تعمل المؤسسة العسكرية الليبية بمعية حكومة عبدالله الثني الشرعية على اجتثاث الإرهاب ومكافحة التنظيمات الجهادية المتطرفة عبر تنفيذ عمليات هجومية في كامل المدن والمناطق التي تقع تحت سيطرة “أنصار الشريعة” أو الكتائب الموالية لـ”داعش”، لكن وحدات الجيش تحتاج إلى دعم من قبل القوى الإقليمية والدولية حتى تتمكن من تطويق ظاهرة الإرهاب وتحجيم الميليشيات الإسلامية التي ترغب في إقامة دولة الخلافة، وهو ما أكده وزير الخارجية الليبي في تصريحات صحفية.

ونفى محمد الدايري وزير الخارجية الليبي بشكل قاطع وجود قوات مصرية أو طيارين مصريين يحاربون إلى جانب قوات الجيش الليبي داخل الأراضي الليبية، كما نفى ما تردد عن قيام طائرات مصرية بقصف مناطق في بنغازي، مؤكدًا أن الجيش الليبي هو الذي يضرب بقدراته الجوية معاقل المجموعات الإرهابية في المدينة.

وقال “هناك في الواقع تعتيم سياسي على ماهيّة الدور المصري بل على كل الدور المصري”، مشيرًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قال بوضوح إنه يجب على المجتمع الدولي مساعدة ليبيا في محاربة الإرهاب وهو يقوم بذلك ولكن هناك تعتيم على هذا الموضوع.

وأوضح أنّ الدعم المصري يتجلى في دعم قدرات الجيش الليبي ولا يتمثل في مشاركة قوات مصرية في عمليات على الأراضي الليبية حتى عن طريق طيارين مصريين، مؤكدًا أن الموضوع يتمثل فقط في دعم قدرات الجيش الليبي.

وفي سياق آخر شدّد وزير الخارجية الليبي في حديث لوكالة “أنباء الشرق الأوسط” أمس الاثنين، على أن تنظيم “داعش” بات موجودا في ليبيا، معبّرا عن خشيته من تعاظم وجوده في المستقبل حيث قال “وجود داعش في ليبيا يجعل لزاما على المجتمع الدولي وليس فقط مصر دعم قدرات الجيش الوطني بالأسلحة والذخيرة والطائرات لمحاربة هذه العناصر الإرهابية”.

وأوضح أنه على الرغم من الاختراقات العسكرية الناجحة التي حققها الجيش الليبي في الفترة الماضية خاصة في بنغازي إلاّ أنها نجاحات محدودة وتتطلب دعما لإمكانات الجيش في حربه ضدّ الإرهاب والتطرف.

وكثيرا ما يؤكد مسؤولون ليبيون في حكومة عبدالله الثني على ضرورة دعم قدرات الجيش الليبي حتّى يتمكن من القضاء على التنظيمات الجهادية المتشددة والميليشيات الإسلامية المدعومة من الإخوان، وشاركت بعض الدول في دعم القدرات العسكرية لوحدات الجيش مثل بريطانيا التي تكفّلت بتدريب بعثة من الجنود الليبيين.

يشار إلى أنه بعد سقوط نظام العقيد القذافي تحولت ليبيا إلى قبلة لجماعات متشددة، ينتمي أغلبها لتنظيم القاعدة أو للإخوان المسلمين، ووجدت هذا الجماعات دعما من دول مثل قطر وتركيا ما مكنها من تكوين ميليشيات واقتطاع أجزاء من الأراضي الليبية وإقامة كيانات صغيرة خاصة بها مثلما يجري في طرابلس على يد ميليشيا “فجر ليبيا”، أو في بنغازي على يدي ميليشيا “أنصار الشريعة” التي بايعت خلافة “داعش”.

وعما إذا كان هدف هذه المنظمات الإرهابية إقامة دولة خلافة أم تقسيم ليبيا، قال وزير الخارجية الليبي: “إن المجموعتين الرئيسيتين وهما أنصار الشريعة أو المجموعات الداعشية هدفهما إقليمي وهو إقامة ما يسمى بالخلافة الإسلامية”، مشيرا في هذا الصدد إلى أن “أبوبكر البغدادي” أعلن منتصف الشهر الماضي عن هذا المنهج وأن دولته سوف تمتد إلى ليبيا وتونس والجزائر.

وأفاد الدايري أن التحديات الأمنية مرتبطة أساسا بالظاهرة الإرهابية التي انتشرت بتغول الجماعات المتشددة في مدينتي درنة وبنغازي، مشدّدا على ضرورة عدم التركيز على مناطق معينة وإغفال أخرى باعتبار أن معاقل الإرهاب تتركز أيضا في غرب ليبيا.

وتابع قوله “أنصار الشريعة وللأسف ليسوا موجودين فقط في طرابلس وفي بنغازي ودرنة ولكنهم موجودون أيضًا في بعض المناطق الواقعة غرب ليبيا”.

وفي سياق متصل أكد عضو مجلس النواب أبوبكر بعيرة، أنَّ الجيش بصدد القيام بعمليات عسكرية مسلحة في درنه، حتى يمكن التصدي لكل المجموعات المسلحة، خاصة بعد أن تحوّل الطريق إلى درنه إلى منطقة غير آمنة، يتم فيها القتل والخطف وانتهاك حقوق الإنسان.

ودعا بعيرة في تصريحات صحفية، المجتمع الدولي إلى ضرورة التدخل في ليبيا، من خلال فرض عقوبات على الأشخاص المتطرفين الذين يقودون العمل الإرهابي في درنة، حسب قوله.

وأشار بعيرة إلى أنَّ مجلس النواب شكَّل 22 لجنة متخصصة بدأت العمل والبحث في الملفات المهمة والمعروضة على مجلس النواب، والتي منها قانون العزل السياسي الذي تعكف اللجنة التشريعية والدستورية على دراسته، وفور الانتهاء من دراسته سيُحال إلى المجلس لاتخاذ القرار المناسب بشأنه، وفقًا لمقترحات اللجنة المختصة.

كما نوّه بعيرة إلى أنَّ مجلس النواب، يؤكد أهمية الحوار الوطني بين أبناء الشعب الليبي الآن، لافتا إلى أن أعضاء المجلس يشعرون بأن الحل العسكري لابد منه ضد المجموعات المسلحة الإرهابية حتى يعود الأمن والأمان والاستقرار إلى ليبيا.

*نقلا عن العرب اللندنية