بعد سيطرة النظام السوري على المنطقة الجنوبية باتفاق المعارضة مع الجانب الروسي، وصلت مؤخراً إلى المنطقة قوائم تشمل آلاف المطلوبين للخدمة الاحتياطية في الجيش، وشملت كل من كان قد أدى الخدمة الإلزامية سابقاً حتى سن الـ42.
وقالت مصادر لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن الخطوة لاقت رفضاً كبيراً، وتم تفسيرها بنية تفريغ المنطقة من الشباب من سن 19 إلى 42 عاماً، في خطوة استباقية لعرقلة إمكانية خروج أي معارضين من داخل الوسط الشعبي، وكسب شباب المنطقة بدلاً من فصائل المصالحات في المنطقة الجنوبية التي أصبحت تديرها روسيا ولا تخضع لسلطة النظام السوري الفعلية كباقي التشكيلات في الجيش السوري.
وأشارت مصادر من جنوب سوريا للصحيفة، إلى أن شعب التجنيد التابعة لوزارة الدفاع السورية أصدرت 32 ألف مذكرة تبليغ بحق شباب المنطقة، ومن بينهم موتى وصلت تبليغات إلى عائلاتهم، وأن تأثيرات إعادة الدعوات الاحتياطية كانت سلباً على المنطقة الجنوبية من خلال فتح باب رفض الالتحاق الذي عدّ استنزافاً لشباب المنطقة وضغطاً عليهم بالدعوات الاحتياطية.
وأوضحت أن الدعوات أثرت على عودة ثقة المواطن بالنظام، خاصة وأن سيطرته على المنطقة لا تزال حديثة، وكما أن رفع الدعوات وعودتها حدث بشكل سريع، فالدعوات الواصلة للمناطق الجنوبية تشمل أسماء بالآلاف لمطلوبين للخدمة الاحتياطية، إضافة إلى تأثيرها على عودة المغتربين إلى بلادهم لوجود دعوة بحقهم، كما أن عدداً من المغتربين وجد لنفسه فرصة للعودة بعد رفع الدعوات، ليفاجأ كثير منهم، بأنه قد وصلت إليهم دعوات الالتحاق بالخدمة الإلزامية بعد وصولهم إلى البلد، مما يمنع سفرهم من جديد بسبب وجود دعوة احتياطية ونشرة ملاحقة شرطية تمنع خروجهم من المراكز الحدودية في البلاد؛ بل واقتيادهم إلى الخدمة إذا ما اعترضهم أي حاجز تابع للنظام السوري في المنطقة.
وأضافت المصادر أن الكثير ممن رفضوا الالتحاق بالخدمة الاحتياطية برروا موقفهم بأنه لا يوجد عائل في العائلة سواه، وأنهم سيكونون مضطرين إلى ترك تجارتهم أو زراعتهم وأعمالهم للالتحاق بالخدمة، وجعل عائلاتهم دون عائل وعرضة للفقر، إضافة إلى أنها شكلت نوعاً من الضغط الشعبي على مستويات من ضباط النظام في المنطقة الجنوبية، خصوصاً أنهم كانوا الواجهة في الاتفاقيات التي تمت بين المعارضة والنظام قبيل السيطرة على المنطقة، وستتم مطالبتهم شعبياً بالوفاء بوعودهم.
وفسر مراقبون للوضع في الجنوب السوري، أن كثرة دعوات الالتحاق بالخدمة الاحتياطية التي وصلت للمنطقة والتي جاءت بطلب الالتحاق فوراً وتشمل آلاف المطلوبين، تهدف إلى رغبة النظام في تحقيق ضربة استباقية لكسب الخزان البشري في المنطقة الجنوبية التي لا تزال تدور حولها تفاهمات دولية وإقليمية تديرها روسيا بمباركة دولية.
وكما أنها تتطلع إلى تشكيل لواء عسكري من أبناء المنطقة الجنوبية تابع للفيلق الخامس الذي تشرف عليه روسيا، خصوصاً بعد نجاحها في إقناع فصائل المعارضة في درعا أثناء المفاوضات والاتفاق على المنطقة بعدم التهجير والبقاء في المنطقة بضمانتها وانتقال تبعيتهم بهدف تعبئتهم في صفوف مشروع موسكو الذي تعهدت به للدول الإقليمية، لجنوب سوريا قبيل سيطرة النظام على المنطقة، وبعدم السماح بوجود قوات إيرانية أو ميليشيات حزب الله الإرهابية في المنطقة.