رأى عضو الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور عمر النعاس، أن ليبيا أصبحت اليوم تعيش في عصر ما أسماه بـ" عصر فقد السيولة وثقافة الطوابير المفرحة والمحزنة".
وقال النعاس -في ورقة تحليلية خص بوابة أفريقيا الإخبارية بنسخة منها- "أولاً الفرح:أصبحت فرحة "المواطن العادي" كبيرة لا توصف عندما يقف ساعات طوال في الطابور أمام المخبز وبعد جهد جهيد يخرج منتصراً من زحمة الطابور وهو يتصبب عرقاً وملابسه شبه مخلوعة ومعجّنة وكأنها "ماضغها عجل"، وهو قابضاً بكلتي يديه على "شكارة قماش مرقعة" أو "شكارة نايلون بائدة" بها بعض الأرغفة النيئة والمشوّهة مقابل بضعة دنانير معروقة وممزقة، والتي أصبحت معدومة القيمة، ولا قيمة فعلية لها في هذا العصر الجديد..."عصر فقد السيولة " وانهيار المصارف، ثانياً الحزن: يصاب المواطن بالحزن والهمّ والكمد عندما يصل إلى المخبز ويجده مقفلا.. ويذهب إلى غيره ويجده أيضا مقفلا... أو بعد وقوفه ساعات في الطابور يصل إلى حيث بائع الخبز الذي يرمقه بنظرة باهتة ويصدمه بقوله "الخبزة كملت" أو "تأخذ سوّك"".
وتابع النعاس، " هل من الممكن الاستغناء عن "توريد اللحوم الفاسدة والمياه المعلبة والأحجار والموز...الخ، واستيراد دقيقا للمخابز أو استيراد خبزا جاهزا ؟ السبب: هو أن حاجة الناس للخبز أشدّ، السؤال هو:إلى متى ستصدح مقولة الخبزة كملت أو تأخذ سوك؟ وهل نحن في ليبيا "الدولة الثرية" فعلاً نستحق هذه المعاناة؟ إن كانت هذه المعاناة هي عقوبة من الله تعالى، فالحمد الله والشكر لله، لأن عقوبة الدنيا تخفّف من عقوبة الآخرة، وإن كانت هذه المعاناة من فعل أيدينا، فعلينا إعادة النظر في هذه الأيدي".