المتجول في شوارع العاصمة الجزائرية صباحا يتبادر إلى ذهنه أن 17 أبريل 2014 لا يعدوا أن يكون يوم عطلة مدفوعة الأجر بالنسبة للجزائريين. حيث عرفت الانتخابات الرئاسية الخامسة من نوعها في عهد التعددية إقبالا متفاوتا بين ولاية وأخرى وتميزت الولايات الساحلية بأقبال ضعيف في الفترة الصباحية لترتفع النسبة قليلا في فترة ما بعد الظهر.
وبلغت نسبة المشاركة في هذه الرئاسيات في حدود الساعة العاشرة صبحا الـ9 بالمائة.
تميز الوضع العام بالهدوء عدا بعض التجاوزات المعزولة التي سجلت في مناطق متفرقة لتبدأ مخاوف الجزائريين بالتبدد باعتبار أن يوم الخميس لم يكن يوما استثنائيا على الأقل في نصفه الأول.
خرج اليوم الجزائريون عبر 48 ولاية لتأدية واجبهم الانتخابي في خامس انتخابات تعددية يعرفها الوطن، وعرفت نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع تفاوتا من ولاية إلى أخرى حيث تميزت الولايات الشمالية على غرار العاصمة وبومرداس بإقبال ضعيف خاصة في الفترة الصباحية، وقد لوحظ غياب كبير لفئة الشباب والنساء، خلال ذات الفترة فإذا كان معروفا عن الشباب عزوفه عن الانتخاب فإن المرأة حرصت في الكثير من المواعيد وخاصة المدن الكبرى على تسجيل حضورها، وهي التي تمثل حوالي نصف عدد الهية الناخبة في الجزائر حيث تبلغ هذه الأخيرة حوالي 22 مليون ناخب منهم 10 ملايين نساء، ولعل التفسير الأقرب والمنطقي لغياب المرأة صباحا عن مكاتب الاقتراع هو أن المرأة لا تنتخب ، إلا بعد الظهر، بعد أن تنتهي من واجباتها المنزلية في حين أنه في المدن الداخلية والقرى والأرياف والمناطق النائية فعادة ما توكل من ينتخب نيابة عنها نظرا للعادات والتقاليد الاجتماعية هناك والتي تحرّم على المرأة الخروج من البيت يوم عطلة.
نساء يخترن بوتفليقة عرفانا بجميله
"بوابة إفريقيا الإخبارية" سئلت بعض النساء في شوارع العاصمة وكانت مواقفهن مؤيدة لبقاء الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة. فبعضهن أكدن أنهن مثلهم من الرجل سيؤدون واجبهم الانتخابي واختلفت أراء هاته النسوة على من سينتخبون حيث عبر عدد منهن أنهن سينتخبن لصالح الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة المعروف في الجزائر بأنصافه للمرأة من خلال قانون الأسرة الذي صدر خلال حكمه والذي أعاد للمرأة حقها نوعا ما .كذلك مشروع القانون الأخير الذي يحضر على مستوى الحكومة والذي يقر بأنشاء صندوق لإعانة المرأة المطلقة ماديا زد على ذلك حرص الرئيس المنتهية ولايته على إشراك المرأة في السياسة من خلال تمثيل وصل إلى 30 بالمائة في المجالس المنتخبة. كل هذه الإنجازات جعلت عدد من النساء الجزائريات يفضلن المرشح بوتفليقة على غيره من المرشحين بعض النظر عن وضعيته الصحية فقط من أجل الحفاظ على هذه المكاسب رغم أن هناك امرأة مترشحة تمثلهن وهي الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون. ورغم أن برامج المرشحين باقي المرشحين الخمسة للرئاسيات حملت كثير من الوعود الموجه خصيصا للنساء.
المقاطعة ليس حكرا على الرجال فقط... بعض الجزائريات قررن المقاطعة
بالمقابل هناك من النساء الجزائريات من فضلن المقاطعة حيث تتساءل (جميلة) وهي طالبة جامعية "ما فائدة التصويت مادام الانتخابات في الجزائر معروفة النتائج مسبقا". نفس الرؤية تبنتها (سعاد) وهي ماكثة في البيت قائلة "ماذا سيتغير أن صوتنا نحن النساء الأمور محسومة في الجزائر، والمرأة لا تعدوا أن تكون مجرد ديكور لإضفاء مزيد من الديمقراطية أمام الرأي العام" من جهتها قالت رئيسة حزب العدالة والبيان نعيمة صالحي في تصريح لبوابة إفريقيا الإخبارية أن الإقبال على التصويت في الجزائر لا بأس به والعنصر النسوي حاضر أيضا لكن بالمقابل أعابت صالحي في ذات التصريح انحياز وسائل إعلام محلية لصالح مرشح ضد الأخر محملة النظام ووسائل الإعلام الخاصة مسؤولية تخوف المواطنين من الإقبال على صناديق الاقتراع بسبب ما أسمته بحرب إشاعات التي طالت المرشح الحر على بن فليس.
حضور أمني كثيف والأوضاع مستقرة بالعاصمة
من جهة أخرى تميزت شوارع العاصمة الجزائرية وعدد من الولايات المجاورة لها بحضور أمني كثيف خاصة على مستوى مراكز ومكاتب الاقتراع دون وجود استنفار كبير حيث لم يبدوا على رجال الشرطة أي قلق. حركة المرور في الشوارع والطرقات هي الاخرى بدت عادية هذا الصباح تماما كما هي في أيام العطل والأعياد. المحلات مفتوحة باستثناء بعض المحلات ذات النشاط المتخصص كمواد البناء والنجارة والخردوات. لكن الشيء الوحيد الذي شكل الاستثناء في يوميات العاصمة وضواحيها هو خلو شوارعها وطرقها ونواصي أرصفتها من باعة الخضر والفواكه المتجولون. في حين لا تزال محطات البنزين تشهد ازدحاما وطوابير من السيارات وإن بدرجات أقل حدة مما كانت عليه في الأيام الأخيرة.
منطقة القبائل... توتر غير مقلق
هذا وعرفت منطقة القبائل وبالتحديد ولاية البويرة وبجاية بعض التوتر حيث أصيب 19 عنصر من الدرك الوطني و13 شخص في مواجهات عنيفة لا تزال مستمرة بين قوات مكافحة الشغب والعشرات من الشباب ببلدية سحاريج أقصى شرق البويرة، على خلفية تخريب مكتب تصويت
كما توقفت قبل قليل، عمليات التصويت ببلدية أحنيف عقب تخريب المركز الوحيد المتواجد بها، إلى جانب توقف التصويت في كبرى القرى من حيث الكثافة السكانية التابعة لبلدية امشدالة، حيث أقدم العشرات من الشباب على حرق وتخريب صناديق الاقتراع في كل من مكاتب قرية "بومجبار" وبو اكلان" و"أسيف اصاد" بذات الولاية كما تم تسجيل عملية حرق لحوالي 19 صندوق اقتراع، وذلك ببلدية آيت أرزين بدائرة ايغيل علي بولاية بجاية التابعة لمنطقة القبائل من طرف مجهولين.