ﺇﻥ ﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺭﻫﻥ ﺒﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺫﻯ تعيش ﻓﻴﻪ ، ﻭﺘﺘﻭﻗـﻑ ﺩﺭﺠـﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﻤﺎ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﻭﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴـﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ، ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻤﻨﺤﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻥ ﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺭﺃ ﺓ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻭﺭ . ﻭﻟﺫﺍ فإنه ﻻ ﻴﻤﻜـﻥ منافسة ﺍﻟﻤﺸﺎﺭكة ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ بمعزل ﻋﻥ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻻجتماﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻰ ﻴﻤـﺭ ﺒﻬـﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ من ﺍﻟﻤﻜﺎﺴﺏ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﺭﺍﺌﻌﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺤﻘﻘﺕ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﺍﻟليبية ﻤﺅﺨﺭﺍ، فإنه ﻻ ﻴـﺯﺍل ﻫﻨﺎﻙ عديد ﺍﻟﻤﻌﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻰ ﺘﺤﻭل ﺩﻭﻥ تفعيل ﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻠﻨﺴ ﺎﺀ ﻓﻰ الدولة الليبية ﺒﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺘﻔﻌﻴل ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺭﺍﺓ ترفا ﺃﻭ بحثا ﻋﻥ حـﻘـﻭﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﻐﺭﺒﻰ ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻠﺤﺔ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ نتعامل ﻤﻌﻬﺎ ﻤﺨﺘﻠـﻑ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺎﺕ ﻤـﻥ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﻭﺍﻋﻼﻡ ﻭﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻰ . ﻓﻼ تزال ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎ ﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺭﺃﺓ ﺘﺤﺒـﻭ وأمامها ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻟﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻓﻰ ﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ، ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭكة ﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺴـﺘﻜﻔل ﻟﺒﺎﻗﻰ ﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻗﻬﻥ ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﻬﺎ ﻭﻴﺒﺤﺙ ﻋﻨﻬا وعرف الباحثون المشاركة السياسية على انها " مشاركة ﺃﻋﺩﺍﺩ كبيرة من ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ ..

ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ". ﻭﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺼﻭﻤﺎﺌﻴل ﻫﺎﺘﻨﺠﺘﻭﻥ ﻭﺠﻭﻥ ﻨﻠﺴﻭﻥ "ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻤ ﻭﺍﻁﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﻭﻥ ﺒﻘﺼﺩ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻲ ، ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜـﺎﻥ ﻫـﺫﺍ

ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻓﺭﺩﻴﺎ ﺃﻡ ﺠﻤﺎﻋﻴﺎ ، ﻤﻨﻅﻤﺎ ﺃﻡ ﻋﻔﻭﻴﺎ ، ﻤﺘﻭﺍﺼﻼ ﺃﻭ ﻤﺘﻘﻁﻌﺎ ، ﺴﻠﻤﻴﺎ ﺃﻡ ﻋﻨﻴﻔـﺎ ، ﺸـﺭﻋﻴﺎ ﺃﻡ ﻏﻴﺭ ﺸﺭﻋﻲ ، ﻓﻌﺎﻻ ﺃﻡ ﻏﻴﺭ ﻓﻌﺎل

ومن هذا المنطلق ومن اجل مشاركة المرأة السياسية فقد قرر الاتحاد النسائي طرابلس اجراء عملية اقتراع لانتخاب رئيسة للاتحاد ونائباً لها، وذلك بحضور مراقبين من مؤسسات المجتمع المدني بالمدينة.

اجرت صحيفة فبراير حوارا مع عضوة الاتحاد النسائي و الناشطة في مؤسسات المجتمع المدني السيدة كريمة القلالي

سيدة كريمة القلالي هل لك ان تحدثينا عن نشاط مؤسستكم بعد الثورة؟

المرأة الليبية بصفة عامة كان لها دور كبير ابان ثورة السابع عشر من فبراير الكل خرج والكل حاول ان يكون له دور واضح وفعال على اعتبار ان المرأة كانت في عهد النظام المنهار مهمشة والاكثر كانت هي خائفة لان كان يقتصر دورها على بعض الاشياء ان تكون حرسا للنظام المنهار بعد الثورة الكل انطلق لتقديم الخدمات للدولة كان لي دور بعد الثورة لا يختلف عن ادوار النساء اللواتي قدمن الغالي والنفيس خرجنا لمداواة جرحى الثورة ومساعدتهم في المستشفيات لتقديم الطعام لهم وخرجنا لتنظيف الشوارع والطروقات

ماهي الانشطة التي قامت بها مؤسستكم مع المؤسسات الدولية ؟

كانت لنا عدة نشاطات مع الامم المتحدة والاتحاد الاروبي حيث عملنا على اقامة ندوات وورش عمل تثقيفية من ضمنها نظمت هيئة الامم المتحدة ورشة عمل مع وزارة الثقافة ومؤسسات المجتمع المدني حول الانتخابات وتعزيز مشاركة المرأة في النظام الديمقراطي حيث قمنا بتأسيس تنسيقية لضم المؤسسات العاملة على مجال المراقبة الانتخابية ومن ثم عملنا على برنامج انشاء مجلس اعلى يعتني بالمراة ويكون اداء تشريعية لصياغة القوانين المتعلقة بالمرأة وقبلت مبادرتنا بكل ترحيب من رئاسة الوزراء واخذت مسارها الاداري لكن للاسف سرعان ما علمت بعض المؤسسات والتيارات الاخرى قاموا بمحاربة هذا المشروع وافشاله

ماهي رؤية المجلس الاعلى لحقوق المراة؟

رؤية المجلس هو العمل على المرأة الليبية ووصولها الى اعلى مراتب التطور وتكون المرأة الليبية قادرة على صنع القرار وتمثيل المرأة الليبية في المحافل الدولية

هل النساء الليبيات مازلن عرضة للاضطهاد والتمييز، سواء بسبب التقاليد أو الدين أو القانون؟

للأسف نعم بسب الاعراف والتقاليد وليس بسبب الذين لان الدين الإسلامي كرم المرأة وأعطاها حقها ولكن الفهم او التفسير الخاطيء والتطرف والغلو في الدين يجعل البعض يتكلم بإسم الدين لفرض الاعراف والعادات والتقاليد.

كونك ناشطة في قضايا المرأة كيف تصفين واقع المرأة الليبية بعد الثورة؟

واقع الحال لا يسر بصفة عامة فما بالك ان المراة ضعيفة نحن كلنا وأمل ان البلاد ستأخد وضعها الطبيعي مثل اي بلد آخر وننتهي من مشكلة السلاح ويتحقق الأمان والاستقرار وطبيعي ان المرأة ستأخذ دورها ومسارها كاملا

وكما أن المرأة الليبية تعاني من عنف سياسي من قبل التيارات تدعي الاسلام وتتستر بالدين لمحاربة وتهميش المرأة من الوصول إلى دوائر صنع القرار في الوقت الذي منح الله للمرأة حقها الكاملاً وكرمها احسن تكريم وستقوم بإنتزاع حقها بالقوة

هل لك ان تحدثينا عن الاتحاد النسائي طرابلس؟

في الوقت الدي اسست فيه مؤسسات المجتمع المدني خرجنا بفكرة انشاء الاتحاد النسائي ليبيا فيورحبت المؤسسات بهذه الفكرة وعملنا على تأسيس الاتحاد حيث تم على الاشهار من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية انا ذاك ووضعنا رئيسة تسييرية للاتحاد ولكن هذه السيدة قدمت استقالتها من الاتحاد وقامت بتكليف نائبتها على انه كان هناك فترة قانونية لانتخابات الاتحاد ولكن هذه السيدة لم تبالي بالمدة القانونية الممنوحة للجنة التسييرية وقمنا بتقديم مذكرة لمركز منظمات المجتمع المدني مطالبين بتجميد عمل الاتحاد والدعوة الإجراء انتخابات للاتحاد ويوم الاثنين القادم سيعقد اجتماع الجمعية العمومية التي سنقر فيها موعد الانتخابات التي ترى في نفسها الكفاءة بأنها تقود الاتحاد او تكون عضوة في الهيكلية الادارية عليها ان تقدم سيرتها الداتية للجنة المكلفة بإنتخابات الاتحاد

هل لك ان تحدثينا عن أعمال والأنشطة التي قام بها الاتحاد؟

إلى الآن لم يقدم الاتحاد النسائي أي نشاط سوى قيامه بندوة أو اثنتين وهذا التعطيل كان من رئيسة الاتحاد المكلفة وهذا السبب الذي جعلنا نقوم بالدعوة إلى انتخابات الاتحاد

ما هو الثقل الذي يمتاز به هذا الاتحاد؟

اذا كان الاتحاد سيضم مجموعة من نساء طرابلس سيكون له ثقل في صنع القرار السياسي وسيكون له دور في الشأن الاجتماعي ويخدم المرأة الأمية حيث سيتم توفير فرص لها في التعليم كما سيكون له دور في مساعدة الاسر الفقيرة وتوفير الدورات التأهيلية لاعضاء الاتحاد حتى تكون المرأة في أعلى المراتب

كيف سيتم تمكين المرأة في بناء المسار الديمقراطي الحديث؟

تمكين المرأة في بناء المسار الديمقراطي الحديث سيأخد وقتا وذلك لان الشعب لم يمارس الديمقراطية طوال حكم النظام السابق والديمقراطية شئ جديد سيأخد وقتا طويلا حتى نتعود على الديمقراطية وستواجهنا نكسات وعراقيل حتى نصل الى دوائر صنع القرار

*نقلا عن صحيفة فبراير الليبية