أجرى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، السبت، مباحثات هاتفية مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، بناء على طلب الأخير، حول رؤية الحلف لحل الأزمة الليبية، ومدى استعداده لمساعدة ليبيا في بناء مؤسساتها الدفاعية والأمنية.

المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي، وحكومة الوفاق، اختلقا من وحي الخيال، وتقولا على ستولتنبرغ، مالم يقله، ففي حين ذكرا أنه قد أعرب عن قلق الحلف من تواجد مرتزقة روس من شركة "فاغنر" في صفوف الجيش الوطني الليبي، لم يُشر بيان الناتو، المنشور عبر موقع الحلف الرسمي، من قريب أو بعيد لمثل هذه الادعاءات.

ليس هذا فحسب، فقد ذكر بيان الوفاق أن ستولتنبرغ أكد على "ضرورة تطبيق حظر وصول السلاح برا وبحرا وجوا، وعدم الاكتفاء بتطبيقه بحرا فقط، وخلا بيان الناتو تماما من مثل هذه الكلام.

الثالثة، نقل بيان الرئاسي على لسان "ستولتنبرغ" تأكيده أن الحلف يعتبر حكومة الوفاق هي الشرعية ولا يتعامل مع غيرها، لكن وفقا لبيان الناتو لم يرد ذكر لهذا الأمر، ولا حتى تعريضا بالحديث.

ليس ما تقدم كل شيء، فمن يُطالع البيانين يستطيع أن يرصد كما كبيرا من التناقض والاختلاف بين مضمونيهما.

نصي بياني الناتو والوفاق

 وجاء في بيان الناتو: "أعرب الأمين العام عن قلقه العميق إزاء التصعيد الأخير للعنف في ليبيا وشدد على عدم وجود حل عسكري للوضع في البلاد. لقد حددت نتائج مؤتمر برلين في يناير 2020 وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2510 طريقة سياسية واضحة للمضي قدما.

وأكد ستولتنبرغ أن الناتو يدعم بالكامل عمل الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للأزمة وحث جميع الأطراف في ليبيا وأعضاء المجتمع الدولي على دعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة. كان من المهم أن تحترم جميع الأطراف حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.

وحول دعم الناتو المحتمل لليبيا ، قال الأمين العام إن الناتو مازال مستعدًا لمساعدة ليبيا في بناء مؤسساتها الدفاعية والأمنية ، على النحو الذي أعاد رؤساء دول وحكومات الناتو في عام 2018 واستجابة لطلب حكومة الوفاق. إن مساعدة الناتو لليبيا ستأخذ بعين الاعتبار السياسة والأمن"

فيما صدر بيان الرئاسي كما يلي: "تم عشية اليوم السبت اتصال هاتفي بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، وأمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ، تناول مستجدات الوضع في ليبيا وآخر التطورات العسكرية والأمنية ، وخطورة الوضع الأمني في ليبيا بسبب العدوان على طرابلس وضواحيها، وتأثير ذلك على استقرار كامل المنطقة ، وما قد يسببه من تحفيز لبؤر الإرهاب والفوضى وانتشار السلاح.

وأكد الأمين العام أن الحلف يعتبر حكومة الوفاق هي الحكومة الشرعية ولا يتعامل مع غيرها، واعتبر أن استهداف المدنيين والبنى التحتية أمر غير مقبول، وأنه لا يوجد حلا عسكريا للأزمة الليبية، مؤكداً على ضرورة الالتزام بمخرجات برلين.

وأعرب السيد ستولتنبرغ عن قلق الحلف من تواجد مرتزقة روس من فاغنر تحارب مع الطرف المعتدي، وأكد على ضرورة تطبيق حظر وصول السلاح براً وجواً وعدم الاكتفاء بتطبيقه بحراً فقط.


ومن جانبه أكد السراج خلال الاتصال الهاتفي على موقفه الثابت تجاه العدوان وعزمه على دحره بكل الوسائل الممكنة، وانه يأمل أن يساهم التعاون مع الحلف في تحقيق الاستقرار والأمن في ليبيا.

واتفق الجانبان على التنسيق والتعاون بين أجهزة الحلف والمؤسسات العسكرية والأمنية في ليبيا وفقا لما تم بحثه في لقاءات سابقة، وبما يساهم في دعم وبناء القدرات العسكرية والأمنية وتدريب الكوادر الليبية والرفع من امكانياتها، كما تم الاتفاق على تفعيل اللجان المشتركة بين الجانبين"