مثلت تطورات الملف الليبي أبرز الملفات التي شهدت إهتماما بالغا صلب جدول أعمالالقمة العربية في دورتها العادية الثلاثين بتونس. وقد سبق أن أعلن الناطق باسم القمة العربية، محمود الخميري، أن اللجنة الرباعية التي تضم كلاً من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، ستجتمع بتونس اليوم السبت، في إطار اجتماعاتها الدورية بخصوص الملف الليبي.
وأكد الخميري تمسك الجامعة العربية والقادة بدعم الحل سياسي للأزمة الليبية، بعيداً عن الحل العسكري ودون أي تدخل أجنبي، وذلك من خلال دعوة كل الفرقاء إلى الجلوس على طاولة المفاوضات في إطار ليبي- ليبي وتحت مظلة منظمة الأمم المتحدة.
في نفس السياق،أكد البيان الختامي للقمة العربية اليوم على وحدة ليبيا وسيادتها، ودعم خطة المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان السلامة. وثمن البيان الذي تلاه وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، جهود محاربة الجماعات الإرهابية التي تشكل خطرا على ليبيا والدول المجاورة، بحسب البيان.
وأكد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي ، أن المسألة الليبية أخذت حظها في القمة العربية الثلاثين. وأضاف الجهيناوي ، خلال مؤتمر صحفي عقب اختتام فعاليات القمة العربية اليوم الأحد، أن اجتماع الرباعية حول الأزمة الليبية بحضور أهم ممثلي المنظمات الدولية وبصدد اصدار بيان لحل الأزمة الليبية
وأوضح الجهيناوي، هناك جهود كبيرة لحل الأزمة وتشجيع الليبين نحو الحوار. وأضاف الجهيناوي ، إن المؤتمر الجامع هام لان الليبيين سيجتمعون دون حضور أطراف دولية لحل أزمتهم بأنفسهم. وأكمل، أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى ليبيا غسان سلامة شارك في القمة العربية لطلب دعم القادة العربية لحل الأزمة الليبية.
في نفس الإطار، قال الرئيس التونسي باجي قايد السبسي الأحد "إن أمن ليبيا من أمن تونس، مشيرا إلى أن الوضع فيها ينعكس على دول الجوار". وعبر السبسي خلال كلمته الافتتاحية بالقمة العربية المنعقدة في تونس قبل قليل، عن ثقته بأن الأطراف الليبية ستتجاوز خلافاتها" مشيرا إلى أن "الحوار هو السبيل الأنجع لحل المشكلة بين الأطراف". وأضاف إن تونس "قدمت بالتعاون مع مصر والجزائر مبادرة لمساعدة الأشقاء الليبين وفق مسار بعثة الأمم المتحدة لإنهاء مأساة الشعب الليبي".
يرى مراقبون أن القمة العربية كدأبها لم تخرج عن إطار الإنشائيات و تسجيل المواقف الوردية دون فعالية،حيث أن التوجهات الفعلية للدول تتم خارج قاعات المؤتمر فالأربعاء الماضي، وبشكل مفاجئ استقبل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر. ويحمل هذا اللقاء احتمالات مختلفة لعلها تغير سياسات الرياض تجاه ليبيا أو أنها تسعى للعب دور أكبر في صراع السلطة المحتدم.
فيما أكد رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بكلمته خلال القمة العربية، مواصلة الجهود التي تدعم الحل السياسي للأزمة، محذرا من أن الصراع المسلح سيكون الجميع فيه خاسرين. وشدد السراج على عدم التراجع عن إيجاد حل مدني، يضمن عدم عسكرة الدولة حسب تعبيره، متطلعا لإيجاد حل مماثل في الملتقى الجامع الذي تحتضنه غدامس بعد أسبوعين.
وقال السراج إن التدخلات السلبية الخارجية الإقليمية والدولية شجعت بعض الأطراف على عدم الالتزام بالمسار الديمقراطي والابتعاد عن الحل السياسي السلمي.