بدأ المغرب في العمل سرا على تعزيز أمن الحدود على سبتة ومليلية في شمال افريقيا، وهو ما أغضب نشطاء حقوق الإنسان.

والمغرب بصدد بناء جدار يبلغ ارتفاعه خمسة ياردات محاطا بأسلاك شائكة على طول الحدود مع مدينة مليلية شمال البلاد، في محاولة لوقف زحف المهاجرين العابرين نحو أوروبا.

وقد نددت منظمات حقوقية بهذا الخطة التي وضعتها الدولة المغربية، مدعين أن الأشغال قد بدأت بالفعل على الحواجز الجديدة دون سابق إعلام .

" أعمال بناء الحاجز بدأت قبل ثلاثة أسابيع"، يقول شكيب الخياري، رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان.

وتشير التقارير إلى أن الجدار سيبنى على علو خمس ياردات وهو مسيج بشفرات قاطعة لتثبيط أية محاولة لتجاوزه من قبل المهاجرين المفترضين الذين يسعون لعبور الحدود صوب الأراضي الإسبانية. كما تتضمن الخطة بناء خندق يحتوي على أسلاك شائكة عند أسفل الجدار.

" الحكومة المغربية أقدمت على هذه الخطوة دون الرجوع إلى البرلمان أو المؤسسات العامة لتجنب غضب الرأي العام"، يقول الخياري، واصفا هذه الإجراءات الأمنية بكونها "لا إنسانية ولا شرعية وإجرامية في حق الإنسان".

وقد بدأت عمليات الحفر على طول منطقة روستروغوردو على الحدود الشمالية مع مليلية، وهي المنطقة التي شهدت في الأشهر الاخيرة تدفقا كبيرا لمهاجرين حاولوا الوصول إلى إسبانيا .

هذا ولم يؤكد أو ينفي المسؤولون المغاربة هذه الإجراء.

في الشهر الماضي وافقت الحكومة الإسبانية على تخصيص أزيد من مليونين ونصف المليون أورو لتعزيز الأمن على حدود سبتة ومليلية، وذلك عقب تدفق موجة العبور غير الشرعي لحدودها.

وكانت إسبانيا قد أقامت بالفعل جدارا ثلاثيا فاصلا تعلوه أسلاك شائكة على حدودها. لكن ذلك لم يمنع من تدفق عشرات المهاجرين الجرحى، كل أسبوع، إلى مراكز الهجرة بالمدن الإسبانية نتيجة تسلقهم الجدار.

وفي 6 فبراير شباط، لقي 15 مهاجرا على الأقل حتفهم غرقا عندما حاولوا العبور سباحة وتجاوز سياج سبتة الحدودية. كما تعرضت إسبانيا لانتقادات من الاتحاد الأوروبي عندما تورط الحرس المدني الإسباني في عمليات إطلاق الرصاص المطاطي صوب البحر بالقرب من المهاجرين.

وفي مارس الماضي، حذر خورخي فرنانديز دياز، وزير الداخلية الإسباني، من أن ما يقارب أربعين ألف مهاجر يرابطون في الغابات المجاورة للحدود في انتظار فرصة العبور إلى الأراضي الإسبانية.

كما حث ماريانو راخوي، رئيس الوزراء الإسباني، الاتحاد الأوروبي على تقديم المزيد من المال والموارد للمساعدة في تدبير مسألة الحدود.