استنكر الكاتب والأديب الليبي إبراهيم النجمي، موقف من وصفهم بـ "متقلدي المناصب" تجاه الأدب الليبي والأدباء.
وقال النجمي في ورقة تحليلية بعنوان (اللي ما يعرفك يجهلك) نشرها عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، :"الليبيون وأقصد المتقلدين مناصب في السلطة سواء في فترة القذافي أو فبراير، تبرؤوا بشكل أو آخر من أدب الليبيين ورفضوا نشره بحجة أن بعض الكتاب كانوا في السجن أو مناوئين وهذه وجهة نظر ما يدعي بالنظام السابق وأن "القذافي" الكاتب من بينهم، ولا يعتبرونه كاتبا، وهذه وجهة نظر جماعة فبراير ولذلك فأنا – شخصيا – أهيب بجميع الكتاب والمبدعين بليبيا أولا بالتبرؤ منهم جميعا وعدم الاعتراف بأي منهم ما لم يثبت العكس، ثانيا برفع دعوى قضائية ضد تقولاتهم فيهم وفي ابداعاتهم ومطالبتهم بتقديم الدليل على ذلك، تؤدي الدعوى إلى نتيجة أو لا تؤدي فذلك لا يهم، فقط للتاريخ، والرفض أو عدم تبني ونشر الكتابات هو كيدي ولا مبرر له، وأنا لدي كل ما يؤكد على ذلك وبوثائق هي كتابات وإبداعات الكتاب أنفسهم وبما فيهم معمر القذافي الكاتب ذاته ! ان ابداعات الليبيين نظيفة ولا علاقة لها لا بنظام سابق ولا لاحق وأنا كمطلع على كل ما كتبوه منذ 92 عاما أشهد بأنه أدب صادق وجدير بالعناية والاهتمام وسوف نطبعه دون جميل أو مِنة من أحد"، بحسب تعبيره.
وتابع النجمي، :"كتاب وأدباء كثيرون من ليبيا وغيرها من مناطق الجوار ترجمت لهم ونشرتهم عالميا ولم يتبرعوا ولو بـ "لايك" أو كلمة شكر واحدة كما لا يتواصلون معنا لا بالرأي ولا بالمشورة بينما كتاب أجانب مشهورين ترجمت لهم – وكان الهدف التعرف اليهم وربطهم بنا للاستفادة منهم - لم ينقطعوا عن تسجيل اعجابهم بالتراجم التي ساهمت في مد جسور من التعاون بيننا وبينهم ومعظمهم الآن هم من أصدقائنا واعضاء في مجلس ادارة مؤسستنا الثقافية الدولية " الآتي " ولا نحسب بذلك الا أنهم يخدموننا أكثر مما يخدمون أنفسهم في توصيل ابداعاتنا ونشرها وتوزيعها ولربما الدعاية لها والتعريف بها في الأوساط الثقافية والمؤسسات العالمية الاعلامية والثقافية".... وأضاف النجمي، "الاستفادة المعرفية أن لم تكن مقرونة بالمصلحة أو المنفعة الشخصية أو كما يقال بالمادة فهي نعمة بل أكبر العطايا من عند الله تبارك اسمه، ولعلّ ما ميّز الأوائل من العلماء والمفكرين وجعلهم لا يُضاهون ولا نتوقف عن ذكرهم والإشادة بهم هو ان " الاستفادة " لديهم سبيل إلى الافادة ، أي ما يستفيدونه يفيدون به الغير ولا يظلون يتبجحون به ويحتكرونه لأنفسهم، وهم اذ يفعلون ذلك فإنما يفعلونه بكل فخر وممنونية دونما سعي لثناء أو طمعا في اطراء، ويوم يفعلون شيئا من هذا تبلغ بهم السعادة أيما مبلغ وكما مّن بوغت بهوي لأول مرة، أجل هكذا ، ولا أدري لِم كان يتعيّن على كثيرين منهم ربط هذا بالإيمان بل اعتباره من صميمه كما لو أن لا ايمان لهم ان لم يحبوا لغيرهم ما يحبون لأنفسهم، مسألة لربما بدت لنا غريبة بعض الشيء قياسا بما نراه من حولنا من توظيف "الاستفادة " لعكس ذلك وطبعها بطابع الفردانية وجعلها مطية لأطماع و مأرب شخصية لكن لا غرابة في ذلك لأن أصحابها سابقة تربيتهم على تعليمهم ومرعيين بأصلهم وأرومتهم وتحصيلهم منهم واليهم أي لم يداخله ما داخل وطال معارف زماننا من غش وتحريف وتزوير كاد أن يأتي علي كثير منها فيبدلها جلدا غير جلدها ، أيضا البيئة التي كانوا يعيشون فيها كانت نظيفة بكل ما فيها ، وكل واحد فيها عارف بما له وعليه والصلة بين المجتمع الصغير المتمثل في البيت والمجتمع الكبير الذي هو الدولة أو ما يقع في حكمها طبيعية والعلاقة بدول الجوار – بتعبير العصر - مؤمّنة أو أن كل أحد ضام لنفسه ولازم أو ملتزم بحدوده ، ليس كما قد يتبادر للبعض بأن ذلك زمن وهذا زمن ، بل لا فرق ، الفرق فقط في الناس ومدي مالها من ايمان بمعتقدها وترابها ، وما تمتلكه من تأثير وسيطرة علي نفسها وعلي غيرها . نوعية الناس ، وليست قصة امكانيات في ان هذا يملك وهذا لا يملك . والحل ؟ العقلاء يقولون: لدى أهل الحل والربط، من هم و.. وين راحو ، لا أحد يدري"، على حد قوله.
وأضاف النجمي، :"كتاب كثيرون من اخوتنا العرب لا يثقون بالمترجمين العرب – وأكثرهم متخرج من تحت تراجمهم - ويركضون خلف مهجّنين مستشرقين وكثيرين نعرف أن لا علاقة لهم بالترجمة وموظفون لدى مؤسسات مشبوهة أجهز مثقفو لبنان الكبار ذات يوم على كثير منها كمؤسسة فرنكلين وغيرها فأبادوها وها هي مجددا تنهض علي رمادها وتتسلل الي الساحة الادبية العربية تسلل سيل عشب وتلعب بنصوص العرب وإبداعاتهم وكما تشاء مستغلين عدم معرفة كثيرين من كتابها بالألسن وكذلك افتقار مؤسساتنا الثقافية الي جهات اشرافية ثقافية تقف علي الأعمال المترجمة من لساننا إلى ما يدعونه بالآخر وتبصّر بالأحرى مؤلفيها بها لتجنّب ما قد يحدث من أخطاء قبل الدفع بها الي النشر ، أنا والله أستغرب هذا، لماذا ؟ وما مصلحتهم ضبطا في ذلك، لا أدري، زمان في طرابلس ليبيا كان فيه واحد امريكي أظنه عمل في السفارة أو القنصلية الامريكية ، أدعي أنه مترجم فكلف أردنيا يعمل معه بان يختار له خمسة عشرة قصة قصيرة ليبية ثم يترجمها حتى خطأ ويقدمها له ليعمل لها مَسحة Brush up بطريقته، النصوص أختارها للأردني بعض كتاب ليبيين بعضهم وجد لهم مكانا بينها وانتظروا حتي طبعت ثم شرعوا في شكره والثناء عليه دون معرفة ماذا حدث بالضبط للنصوص ! كوارث ! لكن ما يصحّ الا الصحيح ، أناس تريد الشهرة وخلاص، هم يظنون ان العربي مهما بلغت به معرفة لغة ما فلن يكون كأهلها وهذا غير صحيح وذلك لسبب بسيط مؤدّاه أنه ملمّ أكثر من الأوروبي بأمور كثيرة ويفهم ويستوعب أكثر منه ويعمل على مسألة ليس من السهل علي الأوروبي الاهتداء إليها ما لم يدرك بأن كل ما يرغب به ويدعوه لغات ليست في الواقع أكثر من ألسن ، في حيّزها لندعوها ان شئنا لغة لكن في ما لو تعدّت حيّزها بنصف اشبر ستكون لسانا يلتحم بآخر ليواصلان مسيرهما تجاه اللغة، وبأي حال فاللسان ليس لغة بل سبيلا من السبل إليها وقد تحققت كقيمة لما جاء نصر الله والفتح في القرن الثامن الميلادي في لسان مبين ومستبين! والقصة طويلة وكما تقول الحاجة "قسامي" في نومها الأبدي (أطول من ليلة بلا عَشاء !)".