في بلاغ لولاية أمن الدار البيضاء ، كبرى المدن المغربية،  ذكرت أن عدد الموقوفين، على خلفية الأبحاث المنجزة حول ظاهرة "التشرميل"، بلغ، إلى حدود السبت ، 30 مشتبها به
وذكرت الولاية، أن مصالح ولاية أمن الدار البيضاء عبأت كل مكوناتها للوقوف على حقيقة انتشار مجموعة من الصور بالمواقع الإجتماعية كـ "فيسبوك"، خصوصا تلك التي يظهر من خلالها بعض دعاة هذه الظاهرة وهم يحملون أسلحة بيضاء ومبالغ مالية وممنوعات، يمكنها أن تزرع حالة من الرعب في نفوس المواطنين وأن تعطي صورة مخالفة لما هو عليه واقع الحال الأمني بهذه الولاية، على حد تعبيرها

وأوضحت أن فرق مصالح الشرطة بمختلف المناطق الأمنية بولاية أمن هذه المدينة باشرت، طيلة الأسبوع الجاري بالإستعانة بالمصالح التقنية المركزية، أبحاثا لكشف هوية أولئك الأشخاص الذين يلقبون أنفسهم بـ "المشرملين"، كما أنها قد أنجزت تحريات مفصلة حول تحركات من يظهرون في تلك الصفحات بشكل غايته دفع المواطنين إلى الإحساس بآنعدام الأمن

وأبرزت أن الحملة أسفرت عن إيقاف 26 شخصا تحت إشراف النيابة العامة وشخص آخر تبين أنه يتواجد بالسجن منذ أواخر سنة 2013، كما أن الشخص السابع والعشرون المتواجد بالسجن، والذي يظهر بدوره للبحث داخل أسوار السجن بتعليمات من النيابة العامة، حول صوره الموجودة بالفيسبوك، وقد أنجز له ملف متابعة إضافي بهذا الخصوص، كما جرى إيقاف آخر على مستوى منطقة أمن البرنوصي وآخر على مستوى أمن أنفا، علما أنه سيتم إحالة الموقوفين على السيد الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف

إلا أنه ونظرا لذلك الكم الهائل من الصور التي جرى تداولها بمجموعة من الصفحات الفيسبوكية، فقد تطلب ذلك من المصالح الأمنية العمل على تجميع المعطيات وتحليلها بطريقة علمية غايتها استجلاء حقيقة تلك الصور والهدف من وراء نشرها

فأسفر ذلك،  عن حقائق من بينها أن بعضا من هاته الصور تعود لأشخاص أولا لا علاقة لهم بهذه الظاهرة، وثانيا ما يظهر بها من ممنوعات وأسلحة بيضاء ومبالغ مالية هي فقط موضوع إضافات عن طريق برامج تعديل الصور أو ما يصطلح عليه "الفوطوشوب"، إلى جانب صور أخرى أصلية قام أصحابها بإنجازها وهم يحملون فعلا أسلحة بيضاء وساعات وأحذية رياضية وضعوها بصفحات الفيسبوك، كما أن صورا أخرى وأثناء البحث تبين على أنها مستخرجة من تسجيلات فيديو قديمة تعود إلى أشخاص لا ينحدرون من مدينة الدار البيضاء وإنما من إحدى مدن جنوب المغرب، كما أن ظهورهم حاملين لأسلحة بيضاء بهذه الصور أو هذه التسجيلات كان بمناسبة عيد الأضحى

كما أظهر البحث المنجز حول إحدى هذه الصور، بعد إيقاف صاحبها البالغ من العمر 22 سنة، والعديم السوابق، أن صاحبها يشتغل مساعد لممون حفلات، وسبق له أن وضعها بصفحته الخاصة على الموقع الإجتماعي فيسبوك، بحيث يتبين جليا على أن المعني بالأمر يحمل في الصورة الأولى سكينين من الحجم الكبير، وفي الصورة الثانية وهو يمتطي دراجة نارية خفيفة ويرتدي قبعة رياضية وسروال جينز ويظهر في الصورة حمله لساعة يدوية ذهبية اللون وخاتما في اليد الأخرى، في حين أن الصورة الثالثة يتبين على أنه يضع على جسده أربعة هواتف نقالة، ويشير بحركة لا أخلاقية، وكل ذلك للتمييز والتباهي

ومن خلال التحليل الأولي للصور فإن ما يتبادر للذهن هو أن المعني بالأمر عليه كل العلامات التي تتميز بها هذه الفئة، بحيث تبين من خلال الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد، على أن مميزات "المشرملين" هي الظهور في صورة توحي بأن أفعال المعني بالأمر هي إجرامية، ومما يجعله مميزا عن باقي الأفراد هو أنه يرتدي نوعا خاصا من الألبسة ويحمل أسلحة بيضاء إضافة إلى حمله لساعة يدوية مميزة
إلا أنه وأثناء البحث مع المعني بالأمر، يضيف البلاغ، فقد أفاد على أن السكاكين التي تظهر في الصورة الأولى فهي تخص جزارا يقع محل عمله بجوار المحل الذي يعمل به المعني بالأمر، كما أن الدراجة النارية الخفيفة التي تظهر في الصورة الثانية فهي تخص حلاقا يبقى صديقا له بجواره أيضا، وأن ما يظهر من هواتف نقالة بالصورة الثالثة فهي مجرد هواتف تعود لثلاثة من أصدقاء هذا الأخير، وهو ما أفضت إليه التحريات في هذا السياق

كما أن البحث في إحدى هذه الصور كشف أنها تعود لشخص ثاني يبلغ من العمر 24 سنة، تم إيقافه بعدما تبين أنه على علاقة صداقة بالموقوف الأول، ويتضح جليا على أن المعني بالأمر يستعرض مبلغا ماليا مهما بإحدى صوره، وهو ما جعله محط شكوك المصالح الأمنية، الشيء الذي استدعى معه وبناء على تعليمات النيابة العامة في هذا الباب إيقافه هو أيضا وفتح تحقيق مع

ومن خلال البحث تبين أنه عاطل عن العمل في حين قد أفاد على أن المبلغ الظاهر بالصور يخص والدته، وهو من مدخراتها، بحيث طلب من هذه الأخيرة أخد صور له مع المبلغ المذكور قصد التباهي به، قبل أن يعيده إليها، وهو ما أسفر عنه البحث فعلا أثناء الإستماع إلى والدته من طرف عناصر فرقة الشرطة القضائية العاملين بالمصلحة الولائية.