كما كان منتظر من عديد قيادات الأحزاب المعارضة في الجزائر. فقد سارع بعض رؤساء الأحزاب الإسلامية في تصريحات لوسائل إعلام، للتأكيد على مواقفهم المعهودة من أن نتائج الانتخابات الرئاسية كانت محسومة مسبقا لصالح مرشح السلطة. فرئيس حركة حمس عبد الرزاق مقري قال في تصريح عبر صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الإجتماعي " فيسبووك " بأنه مهما كانت النتائج فإن خيار المقاطعة أثبت وجوده. مشيرا إلى نسبة التوصيت التي لم تكن مثل باقي الإستحقاقات السابقة. بينما صرح عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية هو الآخر لوكالة قدس بريس، بأن النظام ضخم النتائج وزور لفائدة مرشحه، كما جاءت مواقف معارضين آخرين تصب في نفس الخطاب المعروف من قبل وهو التشكيك في شفافية الانتخابات والتركيز فقط على كلمة " تزوير "..  

رفضت المعارضة في الجزائر ممثلة في رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري ورئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب وكذا الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ المحلة، النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التي جرت أمس. واتهمت المعارضة النظام بتضخيم نسبة المشاركة وتزوير الإنتخابات لصالح الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفلقية، مصرة على مطلبها في التوجه لمرحلة انتقالية حفاظا على مصلحة البلاد.

وقال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك" أنه رغم "التزوير الشامل والنفخ الانتخابي المكشوف ورغم خلو مكاتب الاقتراع من الناس في أغلب المكاتب حسب شهادة لجاننا التي تابعت العملية ولا تشهد إلا بالحق لم يستطع المزورون النفخ أكثر مما تطيقه أنفاسهم فكانت النتيجة الرسمية للمشاركة 51.7 بالمائة". مضيفا " لا شك أن هذه النسبة بعيدة كثيرا عن النسبة الحقيقية التي لم تتجاوز 20 بالمائة ومع ذلك وحتى وإن سلمنا بالنسبة الرسمية للمشاركين فقد نقصت عن آخر نسبة رسمية في انتخابات الرئاسة سنة 2009 بالربع تقريبا حيث كانت النسبة في تلك الانتخابات 74 بالمائة" . وعبر مقري في ذات السياق عن موقف حزبة قائلا "حركتنا مستمرة في التنسيق مع باقي أحزاب المعارضة من أجل الانتقال الديمقراطي، و"نحن نعتبر الانتخابات الرئاسية مسخرة ونحن غير معنيين بها، ولذلك سنستمر في تنظيم الندوة الوطنية للانتقال الديمقراطي التي ستجمع مختلف القوى السياسية من مختلف العائلات الفكرية والسياسية، وإذا أرادت سلطات الأمر الواقع المشاركة معنا في هذه الندوة وأن تتجاوب مع مطالب الانتقال الديمقراطي وإلا فإننا سنستمر في الضغط السياسي بكل رصانة من أجل التغيير وإذا حصل أي مكروه فلن يتحمل مسؤولية ذلك إلا النظام وحده".

من جهته أكد رئيس جبهة العدالة والتنمية في الجزائر الشيخ عبد الله جاب الله أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس لم تتجاوز 20% في أقصى الحالات، مضيفا أن النسب التي أعلنت عنها وزارة الداخلية هي نسب مضخمة واصفا العملية الإنتخابيية ككل  بـ "المسرحية" والتي قال بأن نتائجها معدة سلفا.

كما أكد جاب الله أن المقاطعة لن تعترف بنتائج هذه الإنتخابات وأنها ماضية في الدعوة لمرحلة انتقالية حقيقية.من جانبه  أكد الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر الشيخ علي بلحاج أن الجبهة غير معنية بالانتخابات برمّتها وأن طرحها السّياسي للمرحلة الانتقالية ما زال قائما.

وشكك بلحاج في نسب المشاركة التي قدمتها وزارة الداخلية قائلا "نسبة المشاركة المعلن عنها لا تمتّ إلى الواقع بصلة وإنّما نفخ فيها شيطان التزوير بعد أن سبقه التزوير القبلي المتمثّل في تزوير المؤسّسات وشراء الذّمم وجبر شريحة من النّاس على الإنتخاب تحت الإكراه النّفسي وإثارة أجواء التخويف والتهديد والإرهاب الإعلامي المركّز، فهي انتخابات فريدة من نوعها إذ جمعت بين الترغيب والترهيب وبين مخاطبة الغرائز وقمع الرأي الآخر المعارض، ولأوّل مرّة في تاريخ العالم المعاصر ينتخب رئيس وهمي افتراضي لم يقوى على مخاطبة الشعب ولو بنصف كلمة، ولا شكّ أنّ نسبة المشاركة المعلن عنها لحدّ الآن تمّ تضخيمها تحت المصلحة العليا للدّولة تلك البدعة السياسية التي درج عليها النّظام منذ 62، حيث أصبحت سلطة الخفاء والالتواء والمكر بالشّعب هي التي تحدّد المصلحة العليا للبلد وتلك كارثة الكوارث وتمثّل انحرافا للمعايير وغياب لسياسة الرشد".

 كما أشار بلحاج أن الصورة التي ظهر الرئيس بها أثناء تأدية حقّه الانتخابي وهو بمعيّة عائلته كبارا وصغارا أشعرت الشعب الجزائري بـ"التقزّز والخوف من المستقبل أن تفرز لنا صناديق الاقتراع في بلد جمهوري ملكا متوّجا ، إنّها أبشع صورة صدمت الشعب الجزائريّ إلى " جمهورية ملكيّة " ولنا تعليق عندما يعلن عن التزوير الإرادة الشعبية في ندوة وزير الدّاخلية وإنّ غدا لناظره لقريب"، على حد تعبيره.