كفّر المتهمون الثلاثة بقتل سائحتين اسكندنافيتين في المغرب المحكمة، أثناء إدلائهم بكلمة أخيرة قبل ختام محاكمتهم أمام الاستئناف أمس الأربعاء، وطلب المتهم الرئيسي في القضية بإعدامه.
وحكم على كل من عبد الصمد الجود 25 عاماً، ويونس أوزياد 27 عاماً، ورشيد أفاطي 33 عاماً، ابتدائياً بالإعدام في يوليو(تموز) الماضي، لإدانتهم بتهم منها "القتل العمد" وتكوين عصابة إرهابية.
واعترفوا بقتل الطالبتين الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن، والنروجية مارين أولاند، في أواخر 2018 باسم تنظيم داعش.
ووقف الجود الأربعاء أمام القاضي محاطاً برجال الشرطة قائلاً: "إذا كنتم ستحكمون علي بالإعدام فأنتظر منكم أن تطبقوه، دعونا من حقوق الإنسان، فقد كفرنا بكم، وكفرنا بقوانينكم".
وتابع شريكه يونس أوزياد بنبرة تحد: "براء منكم، كفرنا بكم وبيننا وبينكم العداوة والبغضاء"، مثيراً ذهول الحاضرين الذين استنكر بعضهم ما سمع، ليتدخل القاضي مذكراً بالتزام الهدوء في القاعة، ومعتبراً أن للمتهم "الحق في التعبير عن وجهة نظره".
وقال رشيد أفاطي في الإطار نفسه: "أيها الكافرون لكم دينكم ولي ديني".
وجدد الثلاثة أمام الاستئناف في محكمة خاصة بقضايا الإرهاب بسلا، قرب العاصمة الرباط، اعترافاتهم بذبح الضحيتين في منطقة جبلية في ضواحي مراكش، وصورت الجريمة التي خلفت صدمة في المغرب ليبث التسجيل المروع على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما ظهروا في تسجيل آخر بعد الجريمة، يعلنون فيه مبايعتهم زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي. وكان معهم شريك رابع هو عبد الرحمان خيالي، الذي تراجع قبيل التنفيذ، وحكم عليه ابتدائياً بالسجن مدى الحياة.
وأكد الأخير في كلمته الأخيرة، أنه "بريء" من كل ما نسب إليه، لكن ممثل النيابة العامة طلب في جلسة سابقة رفع عقوبته إلى الإعدام. كما طلب بإعدام القتلة الثلاثة.
وتصدر المحاكم المغربية أحكاماً بالإعدام لكن تنفيذها معلق عملياً منذ 1993.
وإلى جانب المتهمين الرئيسيين حكم ابتدائياً على 20 متهماً آخر، تتراوح أعمارهم بين 20 و50عاماً، بالسجن بين 5 و30 عاماً، بتهم منها "تشكيل خلية إرهابية"، و"الإشادة بالإرهاب"، و"عدم التبليغ عن جريمة".
وأكدوا جميعا في كلماتهم الأخيرة الأربعاء براءتهم وتبرؤهم من القتلة وأفكارهم المتطرفة، وانهار بعضهم باكياً. في حين سبق لبعضهم أن صرح في جلسات علنية في المرحلة الابتدائية بتأييد تنظيم داعش.