وصف الكاتب والناشط السياسي عبد الله المقري، انتصار الجيش الليبي في سرت بأنها "عملية بطولية متميزة"، لافتا إلى أن هذه العملية المباغتة، ستمكن البحرية الليبية من بسط مراقبتها في كامل هذا الخليج الاستراتيجي حتى مواجهة الميناء البحري مصراتة، وإحكام الحصار البحري عليها، كما سيوفر موقع سرت الميناء والمطار الإمدادات اللوجستية، بيسر وسهولة لكل القوات المسلحة من بنغازي إلى الجنوب والغرب، فيما سيكون للقاعدة الجوية القرضابية اليد الأقوى في عمق البحر المتوسط... وللحديث بشكل أكثر تفصيلا عن تحرير مدينة سرت، وأهمية المدينة من الناحية الاستراتيجية والسياسية والعسكرية.. كان لـ "بوابة إفريقيا الإخبارية" هذا الحوار مع الكاتب والناشط السياسي عبد الله المقري.. وإلى نص الحوار
كيف تابعتم دخول الجيش الليبي إلى سرت من الناحية الاستراتيجية والسياسية والعسكرية؟
دخول القوات المسلحة العربية الليبية، واكتساح مدينة سرت وتأميمها والسيطرة عليها في ثلاث ساعات، أذهل المراقبون والمتابعون للمشهد الليبي العسكري والسياسي ضمن حركة القوات المسلحة في عمق الجنوب، واتساع المسافة إلى الغرب هو قرار وطني مُتَّخِذ مسبقا من قبل القائد العام المشير خليفة بالقاسم حفتر، والذي اختار الوقت المناسب، كما عجل هذا الاكتساح فشل العدوان التركي الغاشم والذي يحاول ان يستغل مدينة مصراتة لتحقيق تهديداته العدوانية وبدخول الجيش لهذه المدينة بشكل سريع ومفاجئ، تمكنت القوات المسلحة العربية الليبية بأصنافها الجوية والبحرية والبرية بالتحكم الكامل في طرق الامداد وكسبت المعطيات اللوجستية في عمق الخليج حتى خط العرض 32.5 وقطع أي محاولة عدوانية خارجية قد يجازف بها اردوغان الأهوج في الوصول إلى هذا الخليج الذي تعتبره القوات المسلحة دونه الموت والذي سيكون العامل جيوسياسي والممتد لمسافة 800 كيلومتر من بنغازي حتى الكراريم.
ومدينة سرت المحررة والعائدة للوطن في عرس شعبي كبير في صالح القوات المسلحة استراتيجيا لموقعها الذي يتوسط هذا الخليج في عمقها الجنوبي، وعمقها في البحر المتوسط وما سيحققه من مكاسب ذات الجوانب العسكرية والاستراتيجية وسيكون هذا الانتصار العظيم بتحرير مدينة سُرَّة من التنظيمات الارهـابية والجهوية مؤثرا في الحالة السياسية الليبية، والتي ستضفي استكمال ونجاح العملية السياسية بافتكاكها من سلطة الصخيرات العميلة والتي بفقدانها مدينة سرت سترحل في أي لحظة، بعد أن توفر هذه المدينة سرعة وصول الإمدادات إلى محاور طلائع القوات المسلحة التي تقترب من مخابئ المجلس الرئاسي وحكومته العميلة وهروب الحشد الميليشاوي خلف المرتزقة السوريين الاتراك الذين يسقطون يوميا بفعل نيران الوحدات العسكرية المتقدمة في اتجاه مركز الدولة.
إذا باختصار.. ماذا تعني سيطرة الجيش الليبي على سرت؟
تعني انتصارا وطنيا مهما وهاما بكل جوانبه العسكرية والسياسية محليا ودوليا، وحتى معنويا للقوات المسلحة العربية الليبية، وللشعب الليبي، ولأهل سرت، ولعل البهجة والأفراح التي صاحبت دخول طلائع الجيش الليبي المدينة خير دليل على ذلك.
ما هي أبرز المحطات التي شهدتها سرت منذ 2011 وحتى دخول الجيش؟
أبرز المحطات التي شهدتها هذه المدينة مباشرة بعد العدوان عليها بواسطة المجموعات الارهـابية وقوات الناتو وخاصة الفرنسي في2011 المحطة المريعة والجريمة الدولية بخطف وقتل القائد معمر القذافي ورفاقه وتصفية لا يقل عن 300 جندي من القوات المسلحة المتصدية لعدوان الناتو، وبذلك تتحول مدينة سرت إلى موقع للمنظمات الإرهـابية المجرمة المحلية التي تتكون من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي يسيطر على مدينة مصراتة مع ميليشياتها الجهوية المجرمة، بالإضافة إلى التنظيمات الإرهـابية الدولية لتصبح حاضنة للدواعش وبوكي حرام، وضمن هذه المحطات المؤلمة هي نحر العمالة المصرية في مشهد مروع لم تعتاده البشرية من قبل ليتلون بحر خليج سرت بدمائهم الطاهرة الزكية لعمالة بسيطة يبحثون عن لقمة العيش.
ما هي رمزية مدينة سرت في الصراع الحالي؟
سرت.. صرة الوطن، تربط الغرب مع الشرق مع الجنوب، وتسهل الإمداد للغرب، وتضع مصراته في مرمى النيران، وحاضنة شعبية مؤيدة للجيش، وقاعدة جوية وبحرية، وهي خط الموت 32.5 الذي ارتوى بدماء طياري القوات الجوية والبحرية، حتى يصبح خليج سرت مياه محلية ليبية.
ماهي السيناريوهات المتوقعة لما بعد سرت؟
السيناريوهات لما بعد الانتصار في سرت متعددة ضمنها:
- إطلاق القوات المسلحة العربية الليبية لعملية أمنية واسعة تشمل كل المناطق التي تقع تحت سيطرة التنظيمات والميليشيات الارهـابية بما فيها مدينة مصراتة.
- قيام القوات المسلحة العربية الليبية بإدارة المناطق المحررة بشكل مؤقت حتى يتم اعلان التحرير الذي سيتوج باقتحام مدينة طرابلس العاصمة، والقضاء على الميلشيات بها وانهاء سلطة الصخيرات العميلة وبداية لعملية سياسية وطنية تعيد بناء الدولة الوطنية ضمن أولويات تتطلبه.
- ثم فترة ما بعد الانتصار على الاٍرهاب ومحاسبة سلطة العمالة والفساد والذل والعار، حيث تذهب القوات المسلحة العربية الليبية في العمل على رعاية مشروع وطني متكامل لرؤية وطنية تضع اساسه وأسسه القوى الوطنية الليبية.