأنها ستفتقد كذلك مراكز التسوق الكبرى الموجودة في تل أبيب، التي لا يوجد منها عدد كبير في بلدها أوغندا.

وقال مسؤول إسرائيلي بهذا الخصوص إن إسرائيل بدأت بالفعل في إرسال العشرات من المهاجرين الأفارقة إلى أوغندا في إطار حملات ترحيل طوعية، موضحاً أن إسرائيل تدفع 3500 دولار لكل مهاجر يوافق على المغادرة إلى أوغندا.