مدينة تارودانت المغربية تحتضن ابتداء من 18 وإلى غاية 25 مارس الجاري، أشغال الدورة الثانية للموسم السنوي للمدارس العتيقة، الذي تنظمه مؤسسة سوس للمدارس العتيقة، حول موضوع "الإمامة العظمى" بمشاركة ثلة من العلماء والفقهاء وطلبة المدارس العتيقة والأساتذة الباحثين.

حفل افتتاح هذه التظاهرة المنظمة برعاية من العاهل المغربي الملك محمد السادس، حضره وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي أحمد التوفيق، حيث ركز الوزير في مداخلة له على أهمية موضوع "الإمامة العظمى" باعتباره ثابتا أساسيا وركنا حصينا من مقومات هوية الأمة المغربية ماضيا وحاضرا ومستقبلا، مذكرا بأن العلماء وطلاب المدارس العتيقة كانوا دائما ينتصرون لمبادئ وثيقة ورصينة تخدم طمأنينة الأمة ووحدتها.

واعتبر الوزير احمد التوفيق أن التعليم العتيق، تطبعه ثلاث مزايا أساسية قوامها "حمل القرآن والعلم الشرعي والأدب والوقار والوفاء لثوابت الأمة ومنها الإمامة العظمى"، مبرزا أن هذا الثابت استحضره المغاربة على مر تاريخهم ضمن أربع محطات أساسية هي بيعة المولى إدريس الأول وانتداب الأشراف السعديين (القرن 16 م) وانتداب الأشراف العلويين (القرن 17م) ومرحلة الكفاح من أجل عودة جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى.

وعلى هامش اللقاء قال الوزير التوفيق في تصريح للصحافة أن "الإمامة العظمى" من زاوية العلماء تحيل أيضا إلى "ولاية الأمر" بالنسبة لأهل السياسة وإلى "إمارة المؤمنين" في الجمع بين الدين والسياسة، مؤكدا أن تناول هذا الموضوع ضمن هذا الموسم السنوي للمدارس العتيقة ليس القصد منه "تعريف المغاربة بنظامهم السياسي بل هو شرح بعض المضامين والتنزيلات لهذه الإمامة العظمى مما يحتاج إليه عامة الناس".

وأضاف أن "لدينا في المغرب من الفهم والوعي والثوابت ما يحفظنا من كل التلوثات المتخبطة في العلاقة بين الدين والسياسة"، معتبرا أن من مهام المجالس العلمية والمدارس العتيقة العمل على الانخراط الواعي في مسلسل التنمية بما يجعل المغرب "رائدا في هذا الباب وقادرا على أن يكون نموذجا يحتذى".

وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الثانية للموسم السنوي للمدارس العتيقة، تعرف تنظيم ندوات علمية تتمحور حول "أهمية الإمامة العظمى الدينية والدنيوية" و"شروط الإمامة العظمى" و"البيعة الشرعية" و"الإمامة العظمى: الواجبات والحقوق" و "الإمامة العظمى والوحدة المغربية" و"علاقة المدارس العتيقة بالإمامة العظمى"، إلى جانب تنظيم مائدة مستديرة في موضوع "السياسة الشرعية".

ويتضمن برنامج الملتقى مجموعة من المعارض تهم النقود والمسكوكات والمراسلات والوثائق والمخطوطات، وعرض كتب ومؤلفات وأطروحات ورسائل تتعلق بالإمامة العظمى.