حذر المبعوث الأممي غسان سلامة من إن ثمة عناصر من المرتزقة الأجانب يحاولون السيطرة على موانئ النفطية على غرار ما حدث مؤخرًا في منطقة الهلال النفطي، مما أفقد الإنتاج الخام 850 ألف برميل يوميًّا من النفط، وذلك قبل أن تعيد قوات الجيش السيطرة عليها.
وأشار سلامة، خلال إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في ليبيا، إلى أن التقدم السياسي يرتبط بغياب العمل العسكري، منوهاً بأن “الأيام الماضية شهدت تطورات عنيفة؛ مما انحرف بالاهتمام عن المكاسب السياسية”.
وعبر سلامة عن قلقه من أن الوضع الراهن في ليبيا غير قابل للاستمرار، وأن البلد في حالة تدهور، وأن الأزمة في الهلال النفطي أتاحت لمحة عما تخبؤه الأيام ما لم يتم إحراز تقدم ملموس الآن. وحذر سلامة من أنه يجب معالجة الإحباطات المتعلقة بتوزيع الثروات ونهب الموارد وإلا فإن الاتفاقات المتعلقة باستئناف إنتاج النفط لن تصمد طويلا.
ورغم أنه لم يكشف هوية الأطراف الداعمة للمرتزقة ، إلا أن تصريحات سلامة جاءت بعد أن تأكد دور المتمردين التشاديين المدعومين من قطر في الهجوم الإرهابي على منطقة الهلال النفطي ، وعلى إيواء الدوحة لزعيمهم تيمان أرديمي ، حيث قالت مصادر عسكرية ليبية أن المئات من عناصر المعارضة التشادية المسلحة المدعومة من قطر ، والناشطة داخل التراب الليبي ، شاركت في الهجوم الذي قاده مؤخرا إبراهيم الجضران على مينائي راس لانوف والسدرة ، الى جانب مسلحي ما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي وتنظيم القاعدة وفلول ما يسمى مجلس شورى المجاهدين في بنغازي واجدابيا ودرنة
وبيّن الناطق باسم القيادة العامة للجيش العقيد أحمد المسماري إن قوات المعارضة التشادية المسلحة المدعومة من قطر شاركت في الهجوم على منطقة الهلال النفطي في أكثر من مناسبة ، كما أكد آمر عمليات سلاح الجو التابع لقيادة الجيش العميد الطيار محمد منفور وجود تحالف بين الجماعات الإرهابية ومنها سرايا الدفاع عن بنغازي ومتمردي تشاد لإستهداف الأمن الوطني لليبيا.
وأضاف أن قوات المعارضة التشادية أعطت وعوداً بدعم وميلشيات الاسلام السياسي ما دعا القوات المسلحة إلى صد الجماعات الغازية المتحالفة مع قطر وفقاً لقواعد الإشتباك
وفي 17 يونيو الماضي ، اعلن الجيش الوطني الليبي انه يمتلك معطيات عن استقبال الدوحة إبراهيم الجضران قائد الجماعات الإرهابية التي نفذت هجوماً على منطقة الهلال النفطي نقلا عن قناة ليبيا الان .
واضاف انه كانت هناك لقاءات مع مسؤولين قطريين وعدوا بتمكين الجضران من كل أنواع الدعم لتنفيذ مهمته ، مضيفت أنّ الهجوم على الهلال النفطي كان مدعوماً من قبل مرتزقة تشاديين يخضعون لإمرة المتمرد تيمان أرديمي المقيم في الدوحة، والذي كان له لقاء مع الجضران لتنسيق التعاون بينهما
كما إعترفت المعارضة التشادية بوجود عناصر لها بليبيا تقاتل ضمن مليشيا سرايا بنغازي الإرهابية المدعومة قطريا ، مبينة أن قادة من مسلحيها وقعوا أسرى لدى قوات الجيش.
وفي ابريل 2017 بث التلفزيون الحكومي التشادي لقاءات مع بعض أفراد المجموعة المسلحة التي يقودها محمد حامد ويوسف كلوتو والتي اعلنت عودتها إلى "شرعية الدولة التشادية".
وخلال الاعترافات أكد حامد وكلوتو أنهما عادا رفقة عدد من مسلحي المعارضة إلى شرعية الحكومة في تشاد، بعد مشاركتهم في هجوم مسلحي " سرايا الدفاع عن بنغازي المدعوم من قطر على منطقة الهلال النفطي في مارس 2017" ،وتابع أنه ورفاقه المسلحين بالمعارضة وافقوا على القتال ضد تنظيم داعش ليكتشفوا أنهم يقاتلون كمرتزقة ضد طرف ليبي آخر في قضية غير واضحة لهم ، في إشارة الى تورطهم في القتال ضد الجيش الوطني الليبي الذي تناصبه الدوحة العداء ، إلا أن تلك الإدعاءات لم تقنع المراقبين ممن يرون أن متمردي تشاد يعملون وفقة أجندة قطرية يتم إملاؤها على زعيمهم المقيم في ضيافة الديوان الأميري بالدوحة تيمان أرديمي لينقلها بدوره الى أنصاره من المسلحين المتحصنين بالأراضي الليبية
وقد أقرت المعارضة التشادية بوجود عناصر لها بليبيا تقاتل ضمن مليشيا سرايا بنغازي الإرهابية المدعومة قطريا ، مبينة أن قادة من مسلحيها وقعوا أسرى لدى قوات الجيش ، ودعا سليمان أوبسكي أحد قادة المعارضة التشادية المسلحة قيادة الجيش الليبي الى إطلاق سراح عدد من قادة المعارضة الذين وقعوا أسرى لدى الكتيبة 1166 التابعة للجيش.
وفي أكتوبر 2017 ، حذر مدير جهاز الأمن التشادي أحمد كوقري من خطورة وجود مجموعات سودانية وتشادية متمردة وصفها بالمرتزقة، تتمركز في الجنوب الليبي وتقاتل إلى جانب أطراف ليبية حسب الطلب
وقال المسؤول التشادي إن هذه المجموعات تقاتل كمرتزقة ،و أن الخرطوم وأنجامينا يوليان المسألة أهمية كبيرة لأن هؤلاء “المرتزقة” يمكن أن يعودوا تحت أي ظرف لزعزعة الأمن في تشاد أو في السودان،
وفي الرابع من يونيو الماضي ، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية ، أن مقاتلات سلاح الجو الليبي قد استهدفت تجمع آليات مسلحة تابعة للمعارضة التشادية جنوب البلاد.
وقال الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية العميد أحمد المسماري في بيان صحفي: "دمرت المقاتلات الحربية التابعة لسلاح الجو الليبي تجمع آليات مسلحة تابعة للمعارضة التشادية بجوار العمارات الصينية في منطقة أم الأرانب جنوب البلاد".
وقال آمر غرفة عمليات سلاح الجو الليبي التابع اللواء محمد منفور: "قامت طائرات الاستطلاع الحربية برصد وتحديد موقع لمسلحي المعارضة التشادية وآلياتها في جنوب غرب ليبيا شمال منطقة أم الأرانب"، مضيفا أنه "بعد التأكد من الموقع أقلعت طائرات سلاح الجو المقاتلة واستهدفته".
وذكر المنفور أن "مساحة الحدود الجزائرية لغاية وسط الحدود الليبية التشادية تبلغ 1300 كيلومترا، وهي الممر الرئيسي للمقاتلين الذين تسللوا إلى ليبيا من دول الجوار، مثل مالي وتشاد ووسط أفريقيا، بالإضافة إلى الأجانب"، مشيرا إلى أن "تلك المنطقة تستغل من قبل مسلحي المعارضة التشادية في أنشطة ممنوعة ومحرمة دوليا"
وكانت المعارضة التشادية قالت في 2010 أنها تشترط حضور قطر كضامن سلام في الإتفاق مع الحكومة المركزية ،وأكد محمد شريف جاكو المفتش العام للمعارضة التشادية آنذاك ” أن المعارضة التشادية طلبت ضمانات دولية وإقليمية من أجل تحقيق سلام في الدولة التشادية، ومن بين تلك الضمانات حضور دولة قطر كضامن لعملية السلام »
وفي 22 مارس 2013 أعلن ما يسمى بإتحاد قوى المقاومة المسلحة التى أوقفت القتال بعد اتفاقات السلام الموقعة بين تشاد والسودان فى 2009، استئناف التمرد المسلح ضد الرئيس ادريس ديبى ،وقال تيمان ارديمى، أحد أهم شخصيات التمرد من مقر إقامته فى الدوحة: "قررنا استئناف النضال، النضال المسلح بالتأكيد".وفق تعبيره
وفي 25 أغسطس 2017 قال وزير خارجية تشاد، إبراهيم حسين طه، أن قطر “تستغل الحدود الليبية لتقوم بأعمال تهدف لزعزعة الاستقرار في تشاد”، مشيرًا إلى “أن هناك جماعات معادية لتشاد تدعمها قطر، ويديرها مجموعة من الشخصيات المعروفة، الموجودة فى ليبيا بدعم من الحكومة القطرية”. وأكد وزير خارجية تشاد، “أن قوات بلاده مستعدة ومجهَّزة للتعامل مع الجماعات الإرهابية”،
وفي 27 يونيو 2018 عبرت الحكومة التشادية عن قلقها للوضع الأمني في ليبيا حيث ينتشر "مرتزقة" تشاديون، وقالت في بيان "إن تصاعد الحرب بين الاخوة الأعداء الليبيين عبر مرتزقة، تثير قلق تشاد إلى أقصى حد باعتبارها بلدا مجاورا".
وأضاف أن ليبيا "تشكل عنصر تهديد محتمل لمجمل بلدان المنطقة" وتلفت حكومة تشاد "انتباه المجتمع الدولي إزاء اللجوء المتكرر للمرتزقة في هذه الأزمة الليبية وتنامي الاتجار في المخدرات والبشر".