تمكنت لسلطات المغربية يوم اأمس الثلاثاء 28.04.2015 من تفكيك خلية موالية لتنظيم الدولة الاسلامية مكونة من أربعة أشخاص تنشط بمدينة العيون في الصحراء الغربية.وقالت وزارة الداخلية ان التحريات الدقيقة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات المدنية( أظهر "الانخراط الكلي لعناصر هذه الخلية الإرهابية في الاجندة التي سطرها تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية.. وذلك من خلال سعيهم لارتكاب جرائم إرهابية خطيرة بالمملكة حيث أصدروا فتوى تجيز اختطاف أحد معارفهم بهدف حرقه حيا بعد اتهامه بالكفر".وأضاف بلاغ وزارة الداخلية ان نفس التحريات كشفت أن "زعيم هذه الخلية الذي تربطه علاقة وطيدة بأحد القادة الميدانيين بصفوف التنظيم الإرهابي السالف الذكر استطاع اكتساب خبرة واسعة في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة من خلال قيامه بتجربة مواد شديدة الانفجار تمهيدا لاستعمالها في تنفيذ مشاريع إرهابية ضد أهداف حساسة بالمملكة".

و كانت السلطات المغربية قد اعلنت في 23 من هذا الشهر عن تفكيك خلية ارهابية تتكون من ثمانية اشخاص تنشط بكل من طنجة في شمال البلاد وفاس ومكناس شرقي الرباط.وقالت إنها "خططت لتنفيذ مشاريع إرهابية بالمملكة بتنسيق مع الجزائري مختار بلمختار القيادي في التنظيم.. السابق الجماعة السلفية للدعوة والقتال والأمير الحالي لتنظيم المرابطون."وتقول السلطات المغربية ان هذه الاعتقالات تدخل في إطار "المجهودات الاستباقية الرامية لرصد العناصر الإرهابية الحاملة للمشاريع التخريبية."

و سبق أن أعلنت وزارة الداخلية المغربية في بيان لها في 13 من هذا الشهر عن تفكيك خلية متشددة  موالية لتنظيم "داعش" وكانت تخطط لشن هجمات بالداخل المغربي وفي هولندا.و قالت  الوزارة إن الخلية الارهابية تتألف من خمسة أعضاء عملت بالقرب من مدينة "ناضور" بجنوب البلاد، بالإشتراك مع عضو سادس  مرتبط مع الخلية الارهابية يقيم في هولندا ويعتزم إستخدام أسلحة نارية وقنابل ضد قوات الأمن في هولندا، وإن عناصر الخلية كانوا يخططون لعمليات إرهابية محددة في المملكة تشمل اغتيالات لشخصيات يتهمونها بمناهضة معتقدات تنظيم "داعش".

استراتيجية مقاومة الارهاب:

وصف وزير الداخلية المغربي في الدورة الـ32 لمجلس وزراء الداخلية العرب بالجزائر   استراتيجية بلاده في مكافحة الإرهاب والتطرف بالرائدة لانها لم ‏تقتصر على المقاربة الامنية إذ مزجت استراتيجيتها الأمنية بالمقاربة الأمنية والدينية والاجتماعية. وقال حصاد ان الدعامة الأولى التي استندت اليها استراتيجية مكافحة الإرهاب بالمغرب تمثلت في ‏تأهيل الحقل الديني "عبر التشبث بوحدة عقيدة الأمة، وتعاليم الإسلام السمحة، وقيم الاعتدال ‏والوسطية، والوعي بحرمة الآخر"

وأشار إلى ان نجاح تجربة بلاده في هذا الميدان لقيت "اهتمام العديد من البلدان العربية والأفريقية ‏بالتجربة المغربية في مجال هيكلة وتأطير الشأن الديني" وتقدم كل من مالي وغينيا والكوت ديفوار ‏وتونس وليبيا وبلجيكا وفرنسا وغيرها بطلبات لتكوين أئمة مساجدها في المغرب.و تطرق الوزير الي مخطط "حذر":الذي يعتبر من آليات العمل الجديدة التي اعتمدتها المملكة بهدف ‏تمكين السلطات العمومية من التعاطي الاستباقي مع التهديد الإرهابي مع مراعاة تطور أساليبه وطبيعته ‏الدائمة.

اشادة اقليمية و دولية

نجاحات أمنية للمغرب في مقاومة الارهاب هذا العام سبقتها نجاحات أخري في الأعوام السابقة جعلت من المغرب محل اشادة اقليمية و دولية:في المنتدى العالمي لمكافحة الارهاب الذي احتضنته مراكش في ديسمبر 2014 رأى مراقبون أن نجاح المغرب محليا في ابعاد خطر التطرف جعل من سياستها محل ثقة على المستويين الاقليمي والدولي، نظرا للاشادة الدولية الكبيرة التي حظيبت بها المغرب في مجال مكافحة الإرهاب.وأكدت مجموعة التفكير الأميركية (إنستيتيوت فور إيكونوميكس آند بيس)، في دراسة تحت عنوان "المؤشر العالمي للسلام" لسنة 2014، أن المغرب يظل ملاذا للاستقرار والسلام بمنطقة تعيش أجواء من الاضطرابات وانعدام الأمن.

و في برنامج تلفيزيوني خاص بالعملية الإرهابية، التي تبناها تنظيم داعش والتي مست متحف "باردو" بالعاصمة التونسية ركز فريديريك أنسيل الباحث في الشؤون الجيوسياسية علي مدى قدرة المغرب على التصدي للعمليات الإرهابية، قائلا إن الملك محمد السادس كان قد تحرك بصفة رائعة بعد كل ضربة للإرهابيين التي عرفها المغرب، واشاد بالقرار الملكي صبيحة 16 ماي بالدارالبيضاء حيث قرر بتعديل شامل لمدونة الأسرة، والذي أعطى المزيد من الحريات للمرأة وذلك بالتصدي لكل الأفكار المتخلفة التي يدعو لها المتشددون. وبدوره دعا محمد سيفاوي الجيش والأمن التونسيين للمزيد من التعاون مع المصالح الأمنية المغربية والغربية للتصدي للإرهاب والفكر المتشدد

و كتبت  المجلة الأمريكية "ذو ناشيونال إنتريست" الاثنين 27 أفريل 2015 في دراسة أن استراتيجية مكافحة الإرهاب التي وضعها المغرب، تستند على رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وانخراط كامل للمجتمع المغربي الواعي بضرورة تحصين المجتمع ضد معتنقي الأفكار المتشددة والتطرف العنيف.وخلصت الدراسة، التي حملت عنوان “المغرب : قصة نجاح في مكافحة الإرهاب”، إلى أنه بفضل خبرته في مجال مكافحة الإرهاب، “صارت التجربة المغربية اليوم ذات نفع كبير بالنسبة للمجموعة الدولية، خاصة البلدان الأوروبية، التي ترى في هذه التجربة نموذجا متنورا لمكافحة هذه الآفة."