يراقب الليبيون بكثير من التوجس الإستعدادات لعقد المؤتمر الدولي حول أزمة بلادهم في برلين أواخر أكتوبر الجاري ، خصوصا في حالة تشريك النظام القطري و حليفه التركي في أشغاله

ورفض مسؤولون ليبيون مشاركة تظامي تميم وأردوغان في المؤتمر الذي دعت إليه ألمانيا، خصوصا وأن قطر وتركيا باتتا تمثلان غطاء سياسيا وديبلوماسيا للإرهابيين والمرتزقة وداعمتين للميلشيات الخارجة عن القانون بالمال  والسلاح والإعلام

كما إستبعد الجيش الليبي مشاركته قيادته العامة في المؤتمر . وفق اللواء أحمد المسمارى موافقة القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية الذي قال  أن وقت الحوار قد انتهى لأن المليشيات المسلحة أفسدت العديد من الاتفاقات والتفاهمات التى جرت فى القاهرة وأبوظبي وباريس وباليرمو  بين القائد العام تالمشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج

وأشار  المسمارى إلى أن الجيش الليبى يؤمن بأن معركة ليبيا أمنية وليست سياسية أو اقتصادية، مؤكدا أن العالم - خاصة ألمانيا - يعى جيدا أن الحل فى ليبيا عسكرى وأمنى بسبب انتشار مقاتلين وإرهابيين  فى طرابلس، لافتا إلى تواجد آلاف المرتزقة والمقاتلين الأجانب والإرهابيين الداعمين للميلشيات الخارجة عن القانون

أما  عضو المجلس الرئاسي، فتحي المجبري، فلفت الى أن قطر وتركيا متهمتان بدعم الإرهاب والتطرف بشكل مباشر في ليبيا ما يجعلهما طرفين غير محايدين في أي حوار حول الملف الليبي

وأضاف إن الدعوة الألمانية تختلف عن الدعوات السابقة كونها ستجمع الأطراف المعنية بالأزمة الليبية وأعضاء المجتمع الدولي، داعيا الى مناقشة وضع حد لتدخلات قطر وتركيا.

وأوضح المجبري في تصريحات له أن معالجة الأثر السلبي للتدخلات في ليبيا ستكون بمثابة الخطوة الأولى على الطريق الصحيحة خاصة أن اتفاق الصخيرات السابق بحث توافق الأطراف الليبية وترك قضية الاختلافات الدولية تجاه الأزمة الليبية ،مشيرا الى أن الآمال الليبية تعقد على أن يوصل مؤتمر برلين الى منع التدخلات السلبية في الأزمة الليبية.

وتابع المجبري أنه من غير المنطقي تشريك قطر وتركيا في الحوار حول أزمة بلد بعد أن عملتا على تدميره وإنتهاك سيادته ونشر الإرهاب في أركانه والتآمر على مؤسساته.

وتحدثت مصادر ليبية مطلعة  عن محاولة قطرية تركية لتجيير مؤتمر برلين لفائدة جماعة الإخوان وحلفائها تحت غطاء المجلس الرئاسي ، وأن أمير قطر طرح الموضوع خلال جولته الأوروبية وخاصة مع الحكومتين الفرنسية والبريطانية الى جانب تنسيق تقوم به الدوحة  في هذا الإتجاه مع الحكومة الألمانية.

وأوضح  عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي  في تصريحات صحفية أن  “الغرض من المؤتمر الدولي المزمع، هو استجلاب المتأسلمين إلى طاولة الحوار مرة أخرى وإدخالهم في العملية السياسية، ونحن قد جربناهم وعرفناهم وخبرناهم، ونعلم أنهم لا يأتون لكي يجلسوا ويقولون نحن مع الحوار إلا حينما يفشلون، ونحن نعلم عقيدتهم ونعلم أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولا يستسيغونها، ونعلم أنهم يقتلون الجيش والشرطة كما يقول دعاتهم والكلفون بالإفتاء لهم »

وأردف التكبالي أن قطر وتركيا تريدان السيطرة على القرار الليبي من خلال الميلشيات والجماعات الإرهابية ، وستعملان على تأكيد دورها في مؤتمر برلين ، مشددا على أن “الذي يذهب إلى هذا الحوار يخالف قرارات مجلس النواب التي قالت إن هؤلاء المتأسلمين إرهابيون، فالمتابع للموقف من البداية يرى أنهم بدأوا المؤامرة بتفتيت مجلس النواب، إما عن طريق الرشوة، وإما عن طريق التخويف والترهيب، وإما عن طريق تعيين هذا أو ذاك، وقد فضحنا من أخذوا الأموال، ومن ثم تفتيت مجلس النواب بافتتاح تكية  لهم في طرابلس”.

وأبرز التكبالي أن الدور التخريبي القطري التركي مرفوض من الليبيين ومن كل من يحب الخير لليبيا ، لذلك فإن نتائجه لن تأتي بجديد وسيكون مثله مثل المؤتمرات السابقة التي كان الهدف من ورائها إيجاد موقع قدم للإخوان وحلفائهم من الإرهابيين في مستقبل البلاد.

ويجمع أغلب الليبيين على أن الدور التخريبي لنظام الدوحة في بلادهم يحتاج الى محاكمة وعقاب لا الى تشريك في إيجاد الحل ، مشيرين الى أن قطر لا يمكن أن تكون سوى عنصر دمار حتى وإن تظاهرت بدعم الحوار