اشتقت لعائلتي وخاصة ابناء اخوتي ...اريد العودة الى طرابلس لقضاء رمضان بين اهلي ...امي اشتاقت الي كثيرا وهي تعد الساعات الى ان تراني ...اريد ان اعود الى "الحوش"

هذا ماكان يردده الشاب احمد محمد ميلود بن سعيد الشاب الليبي  " المحتجز" حاليا بمصحة تونسية بسوسة احدى المدن الساحلية لأكثر من سنة في كل اجابة عن سؤال من اسئلتنا

وعموما المقابلة مع هذا الشاب الذي نجا من الموت باعجوبة لم تكن سهلة عليه لانه يتلفظ الكلمات بصعوبة شديدة ورغم ذلك تغلبت لديه ارادة ايصال صوته عبر "البوابة" الى الرأي العام من مسؤولين ومنظمات وشخصيات نافذة لمساعدته على العودة الى طرابلس ...طرابلس الاهل ...طرابلس "الحوش"

س: ماذا كنت تفعل في ليبيا ومن اي منطقة جئت؟

ج: درست بالمعهد الزراعي اختصاص حفر الآبار وبعد الثورة قمت بالواجب العسكري الى ان تعرضت للحادث  وكنت أعيش في طرابلس مع8 اخوة بين ذكور واناث   .

س: اية اقدار رمت بك في هذه المصحة كل هذا الوقت؟

ج: يوم عيد الاضحى كنت عائدا الى منزلي في سيارة رفقة بعض الاشخاص بعد زيارة "حوش" جدي في منطقة غريان  فاعترضنا مجموعة من اللصوص خرجوا من العزيزية واطلقوا علينا الرصاص وفي الاثناء تعرضت سيارتنا الى ارتطام من الخلف فانقلبت بنا فتوفي الذي يجلس الى جانبي وانا دخلت في غيبوبة واصبت بعديد الكسور في كل تفاصيل جسدي تقريبا

س: واين تم نقلك حينها للعلاج ؟

ج: اخذوني الى مستشفى اسبيعة واقمت فيه اشهر طويلة وانا في غيبوبة وفاقد للوعي تماما فاعادني والدي الى المنزل وهناك ايضا قضيت بعض الاشهر تعتني بي امي ثم قرروا نقلي لمستشفى سهلول في تونس بجهة الساحل لكنه رفض قبولي لان حالتي حسب رأيهم ميؤوس منها فنقلني والدي الى هذه المصحة حيث قبلت القيام بمحاولة معي وفعلا تلقيت الرعاية الجيدة وقضيت 8 اشهر تقريبا في الانعاش وتمكنت بفضل الله ورعاية كل المباشرين لعلاجي من التحسن والشفاء تدريجيا لاني لما دخلت المصحة كان جسدي تقريبا متعفن واشكو من كسور كثيرة .

س: بعد ان نجوت من الموت المحقق ماذا تقول لكل من ساهموا في انقاذ حياتك؟

اقول لهم شكرا رغم ان هذه الكلمة لا تكفي وانا فعلا محظوظ لان الله ابتلاني وامتحنني وفي نفس الوقت جازاني خيرا بوجودي في هذه المصحة تحت رعاية كل الساهرين على العلاج رغم ان اهلي قرروا اخراجي من المصحة لما عجزوا عن دفع تكاليف العلاج الا ان المصحة واصلت العناية بي والآنسة فاطمة بن سلامة المتصرفة بالمصحة  تبذل مجهودات كبيرة ومتواصلة في الاتصال بالسفارة الليبية في تونس حتى تتصل هذه الاخيرة بوزارة الصحة هناك لمساعدتي على نفقات العلاج وفي الحقيقة لما نطلق اللصوص في  إلقاء الرصاص انقلبت السيارة بنا وكنت اردد الشهادة حينها لذلك اكرمني ربي وارسلني الى هذه المصحة حيث تعتني بي كريمة ممرضة مساعدة عناية الاخت لاخيها  .

س: علمنا ان فاعل خير اتصل بك بعد تناول مشكلتك في البوابة فهل من تفاصيل؟

زارني الدكتور أحمد الفيتوري هو طبيب ليبي يعيش في تونس واخبرني ان مواطن ليبي اتصل به من سويسرا وعبر عن رغبته في مساعدتي على الخروج من المصحة والعودة الى اهلي

س: هل تريد العودة الي ليبيا في هذا الظرف الحساس الذي يفر فيه بعض اليبيين الى تونس خوفا من المواجهات؟

نعم اريد العودة لاني اريد قضاء شهر رمضان بين اهلي ومع والدتي لقد اشتقت اليهم كثيرا ولم اعد قادرا على تحمل الفراق اكثر

س: ولكن الدكتور المباشر لحالتك الصحية يقول انك في حاجة الى عملية جراحية على ساقك حتى تتمكن من المشي بصورة طبيعية ؟

ج: لا يهم اعود الى اهلي لأقضي معهم رمضان ثم ان اراد الله لي العودة الى تونس مرة في مرة قادمة  فسوف اعود بعد العيد

س: كيف تقضي وقتك الطويل يوميا داخل المصحة خاصة في ظل غياب الزيارات من الاهل؟

هناك بعض الليبيين الذين يعرفونني ويعرفون وضعي وما اعانيه فيزورونني من حين لآخر ولكن اكثر الوقت اؤدي فريضة الصلاة  واشاهد شاشة التلفاز وخاصة البرامج الدينية

س: اية رسالة تريد توجيهها عبر البوابة الى الراي العام  ؟

ج: ارغب في مساعدتي على الخروج من المصحة لأقضي شهر رمضان مع عائلتي وكل من يفعل ذلك اجره عند الله عظيم.