طفت إلى عالم السياسة بالجزائر بعد إقرار التعددية الحزبية عشرات الأحزاب ورغم ذلك لا تكاد تسمع حس لبعضها إلا بعيد استحقاقات انتخابية رغم أنها واصلت تواجدها طيلة عقدين ونص من الزمن. هو حال "التجمع الجزائري" الذي أسسه الدكتور "على زغدود" الذي شارك في مجمل الانتخابات البرلمانية والمحلية البلدية لكن قد لا تجد كثيرين يحتفظون بكنيته رغم أن ملامح مؤسسه باتت مميزة عند البعض. ورغم بلوغه 75 عاما إلا أن الرجل السياسي والقانوني يطمح إلى تجسيد أفكاره وأفكار حزب من خلال أبواب الرئاسة على الرغم من عجزه في تحقيقها على المستوى المحلي. وها هو اليوم يسحب تزكيته للرئيس الجزائري في العهدات الثلاث الماضية ويترشح ضده لأول مرة.

 

"على زغدود"  رجال القانون و إصداراته

 

الدكتور "علي زغدود" من مواليد سنة 1938 ولدت في محافظة "تبسة" الحدودية مع تونس شرقا ونشأت وترعرع في محافظة "عنابة" الشرقية والقريبة من مسقط رأسه وذلك في حي شعبي حتى نال شهادة الباكالوريا لينتقل للدراسة بالعاصمة في الحقوق والتي واصل الدراسات العليا فيها وتحصل على الدكتوراه في القانون وأصبح أستاذا في الجامعة، و قبلها أشتغل سنوات في مهنة المحاماة. عين مستشارا قانونيا للرئيس الراحل "هواري بومدين" ثم "الشاذلي بن جديد". و أصدر الدكتور "علي زغدود" عدة مؤلفات في مجال القانون والسياسة كا آخرها كتاب ''الأحزاب السياسية في الدول العربية'' والذي حاول فيه بشكل تعريفي وتقديمي، قراءة واقع الأحزاب السياسية في الدول العربية من خلال سياقات نشأتها ومشروعيتها ودورها على السواء، وقدم ما يشبه القراءة المسحية لخارطة الأحزاب في هذه الدول من حيث العدد و الانتماء على الطريقة التوثيقية الشاملة. وقد شغل أيضا عضوية المجلس الانتقالي الذي حكم البلاد في أعقاب اغتيال الرئيس الجزائري "محمد بوضياف" سنة 1993 قبل تسليم المشعل للرئيس المنتخب الجنرال "لمين زروال" سنة 1997·

 

حزب منذ 25 سنة لا يكاد يسمع

 

أسس "على زغدود" حزب التجمع الجزائري وهو حزب سياسي جزائري سنة 1990 باسم التجمع العربي الإسلامي متبنيا أبعاد الهوية الجزائرية العروبة والإسلام في إطار مشروع سياسي لترقية الجزائر، وتغيرت تسميته إلى التجمع الجزائري تماشيا مع دستور 1996 الذي منع انتساب أي حزب سياسي إلى الدين وإطلاق صفة الإسلام عليه، كحال حركة المجتمع الإسلامي "حماس" التي أسسها الراحل "محفوظ نحناح" وتحولت في ذات العام بموجب ذات الدستور إلى حركة مجتمع السلم "حمس" والتي تنشط حتى الآن أيضاً.

و شارك التجمع الجزائري باستمرار في الحياة السياسية الجزائرية محاولا إبداء مواقفه من قضايا الأمة دون انقطاع، وقد ساند الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" لثلاث عهدات رئاسية كاملة رفقة العديد من الأحزاب الأخرى قبل أن يترشح ضده هذه المرة. ولكن ورغم جملة المواقف التي حاول الحزب تسويقها كالمساهمة في إعطاء دفع للديمقراطية وحرية الترشح والاختيار الحر للناخبين بما يكرس التعددية الديمقراطية بمقتضى الدستور وقوانين الجمهورية وغيرها من الشعارات لم تمنح الحزب المكانة الأبرز بين تشكيلات أخرى حصد مؤيدين لها عبر كامل تراب الجزائر فيما أرجع إلى تشبث الرجل الأول في الحزب باتخاذ القرارت الانفرادية رغم أن "على زغدود" يجتمع بأعضاء حزبه وهم من يزكون عمله على غرار ترشيحه هذه المرة للرئاسيات من قبل أعضاء لجنته المركزية في مؤتمرهم الخامس مؤخراً.

 

"زغدود" : الرئيس لم يعترف بما قدمناه

 

في وقت كانت الجزائر تنتظر من كل تشكيلاتها الحزبية وحركاتها الجمعوية وكل الفاعلين السياسيين بالبلاد أن يعطوها ما تستحقه للنهوض أكثر، خرج رئيس التجمع الجزائري "على زغدود" ليقول في إحدى مقابلاته الصحفية قبل بداية العام الحالي بأيام إن الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" لم يعترف بما قده حزبه له من إمكانيات مادية وما قم به أيضا من تنشيط ندوات وتصريحات صحفية لمساندة مسعاه ومسعى ترشحه منذ 15 عاما، ولهذا قال "زغدود" "سحبنا تأييدنا، وأردنا تقديم مرشح من الحزب". و كان رئيس التجمع الجزائري يصبوا إلى تعيينات في مناصب مهمة بالدولة نظير ما قدمه وحتى عائدات مالية على حد قوله المباشر الصريح.

وقبيل خوض غمار المعترك الانتخابي المقبل بحملته الانتخابية المارطونية سؤال سيطرحه الجزائريون أكيد خاصة مع ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص الرجل المرشح و ما يلي ذلك من تعليقات ساخرة حول ما يقوله الرجل في عبارات أقرب منها إلى التهريج أحيانا: كيف سيتعاطى المنتخبون مع ما يقوله الرجل في التجمعات الشعبية التي سينظمها قبل الانتخاب عليه أصلا !