سعيد هادف: صدر، مؤخرا، العدد الأول من ""المجلة السعودية للدراسات الفلسفية"،وهي مجلة سعودية في الدراسات الفلسفية". وضم عددا من الدراسات والأبحاثتناولت عدة مواضيع ومجالات، من بينها آثار تعليم التفكير الفلسفي على قدرات وسمات الطلبة غير المعرفية وتعليم التفلسف ومهارات التفكير الفلسفي.ومواضيع حولالكوجيتو الديكارتيومسار فكر هيدغر والفلسفة التحليلية.


وهي مجلة تابعة لموقع "معنى"، يهتم بالدراسات الجادة حول الفلسفة والفن والأدب والإنسانيات عموماً. محمد شوقي الزين، المفكر والمترجم وأستاذ الفلسفة بتلمسان، وأحد أعضاء هيئة تحرير المجلة، قال في تصريح للأسبوع المغاربي: "هنالك بالفعل اهتمام متنامٍ بالفلسفة في المملكة بإعادة الاعتبار للتفكير الفلسفي الذي غاب من جرَّاء هيمنة الفكر الأصولي ردحاً من الزمن. المنعطف الذي سجلَّته المملكة في الآونة الأخيرة يثير الإعجاب والاهتمام، لأن الأرضية كانت مهيَّأة سلفاً بإقدام الشباب السعودي على قراءة الفكر الفلسفي المغاربي".

وضمن اهتمام الوسط الطلابي السعودي بالإنتاج الفلسفي المغاربي، قال الأستاذ شوقي: "أن الناشر اللبناني الذي نشر لي "الثقاف في الأزمنة العجاف" (2013)، أصدر طبعة ثانية بعد نفاد الطبعة الأولى، لأنه تحصل على طلب من مكتبات جدَّة والرياض لتزويده بنسخ من الكتاب. وبلغت نسبة الطلب 500 نسخة. كذلك أعمال محمد المصباحي من المغرب وفتحي المسكيني من تونس لها الريادة في السعودية. ثم لا أنسى الاهتمام بالفلسفة من لدن أحد أهم المتفلسفة السعوديين وهو الصديق الفيلسوف شايع بن هذال الوقيان الذي أسهم بمدوّنة الكترونية وفيديوهات في التعريف بالفلسفة وبأعلامها في أسلوب بسيط وبيداغوجي". 

وفي إطار المقارنة بين السعودية والمنطقة المغاربية، قال: "ما لمسته من خلال اطلاعي على الاهتمام السعودي بالفلسفة هو محاولة بلوغ "روح الفلسفة" والانخراط في "الفلسفة من وجهة نظرعالمية" كما يسميه كارل ياسبرز. على الخلاف من الجزائر والمغرب الكبير عموماً، هناك القليل من الاهتمام بفلسفة الدين ولا تغلب الأيديولوجيا كما هي حاضرة بقوة في المغرب الكبير. بالعكس، هناك اهتمام بالفلسفة الخالصة، بقراءة النصوص والتدرُّب على التفلسف دون أن يحضر أي هوس أيديولوجي أو هووي أو قومي. هذا ما يثير الإعجاب، لأن السعوديين، وخصوصاً الشباب، يريدون تعلُّم أبجديات التفلسف قبل الاعتبارات الأخرى. ربما الهموم الأخرى (الهوية، الدين، القومية، إلخ) حاضرة، لكن في الصفوف الخلفية من المعارك المصيرية. ما هو موضوع في الصفوف الأمامية لهذه المعارك هو روح التفلسف والقدرة على التحكُّم في آليات التفكير ومناهجه وحُسن مواجهة الوقائع بالقراءة النبيهة لمستجدَّاتها. لذا أحيّي الجهود المبذولة هناك وسيكون لها حتماً مستبقلاً زاهراً وواعداً".