نفذ الإطار التربوي للمدرسة الإبتدائية بحي الرياض بباردو، بالعاصمة التونسية وعلى بعد أمتار من قلب العاصمة وخطوات عن البرلمان التونسي المجمّد، اليوم الإثنين 08 نوفمبر 2021، وقفة احتجاجية حضورية وذلك على خلفية ما تمثله بعض أقسام المدرسة من خطورة كبيرة على التلاميذ وخوفا من تهاوي جدرانها وأسقفها على المربي وتلاميذه أثناء الدرس.
في حالة من الخوف والرعب تذخل المربية والأطفال القسم تحت السيول المتسربة من ثنايا السقف والجدار خاصة وأن الطابق العلوي للقسم يضمّ قاعة غير مكتملة البناء توقفت أشغالها منذ اكثر من 8 أشهر لمخالفتها المواصفات بعد أشغال ممطّة منذ 2019عام. فهل تنتظر السلطات التونسية كارثة جديدة بأحد المدارس حتى تتحرك لحلحلة هذه الأزمة خاصة وقد شهدت بعض المدارس حوادث مماثلة آخرها انهيار سقف في مدرسة بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية كادت تتسبب بخسائر بشرية، حيث تسبّب في خدوش وجروح على مستوى اليد والوجه لبعض التلاميذ.
أفاد مدير المدرسة الإبتدائية بالكرم الشرقية من ولاية تونس صلاح المختاري، في تصريح إعلامي أن تفاصيل الحادث تمثلت في انهيار جزء من سقف إحدى قاعات التدريس وإصابة أربع تلاميذ بجروح طفيفة وأكّد أن وحدات الحماية المدنية تولت تقديم الإسعافات الأولية لثلاثة تلاميذ فيما تم نقل تلميذة أخرى إلى مستشفى حلق الوادي حيث كانت تشكو من اصابة على مستوى اليد نتيجة لسقوطها أثناء محاولتها الفرار والخروج من القسم. وقال إن المدرسة تأسست منذ سنة 1967 وإنّ آخر عملية صيانة تمت منذ أكثر من 6 سنوات قبل التحاقه بها.
أما المندوبية الجهوية للتعليم بتونس فقد علقت على الموضوع في مداخلة إعلامية أن "الحضور الذهني للمربية أنقذ التلاميذ، حيث قامت بإخراجهم من القسم قبل سقوط السقف"مفيدة أن السقف إذا سقط على التلاميذ لا يسبب خدوش فقط"، مضيفة القول انه"من ألطاف الله أقدمت المعلمة على إخراج التلاميذ". معللة "تقاعس السلطات عن صيانة المدرسة القديمة جداا" بـعدم تلقيها أي تشكيات من البنية التحتية للمدرسة.
مشهد محزن للمدارس التونسية يتكرر كثيرا في ولايات مختلفة من البلاد ففي حادثة أخرى سقط سقف قسم بالكامل في مدرسة ابتدائية بولاية القيروان بالوسط التونسي وسط حالة من الهلع والذعر في صفوف التلاميذ والمعلمين، نفس المشهد تكرر في ولاية سيدي بوزيد بالوسط التونسي أيضا وفي ولاية جندوبة بالشمال الغربي التونسي وفي العديد من الولايات التونسية.
فالمدرسة التونسية ترزخ تحت الإهمال من جوانب عدة وتفتقر قاعات التدريس فيها لأبسط وسائل الراحة حيث تعاني الأقسام من الإكتظاظ على طاولات لا تستجيب البتة لأدنى الشروط فيمكن أن يجد التلميذ التونسي نفسه جالسا على طاولة لا تتسع له أو أكبر منه بكثير وربما يجد نفسه جالسا في فجوة صغيرة بين قضبان حديدية باردة.
تعاني المدارس التونسية كذلك من الأوساخ المتراكمة داخلها وخارجها من تراكم لفضلات البناء وبقايا التشجير والأتربة وحتى علب الجعة الفارغة إذا يتخذ البعض من المدارس خلال العطل وفي جنح الظلام مكانا لجلساتهم الخمرية !!! ويطول الشرح والحديث عن معاناة المدرسة التونسية و الإطار التربوي والتلاميذ فلن نتحدث عن ضعف الموارد ونقص الوسائل البيداغوجية التي يتكفل المربي بتوفير بعضها من مرتبه الخاص حتى الطباشير في المدارس التونسية مفقود !!! فأي مستقبل للتلميذ التونسي داخل هذه الجدران الرثة الآهلة للسقوط؟